تعليقا على ما جاء في قمة الظهران السعودية

 

أ‌. عبدالعزيز أحمد البكير

لقد اتضح جليا بأن قمة أنظمة جامعة الدول العربية تخدم توجه حكام تلك الأنظمة في تنفيذ المشاريع والمخططات الصهيونية الأمريكية الإسرائيلية بضرب الشعب العربي المسلم واستهداف الأمن والتضامن والقوة والوحدة العربية والسعي إلى إقامة ” شرق أوسط جديد ” يسيطر على قيادته ويتحكم بقراره الكيان الصهيوني الإسرائيلي المتغطرس.
وما تم في العراق وليبيا وسوريا واليمن وضرب مجلس التعاون المغاربي بذريعة طائرة لوكربي وتجريم الرئيس العربي معمر القذافي وحصار ليبيا و اغتيال الشهيد العربي القذافي وكذا ضرب مجلس التضامن العربي بشق الصف العربي وغزو الكويت وحصار العراق وغزوها واغتيال الشهيد العربي صدام حسين واستهداف مصر واليمن وتدمير اليمن وسوريا, وتهيئة الأجواء لإعلان الحاكم الفرد المتسلط في الوطن العربي والعالم ترامب قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس الشريف،ليعلن بذلك القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني المحتل والذي لولا ذلك المخطط والخيانة للحكام الموالين لليهود والنصارى ما تجرأ الرئيس ترامب على إعلان ذلك القرار العنصري والمجاهرة به.
ولما تحقق له من الاستخبارات الصهيونية العالمية ومنها الاستخبارات المركزية الأمريكية الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط عدم إمكانية تنفيذ ذلك القرار قام ترامب وأجهزته في المنطقة من خلال التوافق مع ولي عهد النظام السعودي بإقامة القمة العربية المزعومة فى السعودية لتمكين السعودية ومن دار فى فلكها من الاستمرار في تنفيذ المخططات الصهيونية ومواصلة سياستها السابقة في تضليل الشعب العربي والإسلامي بالمزايدة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية ومنها ما أعلنته “قمة الظهران ” في رفضها لقرار الرئيس ترامب, والتي لم تتخذ تلك الأنظمة أي موقف حيال ذلك القرار.
إن قمة أنظمة دول الجامعة كسابقاتها من قمم جامعة الدول العربية،ناقشت إمكان إحياء “المبادرة العربية” كما قالت “قمة الظهران” السعودية وتحدث ملوك وامراء ورؤساء القمة على: “شكرا ملك السعودية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة” ولم تتحدث القمة عن العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا المخالف للقانون الدولي وقتل الشعب العربي السوري وقتل الشعب اليمني وحصاره, ولم تعلن عن أي شيء يدلل على إمكان أن يكون لأولئك المتقممين في قمتهم ما يدل على عروبتهم وإسلامهم وإنسانيتهم من جراء سياستهم في فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا ، مما لا تحل أو تجيز فعله الشرائع السماوية والقوانين والأعراف والعهود والاتفاقيات الدولية، ووافقوهم عليه ودعموا ومونوا قتل وتشريد وحصار وإبادة للشعب العربي والإسلامي تحت مبررات ودعوات ضعيفة وحجج واهية أوهى من بيت العنكبوت لقتل واستهداف ممنهج للقضاء على الشعب العربي بكل أقطاره ولكل مقدساته ومقدراته وكرامته الإنسانية ودينه ولغته وتاريخه ووجوده،وكل ذلك جرى ويجري بمباركة دول الجامعة العربية.
نعم لم يطرأ أي جديد في قمة المترفين في الظهران , وكان من الواجب على أقل القليل أو أقل تقدير أن يعلنوا في قمتهم ما يمكن تسويقه وهو إدانتهم للعدوان الثلاثي على سوريا والمطالبة بتحقيق دولي محايد في اعتداء الدول الثلاث, ودعوة سوريا للعودة إلى الصف العربي, وإعلان إيقاف الحرب والعدوان على اليمن ورفع الحصار وإعلان الاعتذار والتوبة للشعب العربي عمَّا جنوه بحقه من القتل والظلم والقهر والجوع والامتهان والترويع والخوف باستخدام القوة المفرطة والأسلحة المحرمة, وليس إدانة المقتول ومعاقبة المغدور والمظلوم والمعتدى عليه إنصافا للظالم والمعتدي والقاتل !!!
*وزير الدولة عضو مجلس الوزراء
– الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي

قد يعجبك ايضا