الحديدة معركة التحدي
زيد البعوة
بعد الفشل الذريع الذي حصل للعدوان على أكثر من صعيد وفي أكثر من جبهة خلال الأيام الماضية على أيدي رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية يحاول العدو أن يحقق ولو نصراً بسيطاً في الحديدة ليقول أنا لا زلت موجوداً ولا يزال لدي الكثير من الأوراق سوف اعمل على تحقيقها وأولها التقدم باتجاه الحديدة من منطقة الخوخة وغامر وفعل ذلك لكنه لم يكن يعلم ماذا ينتظر جنوده وآلياته هناك حيث تحولت تلك الأرض بفضل الله إلى مقبرة جماعية لهم ..
الحديدة الأرض والساحل والأهل والوطن والأهمية الاستراتيجية والميناء وكل ما فيها من بشر وشجر وتراب وأحجار وهواء هي عزيزة على قلوبنا تستحق التضحيات وتستحق أن نحشد من اجل الدفاع عنها جميع ما نملك من قوة مادية ومعنوية وعدد وعتاد في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والثقافية والإعلامية والسياسية والاقتصادية والحقوقية والإنسانية وكل شيء فمحافظة الحديدة هي إحدى أهم المدن اليمنية بموقعها وبطيبة أهلها ووطنيتهم وباعتبارها جزءاً لا يتجزأ من ارض الوطن الغالي الذي يريد العدوان أن يحتلها ويسيطر عليها فهذه المحافظة المهمة لها دور جهادي من خلال التضحيات التي قدمها أهالي الحديدة في مواجهة العدوان عدد كبير من الشهداء وكثير من الأموال أنفقوها في سبيل الله والوطن ومئات الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الثورية وعدد كبير من المواقف الوطنية المشرفة..
العدوان السعودي الأمريكي يعرف جيداً ماذا تعني محافظة الحديدة لليمنيين ويعرف أهمية السيطرة عليها وكيف سوف يستغلها في الضغط على الشعب اليمني من خلال الجانب الاقتصادي خصوصاً أنها اليوم الميناء الوحيد والشريان الوحيد الذي لايزال يمد بقية المحافظات بالمواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية البسيطة جداً ولكن لأن العدوان لا رحمة فيه ولا إنسانية لديه يريد أن يحتل اليمن بأي وسيلة كانت وان لزم الأمر أن يجعل الشعب اليمني يموت من الجوع والفقر والمرض وهذا هو الهدف الأبرز من محاولة العدوان السيطرة على الحديدة..
وقد بدا واضحاً وجلياً أن العدوان بقيادة آل سعود وأمريكا والإمارات لديهم نوايا خبيثة واستعمارية تخدم الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى وتخدم البيت الأبيض وقد كانت مساعيهم المتواصلة من خلال ولد الشيخ الذي جعل الحديدة وسيلة من وسائل المفاوضات والضغوط على الشعب من اجل الاستسلام ثم العمليات العسكرية الأخيرة التي حصلت في الخوخة والتي هي مقدمه للسيطرة على الحديدة كخطوة عسكرية إجرامية ليست بأقل خطورة من نقل البنك المركزي إلى عدن وعدم صرف مستحقات الموظفين ومحاصرة المواطن اليمني بمختلف الوسائل بهدف الوصول بالشعب اليمني إلى مرحلة الركوع والاستسلام وهذا مستحيل..
وعلى العدو أن يعلم علم اليقين أن الشعب اليمني يعي جيداً أهمية الدفاع عن الحديدة وضرورة الجهاد والاستنفار والعمل الجهادي مهما كلف الأمر من تضحيات وتعب وجهد وعليه أيضا أن يعلم أن أبناء اليمن من مختلف الأطياف والشرائح والأحزاب والمناطق والقرى يتوافدون اليوم إلى الحديدة لابسين لباس الحرب ومتمسكين بحبل الله ومتوكلين عليه ولديهم من القوة العسكرية والمعنوية ما استطاعوا جمعه وإعداده وأكثر من ذلك لديهم ثقة مطلقة أن الله لن يتخلى عنهم وانه سوف ينصرهم على العدو المجرم مهما كانت إمكانياته وقوته.