*تحدثوا عن صمتها إزاء جرائم العدوان في اليمن على مرأى ضمير العالم.. أكاديميون لـ “الثورة”:
استطلاع/ محمد مطير
رغم الجرم المشهود لما ارتكبه ويرتكبه العدوان (السعو- أمريكا) من أبشع الجرائم الإنسانية بحق الشعب اليمني المظلوم لما يقارب الثلاثة الأعوام, إلا أن القانون الدولي وحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة المتعددة مازالت في حكم الغائب بالقوة الأمريكية الذي لا فائدة منه مادام مغيباً عن الرأي العالمي والضمير الإنساني, لا لشيء إلا لأن السياسة الأمريكية أرادت ذلك, وسعت إلى منع وصول الحقيقة المؤلمة إلى مسامع المعمورة بالكذب والدجل والمال المدنس (السعو_إمارتي) .. فلماذ تسعى السياسة الأمريكية لتغييب القضية اليمنية لتصبح القضية المنسية بالعالم؟ وإلى ماذا تهدف من ذلك؟ وما أثر ذلك على مظلمة الشعب اليمني وانعكاساته على الجنس البشري ؟ وما هي أنجع الطرق لمواجهة هذه السياسة الرعنا؟ .. إلى الإجابة على هذه التساؤلات في ثنايا الاستطلاع التالي:
في البداية أكد الدكتور عبد الكريم زبيبة -نائب رئيس جامعة ذمار- أن السياسة الأمريكية والأوروبية نحو اليمن تنتهج مبدأ التعتيم وتسعى جاهدة لتغييب القضية اليمنية لتصبح القضية المنسية، لسببين رئيسيين: حتى تكون بعيدة عن ضمير ووعي المواطن الأمريكي والأوروبي والعالم, ولكي لا يعلم بهول وبشاعة الجرائم التي ترتكب في حق اليمن واليمنيين, التي لو وصلت لمعظم أحرار العالم لشكلوا رأياً عاماً دولياً يضغط على الحكومات ويطالب بإيقاف الحرب, الظالمة على اليمن ومن الجهة المقابلة حتى تظل تستنزف خزينة أمراء النفط في السعودية والإمارات ومشيخات الخليج, وتبيع لهم المزيد من الأسلحة ولتورطهم أكثر, لأنها تحتفظ بوثائق جرائم الحرب الظلمة على اليمن, لكي تشكل منها مصدراً آخر للابتزاز وجني الأموال من هذه الدول.
ونوه الدكتور زبيبة إلى ضرورة تنشيط السياسة الخارجية اليمنية أمام هذه السياسة الأمريكية الشيطانية من أجل كسر هذا التعتيم الإعلامي المقصود، وبأن يتم التوجه للمجتمع الدولي عبر منظمات المجتمع المدني في هذه الدول والتواصل مع الإعلاميين، والمفكرين، والبرلمانيين وتزويدهم بالمعلومات الدقيقة وبحقيقة وبشاعة الجرائم (السعو-أمريكية) في اليمن .. وذلك عبر تشكيل فريقين بهذا الخصوص، في الداخل لرصد مختلف أنوع الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدوان ليل نهار, ليتم نقلها عبر الفريق الثاني إلى الرأي العالمي, من خلال إقامة المؤتمرات الصحفية والندوات والمعارض بهدف تكوين رأي عام شعبي دولي للضغط على السياسيين .. كون هذه الطريقة تمثل أهمية كبيرة في البلدان الديمقراطية وذات ثمار جيدة ..
أمريكا قاتلة اليمنيين
فيما ذهب الدكتور أمين الجبر -رئيس قسم التاريخ بجامعة ذمار- بالقول إن السياسة الأمريكية لم تغفل ما يجري في اليمن من حرب وعدوان فهي ترقب وتتابع عن كثب كل مجريات الأمور, ليس بكونها الدولة العظماء التي يهمها أي حدث في العالم وحسب, وإنما من منطلق أجندة وشبكة من المصالح لا يمكن لها إلا التعامل وفقها, والتعاطي تبعا لمقتضياتها, بل والسعي إلى تحقيقها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى, ومن ذلك تغييب القضية اليمنية ضمن سياسة المراضاة المدفوعة الثمن الرامية إلى طمأنة حلفائها في الإقليم والمنطقة ..
وأضاف أنه من المعروف أن أمريكا وفق سياستها البرجماتية لا يهمها في اليمن سوى الممر المائي الدولي ومنابع النفط, بالتالي فإنها تتعامل مع القضية اليمنية من هذه الزاوية إلى جانب ما ذكرت آنفا من ارتباط مصلحي/نفعي مع الحلفاء ..
وأكد على وجوب مواجهة هذه السياسية الأمريكية الرعناء بمزيد من التوحد وتوحيد الصف الداخلي تحت لافتة وطن واحد يتصدى للعدوان الغاشم, بالإضافة إلى إجادة طرحها في المحافل الدولية وتدويلها من كافة الجهات والمنظمات المحلية بحيث تصير همنا الأول والأخير وقضيتنا المركزية بدون انتهازية أو متاجرة, لأنه لا يوجد شخص يمني يحب بلده ولديه وطنية يرضى بالعدوان مهما كانت الأسباب والمبررات أو حتى المناكفات الحزبية ..
وختم حديثه قائلا: علينا التعاطي الإيجابي مع كافة الأطراف الدولية ذات العلاقة كي تتوفر لنا الإمكانات والقدرة الإيجابية على طرحها أو حتى تسويقها في المحافل الدولية, علاوة على ذلك علينا أن نجعل من تنوعنا وتبايناتنا السياسية مصدر ثرائنا وتعددنا في طرح القضية اليمنية كل بطريقته وأسلوبه ..
غياب الضمير الإنساني
الدكتورة نجيبة مطهر -مستشار رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة- أرجعت سبب تسمية الحرب علي اليمن بالحرب المنسية أمام العالم إلى شراء الضمير الإنساني لأغلب دول العالم وتم دفع الثمن من قبل حكام بني سعود وعيال زايد .. محذرتنا أنه بسبب هذا التعتيم الأمريكي لجرائم بني سعود وأمريكا تجاه اليمنيين .. سيجد العالم نفسه أمام حقيقة مرة, وسيدفع كل إنسان يعيش في هذا العصر الثمن غالي لسكوتهم علي الجرائم التي ترتكب في حق الشعب اليمني..
وشددت على ضرورة مواجهة هذه السياسة الحقيرة من خلال المزيد من حشد الهمم برفد الجبهات بالمجاهدين وعلى الشعب اليمني بمختلف مكوناته وشرائحه المجتمعية التحرك مع المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية للدافع عن نفسه وحماية أراضيه برا وبحرا وجوا. وعلى السلطات اليمنية القيام بإغلاق مضيق باب المندب ليلفت الرأي العالمي إلى مظلومة الشعب اليمني, واستخدامه كورقة ضغط على دول الاستكبار ..
مساعٍ اجرامية
فيما يرى الدكتور يوسف الحاضري -الكاتب والباحث في الشؤون الدينية والسياسية- أنه شيء طبيعي أن تسعى الإدارة الأمريكية مع حلفائها من الغرب وأقزامها من العرب وبعران الخليج, بكل طاقتها لتمييع وتضييع القضية اليمنية سواء على مستوى الرأي العالمي أو الداخلي أو في تكميم أفواه المنظمات الحقوقية والقانونية في العالم, لكي تخفي جرائهما الوحشية مع شريكها المنفذ السعودي والإماراتي بحق الشعب اليمني المظلوم, تغطي على فشلها في إدارة الحرب على اليمن, وفشل أسلحتها, والذي سينعكس سلبا على صورتها داخليا وخارجيا, أضف إلى ذلك بأنها تريد إتاحة الفرصة لشركائها في الحرب ليحققوا أهدافهم بتدمير البشر والشجر والحجر باليمن, وذلك عبر تخفيف الضغط الجماهيري العالمي عليهم, ومن الجانب الآخر تهدف من تغييب القضية اليمنية إلى إطالة أمد الحرب لتستنزف وتجني الكثير من الأموال الخليجية من بيع المزيد من الأسلحة الجديدة لهم .. مؤكداً أن أنجع الطرق لمواجهة هذا الأمر, هو الاستمرار في التحرك الإعلامي والسياسي الخارجي وإصدار قانون الطوارئ الذي يخرس أي أصوات داخلية سعت ومازالت تسعى لتحقق أهداف أمريكا في ذلك عبر اختلاق قضايا داخلية تشغل الرأي العام بها ..
القاتل بصمت
الدكتور خالد المطري -أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء يقول: إن هدف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من تغييب قضية العدوان على اليمن نابع من كونها الفاعل الرئيس في قيام هذا العدوان, فإعلان بدء العدوان كان من العاصمة الأمريكية واشنطن وبالتالي فأنها تحرص أن تظل جرائم العدوان التي ترتكب باليمن بعيدة عن أضواء الإعلام الأمريكي والعالمي لأنها لا تستطيع تحمل ضغط الرأي العام الأمريكي والعالمي في حال كانت الأضواء مسلطة علي جرائمها, ومن ناحية أخرى فإن حرصها على هذا الأمر مرتبط لحاجتها إلى مزيد من الوقت, لتحقيق الأهداف التي من أجلها شن هذا العدوان البربري على وطننا الحبيب ..
ودعا الدكتور المطري إلى أهمية التواصل مع وسائل الإعلام الحرة العالمية, وكذا الاستعانة بالمنظمات الإنسانية والحقوقية لكشف وفضح زيف الكذب الأمريكي أمام الرأي العالمي, لإيجاد وسيلة ضغط في المحافل الدولية باستمرار, بحيث تصبح القضية مثارة, ومحل جدل مستمر مع الإدارة الأمريكية وسلطات دول العدوان .. كما هو الحال لما حدث مؤخرا من نجاح الضغط المتواصل في قيام الأمم المتحدة بضم دول العدوان إلى قائمة العار السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال ومرتكبي الجرائم بحقهم ..
صمود بطولي
من جهته أوضح الأستاذ عبد الوارث صلاح -الأمين العام لحزب الوفاق الوطني- أن أمريكا هي العدو الأول للعالم الإسلامي وهي وراء كل ما يحدث من خراب ودمار في معظم البلدان العربية والإسلامية, وما يحزن أن أمريكا تنفذ مخططاتها بأيدي عملاء عرب أمريكا تريد للقضية اليمنية أن تكون منسية لأنها جزء أساسي فيما يحدث من تدمير وقتل وحصار وتجويع للشعب اليمني .. أمريكا سخرت أقمارها الصناعية ومعداتها العسكرية, وأشرفت إشراف مباشر على إدارة العدوان على اليمن, ولهذا لا تريد للعالم أن يسمع أو يشاهد الجرائم المرتكبة باليمن تحت مسمى دعم شرعية منتهية, ولهذا تحرص كل الحرص على عدم ذكر حرب اليمن أو معرفة ما يدور في اليمن . إضافة إلى أنها تريد أرشفة ملف جرائم العدوان باليمن لكي يكون سبباً رئيسياً لنهب ممتلكات حكام الخليج حاليا ومستقبلا.
وأشاد بدور الجيش واللجان الشعبية البطولي منوهاً إلى ضرورة قيام المجتمع بأكمله لتفعيل دور الجبهة السياسية والإعلامية والعمل على كسر الجمود بالتواصل مع مجتمعات العالم, من خلال البحث عن المؤثرين في هذه البلدان, وعن الناشطين والحقوقيين الأحرار ونوصل إليهم مظلوميتنا وقضيتنا العادلة, بإعداد ملفات بعدة لغات عالمية, والتواصل مع كل الوسائل المتاحة بالعالم ..