القاضي/محمد بن محمد الباشق
العدوان على بلادنا ليس وليد السنوات الثلاث بل سبقه ورافقه العدوان الثقافي والاقتصادي والعدوان الاجتماعي حيث سعى أتباع نهج “اجدر ألا يفقهوا حدود ما انزل الله” سعى هؤلاء الحاملون للتصحر الفكري والثقافي والأخلاقي إلى جعل المجتمعات العربية والإسلامية نسخة مشابهة لهم من كل ما لديهم من تشوهات فكرية ولوثات ثقافية واعوجاج مسلكي وانحرافات سلوكية، فمجرد حمل منهج الطهر والسمو الذي توارثه شعبنا جيلاً بعد جيل هذا المنهج وجوده خطر على حركة أولاد مردخاي الذين وصلوا إلى حكم نجد بدعم بريطاني فبين وعد بلفور لليهود والدعم البريطاني لبني سعود اتحاد في الوسائل يصل لحد التكامل في المهام واتفاق في الأهداف والمرجعية واحدة هي بريطانيا وكما أكد سماحة السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه أن على الأمة أن تكون أمة واعية عين على القرآن وعين على الأحداث انطلق من هنا للحديث عن كيفية حماية المجتمع عموماً والشباب خصوصاً من العدوان الفكري والثقافي والذي نجد أنه نشط منذ بداية العدوان، فمع هجوم الطائرات والصواريخ القادمة من قواعد حاملة إفك العدوان علينا من دولة خدام خدام الماسونية مملكة الأعراب وجدنا أن دوراً قذراً يقوم به عملاء ومنافقون في الداخل وفي الخارج وأوجز الوسائل لمواجهة العدوان الثقافي في النقاط الآتية:
-نشر الثقافة القرآنية في أوساط المجتمع دون استثناء ليعيش الجميع في أجواء العشق والحب لكتاب الله والإقبال على تلاوته بكل وعي وتأمل وتدبر لا مجرد التلاوة لحروف ولا مجرد الوقوف عند حروف الإظهار بل للظهور به اعتزازاً وثقة أن في كتاب الله كل ما نريد من حلول للمشاكل وفيه الحصانة للجميع وبه تظهر لنا كل الحقائق، وأن تختفي من حياة الأمة جميع الثقافات المغلوطة ولا ننقلب عن مفاهيم القرآن ولا نقبل ابداً أي مفهوم مخالف فثقافة الانبطاح النجدي وثقافة الأنا والعيش في سجن الذات وعبودية المصالح وحب الشهوات كل هذه المفاهيم الضالة والمضلة نجد في كتاب الله ثقافة الجهاد والوعي والمواجهة لكل باطل ونجد في كتاب الله ثقافة العطاء والبذل والتضحية والإيثار والعيش في رحاب الوعي العقلي وسمو الحياة في أداء الشعائر بصدق المشاعر ويقظة الضمير ونور العقل والعبودية لله تعالى بـ “استخدام كل ما في الحياة طاعة لله ونفعا لخلق الله تعظيما للخالق ورحمة للخلق”.
-من مشكاة أنوار القرآن الكريم نجد أن الهوية القرآنية تصنع مجتمعا يعيش لله “قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين” ونجد أن صناعة الهوية للأمة وفق المنهج القرآني تصبغ المجتمع بجعل رضا الله هو المقصود الأعظم في حياة الفرد والأمة والاسم الجامع لهذه الهوية هو الاصطباغ بالعبودية لله تعالى صبغة تكون وقوداً للهمم ونوراً للسلوك قال تعالى “صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون”.
فالانتماء ليس ببطاقة أو ملابس وإنما وعي ومنهج وسلوك وثبات ورجولة وشهامة وقيم لذا نجد التربية القرآنية للأمة جاء الحديث عنها في كتاب الله بوسائل متعددة من ضرب أمثال وقصص ومن ترغيب وترهيب ومن ربط دائم للفرد والمجتمع بالمستقبل، بالمفهوم القرآني مستقبل أوسع في الدنيا ومستقبل الحياة أسمى من هذه الحياة، فنجد آيات كثيرة تؤكد أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، علينا أن نضع بها بصمة خير ونصنع بها ذكراً جميلاً ونؤسس بها عملاً مستقيما لنعيش في حياة أفضل وأشرف واطول مكثا بل خلوداً هناك لا هنا، لذا نجد ان المجتمع الذي يعرف هذه المفاهيم ويعيشها بشكل عمل يومي وهو يقدم قوافل الشهداء تلو الشهداء هو مجتمع حر عزيز حتما يكون هو القائد لبقية المجتمعات.
لذا نأمل وضع خطة عملية من لجان تشكل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والإرشاد ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لوضع آلية وخطة لبناء جيل يحمل الثقافة القرآنية بوعي وجد وفهم وحركة ونشاط وبذل وعطاء والمهمة كبيرة خصوصاً أن العدوان يسعى للقضاء على مكارم الأخلاق عكس منهج الإسلام الذي لخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مهمته بقوله “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ومصدر مكارم الأخلاق القرآن الكريم الذي هو خلق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هكذا وصف أرواحنا له الفداء ممن عاصروه وعرفوه من أهل بيته وأسرته وأصحابه والله مجيد وقرآنه مجيد ورسوله مجيد وأمة بهذا المنهج تكون أمة مجيدة، فإلى رحاب المجد أيها الأمة المجيدة بالعودة لكتاب الله عودة يكون هو كتلوجاً وخطة وخارطة وباعثاً وبوصلة كل نية وكل قول وفعل وموقف وسلوك .