والقى رئيس الوزراء كلمة، عبر في مستهلها عن شكره لوزارة الثقافة وكل المهتمين الذين شاركوا في إقامة هذه الفعالية التأبينية لشخصية وطنية تعد واحدة من أهم الرموز الثقافية والفكرية في اليمن. مؤكداً ان الراحل هشام بن علي كان واحداً من الكتاب المميزين في مجال الأدب والنقد والحضور الفكري على المستويين اليمني والعربي.
وقال ” كان الراحل شخصية كبيرة ومن المفكرين الواقعيين الذين حاولوا ان يرفعوا من فكرة الأمل، باحثا عن صيغة توفيقية بين عطاء الانسان اليمني الذي يضحي بنفسه من اجل وطنه والبعد الانساني لتاريخ اليمن العريق”.
واضاف ” كان يأمل كثيرا أن يشهد اليمن بعد اعادة تحقيق الوحدة تحولا كبيرا في واقعه عبر إحداث نقلة حضارية تنقل اليمن الى مصاف بعض الدول العربية التي تمكنت من تحقيق نهضة في مجالات متعددة”.. مشيراً إلى أن الفقيد كان إنساناً مميزاَ ولم يكن أسيرا للعمل الاداري الذي يكبل قدرات العقل والفكر وظل فاعلا في المجال الفكري وكذلك في المجال الاداري حتى وفاته رحمه الله.
ونوه رئيس الوزراء الى وطنية الفقيد الذي لم يخضع للضغوط وظل على عهده وحدويا في حياته وحتى مماته وذلك لإيمانه أن التشطير لا يمكن أن يخلق لليمن الا المزيد من المشاكل والصراعات والاحقاد. مؤكداً انه بمواقفه المبدئية وفكره المتقد سيظل يحظى بالاحترام على المستوى الوطني وستظل تنهل من فيض عطائه الأجيال.
ولفت إلى أن الفقيد هشام هو مشروع ثقافي حي ومتحرك وواحدا من المفكرين الكبار الذين حاربوا بالكلمة والرأي العنف والغُلو والتطرف.
واعتبر الدكتور بن حبتور، أن قيمة الأمم هو في مثقفيها وأدباءها وما تنتجه من أفكار خلاقة لفائدتها وفائدة غيرها. معربا عن تقديره للحضور الفعّال للقطاع الخاص في هذه الفعالية البعيدة عن دائرة اهتمامهم وما لها من دلالات لصالح قطاع الثقافة في الحاضر والمستقبل.
من جانبه اعتبر وزير الثقافة عبد الله أحمد الكبسي أن غياب المثقف والناقد هشام علي بن علي يعد خسارة كبرى على اليمن والوطن العربي بل أيضا خسارة للمشهد الثقافي والأدبي اليمني.
وقال: رغم معرفتي القصيرة به عرفته شجاعاً في ابداء الراي متحدثا لبقا متواضعا شخصية تفرض عليك احترامها وتشدك إليها قامة في الاخلاق صادق القول كفوء في عمله وعُرف عنه حب الوطن.
وأضاف: لقد فارقنا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن الجريح مع استمرار قوى العدوان الهمجي بارتكاب المجازر الدموية في حق الشعب اليمني وقتله للمدنيين الأبرياء رجالا ونساء واطفالا وتشريد المدنيين من بيوتهم مستهدفة ضرب البنية التحتية وتدمير المواقع الاثرية انتقاما وحقدا على الحضارة اليمنية وهوية شعبها وهو ما تفتقد إليه دول العدوان.
واستطرد: إلا أن ذلك لم يثن الشعب اليمني المسالم عن الصمود ومواجهة قوى الشر والدفاع عن الوطن.
وقال: نحن هنا إذ نترحم على فقيدنا الذي رحل عنا جسداً إلا أن سيرته وفكره وروحه حاضره معنا اليوم، خالدة بيننا، ونستذكر ما قدمه هذا الرجل من ابداعات فكرية وأدبية وآراء نيرة للساحة الثقافية والمعرفية.
وأشار الى أن الوزارة ستنظم ندوة حول الأعمال الفكرية للراحل وستعمل على طباعة الأعمال التي لم تطبع بعد.
فيما أعربت نائب وزير الثقافة أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن عميق الحزن والأسف لرحيل الناقد والمفكر هشام علي بن علي وقالت: إن الراحل يعتبر من أهم القامات الفكرية التي أصلّت يمنيا وعربيا لكثير من المفاهيم والمصطلحات الثقافية التي اخترلت المراحل والمنعطفات السياسية والفكرية في الوطن العربي والعالم.
وتابعت: لقد استطاع الراحل أن يمثل ركناً مهما لتداعيات الاصالة والتحديث والجديد وأن يهضم كل هذه العوالم الفكرية في كتب مثلت مفتاحا مهما في قراءة الشخصية اليمنية والعربية، مدافعا ببسالة الفاتحين عن التغيير والتجديد وأن يمثل حالة وعي ويقظة راقية في وجه المشاريع والثقافات الصغيرة، متكئا على ثروة تاريخية يمثلها الوطن في عيون أبنائه وكثير من المستشرقين الذين مروا على هذه البلاد وقالوا كلمتهم في حضارتها وتأثيرها على المنطقة والعالم.
من جانبه أعرب رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين محمد عبد الله الانسي عن فداحة الخسارة التي مثلها رحيل هشام علي بن علي.
وقال: يعجز الرثاء جهاراً عن رثاء عظماء هذا الزمن في حضرة غيابهم الابدي ورحيلهم السرمدي…رجل شهد له كل المنابر الثقافية وساحة الادب كما شهد له رجالات العلم والادب.
وأضاف: ذاك الرجل الذي أحيا ثقافة شعب كاد صدى الحداثة الزائفة أن يأكلها ووحوش التغريب أن تفترسها…عمل ليلا ونهارا لخدمة احياء ثقافتنا وتراثنا اليمني.
كما اُلقيت كلمات لكل من: وزير الثقافة الأسبق يحيى العرشي ومدير عام المرأة والطفل بالوزارة هدى النجار وأسرة الفقيد وكلمة للشاعر سلطان نعمان البركاني أكدت في مجملها على عظمة التجربة التي مثلها الراحل هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة معتبرين تجربته تمثل إضافة نوعية ومضيئة للفكر والادب في اليمن.
وأكدت الكلمات على خصوصية التجربة الفكرية والنقدية للراحل وما مثله في مؤلفاته وكتاباته المتنوعة والتي برز من خلالها علما من اعلام الكتابة والنقد والفكر في اليمن.
وأشاروا إلى سمو علاقاته الإنسانية وما تجلى عنها من مثقف حقيقي عكس العلاقة الحقيقية بين الانسان والثقافة.
كما نوهت الكلمات بإسهامات الراحل في الوظيفة العامة منذ تقلدها في عدن في الثمانينات واستمر فيها في صنعاء وكيلا لوزارة الثقافة حتى وفاته.
حضر الفعالية، التي تم فيها توزيع كتاب أصدره صندوق التراث والتنمية الثقافية بعنوان “هشام علي بن علي كاتبا ومفكرا وانسانا”، عدد من وكلاء وزارة الثقافة ورجال الاعمال والمثقفين والمهتمين.