القدس.. والقمة اللاإسلامية
محمد صالح حاتم
ليتهم لم يجتمعوا !
هذا هو لسان حال الشارع العربي بل والإسلامي عموما ً.
تعتبر فلسطين وعاصمتها القدس، هي قضيتنا الأولى،نحن العرب والمسلمين، وليست قضية أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم، واليوم وبعد إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وإعلان القدس عاصمة إسرائيل، كل هذا بتواطئ ومباركة من بعض الأنظمة العربية والإسلامية.
وما يهمنا هو اجتماع القمة الإسلامية الطارئة التي دعا إليها الرئيس التركي اردوغان،والتي عقدت في اسطنبول، والتي كانت مخيبة للآمال،وذلك من حيث الحضور والتمثيل،وكذلك النتائج والقرارات،فعلى مستوى الحضور والتمثيل، والذي كان ابرز الغائبين هو الملك السعودي، من يدعي انه خادم الحرمين الشريفين (خائن الحرمين الشريفين،وبائع القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين)،والذي كان التمثيل ضعيفاً جدا ًلدرجة أنه لم يكن حتى على مستوى ولي العهد أو حتى وزير الخارجية،بل رأس الوفد السعودي وزير الشؤون الإسلامية، وكذلك غياب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،فهذا الغياب عن حضور هذه القمة يعني مباركة وتأييداً من قبل مملكة بني سعود،ومصر لقرار ترامب، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ومن حيث النتائج والقرارات التي اتخذتها هذه القمة فقد كانت مخيبة للآمال، لم تلب طموحات الشارع الإسلامي، بل أصابته بالصدمة.
فقرار ترامب a بشأن إعلان القدس عاصمة ًللكيان الصهيوني يعتبر بمثابة (دق آخر مسمار في نعش الأمة العربية والإسلامية ).
فإذا لم يجتمع ويتوحد أبناء الأمتين العربية والإسلامية على القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فلن يجتمعوا ولن يتحدوا على أي قضية ثانية، مهما كبرت وتعاظمت، فهذه هي الفرصة الوحيدة والأخيرة للوحدة العربية والإسلامية، خاصة ًفي ظل الوضع الراهن الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية، فهو وضع مزر ٍ ومخز ٍللغاية، وضع انحطاط وذل وهوان.
فالنتائج المخيبة، هي إعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، الذي يعني التنازل عن باقي القدس، كنا نتوقع ان يكون من ضمن القرارات نقل السفارات العربية والإسلامية الموجودة في فلسطين إلى القدس، ولكن للأسف اجتمع المسلمون ليعلنوا التنازل عن القدس لإسرائيل.
كان مليار ونصف مسلم يتوقعون أن يتم إعلان الدول الإسلامية قطع علاقاتها الدبلوماسية وسحب سفرائها من تل أبيب، وطرد سفراء الكيان الصهيوني من بلدانهم، والتي للأسف اغلبها تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وعلى رأسها تركيا من دعا رئيسها اردوغان لاجتماع القمة وكذلك مصر والأردن والكثير من الدول العربية والإسلامية والبقية في الطريق للتطبيع مثل مملكة بني سعود،ودويلة عيال زايد ومملكة البحرين، والسودان وغيرها.
وكذلك قطع العلاقات التجارية والتبادل التجاري بين الدول العربية والإسلامية والكيان الصهيوني، والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنويا ًبل وأكثر بكثير، ولكن للأسف كانت قمة فاشلة ومخيبة لآمال الشارع الإسلامي عموما ًوالشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.
ففلسطين لن تعود للحضن العربي والقدس لن تعود عاصمتها،ومقرا ً وعاصمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إلا ّبالمقاومة وفتح باب الجهاد، فما أخذ بالقوة لن يعود إلا ّبالقوة.
لن تعود القدس باجتماعات القمة سواء ًعلى المستوى العربي أو الإسلامي.
وفي الأخير وكما بدأنا حديثنا هذا ليتهم لم يجتمعوا !