مدير مكتب التربية بالأمانة : استمرت العملية التعليمية بانتظام وعملت وزارة التربية بإيقاع طبيعي رغم ظروف العدوان على اليمن
> مدير مكتب التربية بالأمانة زياد الرفيق لــ(الثورة)
> لدينا 700 ألف طالب وطالبة في أمانة العاصمة و700 مدرسة تضررت بسبب العدوان
> حريصون على تسكين المتعاقدين والمتعاونين في التدريس بالدرجات الوظيفية
> التعليم مسؤولية الجميع وأدعو رجال الأعمال إلى دعم هذا القطاع
لقاء / احمد السعيدي
قال وكيل أمانة العاصمة لقطاع التربية والشباب ومدير مكتب التربية بالأمانة الأستاذ زياد الرفيق إن العملية التعليمية انتصرت على العدوان خلال ثلاث سنوات رغم محاولاته المتكررة وتضرر ما يقارب 700 مدرسة في أمانة العاصمة جراء الغارات الهستيرية من قبل طائرات العدوان السعودي .
وأكد الرفيق في لقاء مع ” الثورة ” أن 700 ألف طالب وطالبة في أمانة العاصمة تحدوا العدوان وواصلوا تعليمهم إلى جانب 100 ألف نازح استقبلتهم مدارس أمانة العاصمة في الفترة الماضية.
الرفيق تطرق إلى العديد من القضايا التعليمية والتربوية في هذا اللقاء .. نتابع :
بداية.. صف لنا حجم التحديات التي تواجهونها أثناء أداء المهام الموكلة إليكم في ظل العدوان والحصار؟
– أولا أشكركم على هذه اللقاء وهذا الاهتمام باعتبار القضية التعليمية قضية هامة وأساسية ومسؤولية الجميع ولابد أن يدرك ذلك الجميع وفي الحقيقة إن العملية التعليمية تعاني الكثير من الإشكالات في ظل هذا العدوان الغاشم الذي كان يراهن على إفشال العملية التعليمية ولهذا سعى جاهدا بكل الطرق والوسائل لخلخلة العملية التعليمية من ناحية أولا انقطاع الراتب وهم يدركون الأثر المترتب على ذلك كون المعلم أحيانا لا يجد ما ينقله من بيته إلى المدرسة باعتبار كثير من المدرسين يسكنون بعيدا عن المدارس التي يعملون فيها، وثانيا من خلال استهداف المدارس والأماكن القريبة من المدارس والطرقات مما سبب مخاوف لدى أبنائنا الطلاب ولعل هذه ابرز التحديات التي أثرت سلبا على سير العملية التعليمية التي لا زالت مستمرة رغم تحمل بعض المدرسين أعباء التدريس وبالتالي تلاحظون قصوراً في إكمال المقررات الدراسية ونحن مشارفون على الامتحانات النهائية وعلى شهر رمضان المبارك والكثير يطالب بتقديم الامتحانات وتعد هذه من الصعوبات كون معايير الامتحان تتطلب استكمال المقررات الدراسية ولكن بسبب الظروف الصعبة للمعلمين كان لزاما تقديم الامتحانات.
ما الهدف من محاولات العدوان إيقاف العملية التعليمية في اليمن؟
– العدوان يدرك الأثر المترتب على إيقاف العملية التعليمية فلدينا على مستوى أمانة العاصمة مثلا ما يقارب سبعمائة ألف طالب وطالبة وتخيل هؤلاء الشباب والشابات عندما تنقطع العملية التعليمية أين سيتواجدون والملاحظ أن الآباء والأمهات ينزعجون من تواجد أبنائهم في البيوت فما بالكم بمئات آلاف الطلاب يتواجدون في الشوارع وبالتالي سيحدث الكثير من المشاكل والفساد ناهيك عن استقطابهم من قبل المرتزقة والعملاء والمنظمات وذلك سيؤثر سلبا على المجتمع بكامله ونحن ندرك أن العملية التعليمية شريان حياة فالكل يعول على استمرار العملية التعليمية، التاجر والبقال والمواصلات لما لهم من رافد لهم فتخيل إذا انقطعت ما الذي سيجني يمن الإيمان والحكمة.
ما تقييمكم لمستوى الأداء في القطاع التربوي خلال الثلاث سنوات الماضية؟
– عبر صحيفة الثورة الرسمية اقدر وأثمن جهود كل معلم ومعلمة صمدوا واستشعروا المسؤولية وتحملوا كل الأعباء في سبيل إنجاح العملية التعليمية فعلى مدار ثلاثة أعوام والعملية التعليمية مستمرة والاختبارات تجري على قدم وساق وهذا كل عام والإقبال من الطلاب موجود وان كانت النسبة ليست بالكبيرة لكن ولله الحمد شيء مشرف أحسن من لا شيء.
هل لديكم إحصائية عن حجم الأضرار التي لحقت بقطاع التعليم في الأمانة جراء العدوان؟
– في أمانة العاصمة قرابة 700 مدرسة تضررت بسبب القصف بالقرب منها ومدرستان تم تدميرهما بالقصف المباشر وتوقفت العملية التعليمية فيهما ناهيك عن حالة الهلع التي تسبب بها العدوان لمئات الآلاف من أبنائنا الطلاب.
ما هي الإجراءات والبدائل التي قمتم بها من اجل ديمومة التعليم؟
– كما قلت في بداية حديثي أن العملية التعليمية مسؤولية الجميع وهو ما حرصت عليه الوزارة من خلال إقامة اللقاء الوطني الموسع على مستوى الجمهورية وانعكس على مستوى المحافظات وبدورنا أقمناه على مستوى أمانة العاصمة وانعكس على مستوى المديريات من خلال المشاركة المجتمعية التي من خلالها توعية المجتمع والأثر كان طيبا فقد لعبت هذه المشاركة دوراً عند مجالس الآباء والأمهات في إيجاد ما يخفف من معاناة المعلم إضافة إلى تدخل الكثير من الشخصيات الاجتماعية والوجاهات والمشايخ ورجال الأعمال لعبوا دورا في كثير من المدارس واستمرار العملية التعليمية ولا يخفاكم أننا بصدد متابعة توفير رواتب المعلمين لأنه لا بديل عن الراتب رغم مساهمة المشاركة المجتمعية فالراتب ضرورة وتتحمله القيادة السياسية متمثلة بالمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ ولا ننسى ان الانقطاع هو بسبب العدوان ونقل البنك المركزي لكني أطالب بالمثل القائل “مساواة الجميع في الظلم عدالة” فهناك مؤسسات إيرادية تحصل على رواتب لموظفيها وهم يدركون أهمية التعليم الذي آثاره تنعكس على كل المؤسسات والمجتمع وان كان ميزانية رواتب المعلمين باهظة جدا لكن على الأقل نصف الراتب يستمر ولذلك نطالب القيادة السياسية بأن تلعب دوراً في ما أمكن توفيره.
كيف تم حل إشكالية النازحين المتواجدين في بعض مدارس الأمانة؟
– الحمد لله فما يقارب 100 ألف نازح في أمانة العاصمة تم استقبالهم ومثلهم كمثل أبناء الأمانة ولا تفرقة وتم استيعابهم رغم عدم استكمال الوثائق للكثير وبسبب معاناتهم الشديدة تم إعفاؤهم من الرسوم الدراسية وسيدخلون الامتحانات بشكل طبيعي وبالنسبة للوثائق ستحفظ النتائج حتى التواصل مع مكاتب التربية في المحافظات ومن خلال نزولي لبعض المدارس أشاهد اهتماماً من إدارات المدارس والمجتمع بالطلاب النازحين من خلال توفير الزي المدرسي لتخفيف معاناة الطالب النازح وفي الحقيقة لم تظهر قضية النازحين كمشكلة كبيرة.
ماذا عن إعادة إعمار المدارس المدمرة والمتضررة؟
– في هذه النقطة لعبت القيادة السياسية وأمانة والعاصمة دوراً بقدر الإمكان بالإضافة إلى منظمة اليونيسف وبعض المنظمات في إيجاد منح للمدارس التي تضررت من خلال النوافذ والأبواب وإصلاح المرافق الصحية ودورات المياه ونحن الآن بصدد متابعة استكمال مثل هكذا إعادة اعمار وصيانة.
هل ترفدون وزارة التربية والتعليم ببعض الأفكار والبرامج الوطنية؟
– دورنا يتمثل في إقامة الفعاليات والأنشطة وكان لها بصمة في مواجهة هذا العدوان على أرقى مستوى فهذه الأنشطة لعبت دوراً كبيراً فبعد مرور ثلاث أعوام على العدوان أقمنا في وزارة التربية والتعليم معرضاً وكان المعول عليه بأمانة العاصمة على مستوى الفعاليات أو توفير المجسمات والصور والرسومات وكان لها اثر كبير جدا إضافة إلى الأنشطة والفعاليات التي تقام في المدارس إذاعات مدرسية ووقفات احتجاجية وهاشتاقات مناهضة للعدوان منها هاشتاق وفعالية أمريكا تقتل الشعب اليمني إضافة إلى ثلاثة أعوام من الصمود وأيضا زيارة الجرحى من قبل طلاب المدارس الأهلية والحكومية وكان لها إسهامات كبيرة جدا.
كيف تمت معالجة النقص في الكادر التربوي في العديد من مدارس الأمانة؟ وهل سنشهد انتهاء لملف المعلم البديل وتوظيف المدرسين المتعاقدين والمتعاونين؟
– في الحقيقة نحن نسعى في هذه القضية بكل جهدنا لاستقرار المعلم وانتم تعلمون لم يعد هناك توظيف بعد عام 2011م وبالتالي هناك مدرسون كبار في السن يعانون المرض والعجز ولم يعودوا يستطيعون مواصلة التدريس وبلغوا من الكبر عتيا والكثير الذي ظل صامدا طيلة ثلاثين سنة وكانت هناك مشاركة مجتمعية من قبل المتطوعين الذين لعبوا دوراً كبيراً جداً وتواجدوا في المدارس ولا يعني ذلك أنه هو البديل عن المدرس وهذا غير صحيح كما حاول البعض أن يثير هذه القضية بل جاء المدرس المتطوع للتخفيف من المعاناة ويكون رافداً للمعلم والدولة بصدد الاهتمام بهذا الموضوع من خلال محاولة التوظيف الجديد ونحن بدورنا نقوم بتصحيح المسار للمنقطع لان الكثير من هذه القضايا لا زالت معلقة.
وماذا عن توفير الكتاب المدرسي في مدارس الأمانة ؟
– من المؤسف أنه في الفترة الأخيرة نعول على الجديد ونحن ندرك على ايامنا فيما مضى انه لابد من الحفاظ على الكتاب ولا يتم استلام الشهادة إلا بإرجاع الكتاب المدرسي واشكر الكثير من المدارس التي قامت بهذا الدور وحرصت على الحفاظ على الكتاب المدرسي لتتم إعادة ومن خلالنا تم تشكيل لجنة والنزول للمدارس ووجدنا انه لا زال لدينا مخزون من الكتب وكانت خطوة هي الاولى من نوعها فالعادة ان نستلم الكتب من مطابع الكتاب المدرسي ونقوم بتوزيعها بنسب مختلفة ولكن عندما عرفنا الواقع في الميدان وحصلنا أيضا على نسبة من الكتب من مطابع الكتاب تم توزيعها وفق الاحتياج ولا ننسى ان بعض المدارس استطاعت عبر المشاركة المجتمعية تصوير المنهج بالإضافة إلى ان الوزارة قامت بوضع المنهج في برامج للهواتف النقالة والمواقع ليسهل على الطالب الاطلاع.
ماذا عن خططتكم المستقبلية ؟
– أولا تصحيح الوضع الوظيفي في مكتب التربية والمناطق التعليمية والمدارس وهذا أمر لا بد منه، أيضا تطوير العملية التعليمية وأيضا تفعيل المنظمات التفعيل الصحيح بحيث يستفيد المعلم والطالب والمدرسة وهذا جانب مهم ونحن أيضا بصدد الخروج من قضية الرتابة في العملية التعليمية ولذلك تلاحظون هذا العام لعبت الأنشطة دوراً كبيراً جداً في اكتشاف الكثير من المواهب والمبدعين في كثير من المجالات حتى سمي هذا العام بعام الأنشطة ونطمح لاخراج كوادر على أرقى مستوى ونريد ان يصحب المعلم الكثير من الوسائل التعليمية ليسهل على المعلم أداء الدرس وأيضا تأهيل المدرسين وقد بدأنا بذلك في العام الماضي فالمدرسون الحاصلون على الثانوية العامة نحن بصدد الارتقاء بهم للالتحاق بالجامعة للحصول على مؤهل جامعي وهذا سيستمر ونحن على تنسيق مع الجامعة بالإضافة الدورات التدريبية التي تقدمها عبر منظمة اليونيسف وغيرها من المنظمات في تطوير وتأهيل المعلم .
وكيف يمكن أن تعمل أمانة العاصمة على دعم ومساندة المعلم وتوفير أدنى احتياجاته من غذاء ودواء؟
– نحن بصدد إنشاء بطاقة تعريفية للمعلم على مستوى مكتب التربية بحيث تلعب هذه البطاقة دوراً في التخفيف على المعلم فمن خلال هذه البطاقة يستطيع بالتنسيق مع المستشفيات الاستفادة في الجانب الصحي ومرافق الدولة المختلفة لعمل تخفيضات ومساعدات وبدورنا عبر صحيفة “الثورة” نقول لأمانة العاصمة ان هناك الكثير من الإيرادات التي توردها مكاتب التربية للمجالس المحلية ونحن لا نحصل منها على شيء وصحيح انها كانت في الماضي تقوم بدورها في انشاء المدارس وصيانتها لكن الآن الوضع يختلف ونحن نورد تراخيص المدارس الأهلية ورسوم المشاركات المجتمعية في المدارس وهذه كلها تورد للمجلس المحلي.
ما تقييمكم للعام الدراسي الجاري الذي أوشك على الانتهاء؟
– في ظل ما تعانيه البلاد من عدوان وحصار اعتقد اننا جبهة تعليمية انتصرت في هذا القطاع الذي كان يراهن عليه العدو في انقطاعه ولكن ولله الحمد استمر رغم القصور وبعض الاختلالات لكنه انتصر وقهر قوى العدوان.
هل اتخذتم اجراءات مشتركة وترتيبات بشأن انجاح عملية الامتحانات النهائية لمختلف المستويات الدراسية؟
– اجتمعنا مؤخرا ليتم تحديد موعد إقامة الامتحانات النهائية ومن الأسباب والتداعيات التي جعلتنا نناقش تقديم الامتحانات هو أولا معاناة المعلم الذي صمد ولا بد من اكرامه وان كانت هناك معايير تطالبها الوزارة بخصوص المقرر وعدد الحصص لكن مع هذا كله لا بد من تقدير جهود المعلم وازدحام الطلاب لابد ان يكون هناك تقديم وقد التقينا مدراء المناطق التعليمية وخرجنا باتفاق وحددنا موعداً نرفع به الى الوزارة.
كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء
– أولا اشكر صحيفتكم الموقرة واتمنى ان تهتموا بهذه القضية تحت عنوان ” التعليم مسؤولية الجميع ” باعتبار صحيفتكم هي الناطقة باسم الجمهورية اليمنية وعدم الاكتفاء بحلقة واحدة وأدعو من خلالكم رجال الأعمال والتجار والشركات والمنظمات للاهتمام بالمعلم وتخفيف معاناته وايضا ونحن مقبلون على الامتحانات التي تحتاج ميزانية ومصاريف والوقوف الى جانب العملية التعليمية.