سراج صالح العجيلي
رحم الله فضيلة القاضي العلامة المجتهد السيد محمد بن محمد اسماعيل المنصور, ذلك العالم الجليل الذي عرفته عالماً مجتهداً مطلقاً وشاعراً وأديباً ووفياً وشجاعاً عندما تجلس أمامه وهو يدرس طلبة العلم ويغمرك بالمحبة والتواضع والوقار والزهد ترى في رحابه الأمان والأمل تذكر ما شئت من مزايا السلف الصالح تراها ماثلة أمامك في شخص العلامة المجتهد محمد محمد المنصور خلقا وخلقا وعبادة وزهداً, ونقاء سريرة وشهامة ونبلاً وطهارة قلب, ولكي أدلل على حبي لهذا العالم لا سيما وهو من علماء أهل البيت عليهم السلام فقد تتلمذ على أيدي علماء عصره منهم والده العلامة محمد اسماعيل المنصور سنة 1363هـ وعمه العلامة مطهر اسماعيل المنصور والقاضي يحيى محمد العنسي, فقد درس القرآن تجويدا وشطرا من شرح الازهار وتاريخ ابن الاثير الخاص بالسيرة النبوية كما درس على يد العلامة اسماعيل بن علي السوسوة شرح الازهار والفرائض كما درس على يد العلامة عبدالله محمد السوسوة كافل لقمان في أصول الفقه وغيرها بالمدرسة الشمسية بذمار, كما تتلمذ على يد القاضي يحيى محمد الارياني بصنعاء الكشاف في التفسير وشرح الغاية في أصول الفقه وسبل السلام لابن الأمير الصنعاني والروض النضير شرح مجموع الإمام زيد عليه السلام وشطرا من البحر الزخار للإمام المهدي ونيل الأوطار للإمام الشوكاني وأكثر الجزء الأول من شرح الازهار على يد القاضي عبدالله عبدالكريم الجرافي ودرس عليه أمالي المؤيد بالله ودر الأسانيد للإمام الهادي وأمالي أحمد عيسى لمحمد منصور المرادي والذكر للمرادي وشطر من أمالي ابن طالب وسنن النسائي وبقية الصحاح الست وبعض من الكتب المطولة من كتب أهل البيت في علم الحديث وكتب أهل السنة كما درس على يد العلامة محمد صالح البهلولي, كما درس على يد العلامة أحمد زبارة مفتي الجمهورية شرح الكافية في النحو وأكثر أحكام الإمام الهادي والتفسير لابن الربيع كما درس على يد القاضي المغربي صحيح مسلم والبخاري إلا قليلاً وسنن الترمذي وأكثر موطا مالك ومجموع الامام زيد وأصول الاحكام للإمام أحمد بن سليمان ودرس على يد العلامة عبدالله علي اليماني وعلي يد العلامة علي محمد ابراهيم ودرس على يد القاضي أحمد أحمد الجرافي ودرس على يد القاضي محمد أحمد الجرافي كما درس على يد العلامة أحمد علي الكحلاني شرح التجريد في فقه الزيدية للامام المؤيد بالله وشفاء الإمام للأمير الحسين وشرح الغاية وكثيراً من البحر الزخار للمهدي وغيرهم بجامع صنعاء والمدرسة العلمية ودرس على يد خاله محمد محمد علي المنصور والعلامة أحمد عبدالله الكبسي والروض النضير وغير ذلك ودرس على يد العلامة عبدالله الكبسي ودرس في مجلس الأمير علي عبدالله الوزير بدار النصر بتعز كثيراً من صحيح مسلم وغيرهم.
وقد تولى عدة وظائف رسمية منها اعانة والده على قضاء بيت الفقيه وعين ضمن كتاب ولي العهد الامام أحمد يحيى حميد الدين بتعز 1361هـ ثم مساعداً لوزير الخارجية ثم ناظرا للوصايا والأوقاف, وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م عين عضوا بمجلس الشعب التأسيسي ثم وزيرا للعدل من عام 1383 إلى 1387هـ أي لمدة ثلاث سنوات ثم وزيرا للأوقاف وعضوا بمجلس الشعب وعضوا في لجنة تفتيش أحكام الشريعة الاسلامية وبعد قيام الوحدة اسهم في تأسيس حزب الحق وعين بعد ذلك نائبا لرئيس هيئة الافتاء الشرعية اليمنية ورئيسا للهيئة العليا لحزب الحق ورئيس المجلس الأعلى بمركز بدر العلمي والثقافي .
فسأقول فيه ما قاله الشاعر الكبير ابراهيم الحضراني:
خلدوه رمزاً لكل المزايا
فطنه, عفه, حجر وإباء
وانظروا هل له نظير فإني
لم أجد بيننا له نظراء
وهو كريم النفس ومحبوب لدى الجميع كبير الموقع في صنعاء يحترمه جميع الاحزاب والوجاهات والمشائخ والعلماء من جميع المذاهب فقد جمع بين الصفات الحميدة والاخلاق الفاضلة وقد واصل مشواره العلمي في التدريس والافتاء والتأليف, فقد درس على يديه الكثير من العلماء وطلبة العلم في الجامع الكبير وجامع النهرين ومسجد الفليحي وفي مركز بدر العلمي الذي يرأس المجلس الأعلى به كما كان يقيم دروسا في منزله ولديه مكتبة كبيرة منها المخطوط والمطبوع وتعد من أكبر المكتبات في اليمن وقد سخر في خدمة العلم ولفضله محمد محمد المنصور القضاء والقدر وبرق يمان على قدسية الايمان وهو يمان وحكمة الحجاب وغير ذلك وله ديوان شعري لوامع من خواطر شواسع, هذا وقد تتلمذ على يد العلامة المجتهد ولحقت بآخر أيامه في جامع النهرين ومركز بدر العلمي والثقافي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وله أيضا كتاب (الكلمة الشافية فيما كان بين الإمام علي ومعاوية).