بعد القائمة السوداء .. أطفال اليمن في انتظار العدالة الدولية

نظام آل سعود تحت مجهر العالم..

¶الصحة :تأخر إدراج السعودية في القائمة السوداء أدى إلى تصنيف اليمن كأكبر طارئة أو كارثة إنسانية على وجه الأرض حاليا

خبير قانوني :
ملف الحرب سيظل سيفا مسلطا على دول البترول للابتزاز المالي من قبل دول النفوذ العالمي

القرار أثر سلباً على تحالف العدوان لأنه حرك منظمات حقوق الإنسان والرأي العام العالمي إلى موضوع جرائم السعودية في اليمن

ناشطون حقوقيون :
لا نثق بالأمم المتحدة بعد تراجعها العام الماضي تحت ضغط الدعم السعودي ..

القرار يكشف للعالم جرائم الحرب وحجم الانتهاكات ضد طفولة اليمن

تحقيق/ أسماء البزاز

مؤخراً تم إدراج التحالف السعودي على مسودة القائمة السوداء للأمم المتحدة لقتلها الأطفال في اليمن .. وكما العام الماضي، تضمنت مسودة سرية لقائمة سوداء للأمم المتحدة هذا العام، اسم التحالف الذي تقوده السعودية في عدوانها على اليمن، بسبب “قتل وتشويه أطفال” اليمن.
وحسب المعلن عنه فإن التقرير الذي قدمته الممثلة الأممية الخاصة لشؤون الأطفال في مناطق النزاعات “فيرجينيا غامبا” ذكر أن تحالف العدوان مسؤول عن 386من الضحايا باليمن(بينما الرقم اكبر بكثير). وأضاف التقرير إن العدوان تسبب في تدمير83 مدرسة ومستشفى العام الماضي.. في السياق ذاته يتحدث ناشطون وحقوقيون عن نتائج إدراج السعودية في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن .. ومتى ستتحرك العدالة الدولية للاقتصاص لأطفال اليمن من تحالف العدوان السعودي ؟..نتابع :

الناشطة أسماء عامر أوضحت أن إدراج السعودية في القائمة السوداء يعتبر خطوة ابتزاز من قبل الأمم المتحدة لتعقد صفقة مالية جديدة بدماء اليمنيين من أجل الحصول على الأموال من قبل السعودية وبمجرد استلام المبالغ المالية سيتم إخراجها من القائمة كما فعلوا العام الفائت وقدلا تتحقق أي نتائج ملموسة في الواقع سوى المصالح تحت مسمي الدفاع عن حقوق الأطفال في اليمن.
وتتفق معها الحقوقية والإعلامية ماجدة طالب المنصوري حيث بينت أن إدراج تحالف العدوان السعودي في القائمة السوداء هي فترة مؤقتة لابتزاز جديد للسعودية لذلك السعودية بدأت بالبحث عن مخرج جديد من مأزقها في حربها على اليمن من خلال روسيا لأن الحرب وتباعتها تحاصرها في كل الاتجاهات.
الحرج الأممي
وزارة الصحة قالت إن إدراج الأمم المتحدة لتحالف العدوان بقيادة السعودية في قائمة سوداء بسبب قتل الأطفال باليمن جاء تحت الحرج الشديد من الجرائم التي ترتكبها أمام الإنسانية جمعاء.
وفيما قال د. عبد الحكيم الكحلاني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العامة والسكان : سبق وأن أدرجت الأمم المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن قبل عام في القائمة السوداء لقتلة الأطفال، ثم تراجعت بعد يومين وها هي اليوم مجددا تحت الحرج الشديد من جرائم العدوان السعودي التي لم يعد يستطيع أحد يمتلك ذرة من الإنسانية أن يتحمل مثل هذا الخزي والعار أمام من خلق الإنسان أولاً ثم أمام نفسه وأمام الإنسانية جمعاء ثانيا.
وأضاف: ولكن الضمير الإنساني يجب أن ينظر إلى أن ما بين الإدراج الأول ثم الإزالة تحت ضغط الدعم والتمويل السعودي ثم الإدراج ، عاما كاملا من التأخير الذي دفع ثمنه الآلاف من أطفال اليمن وغير الأطفال.
وتساءل الكحلاني: هل تعلمون ما الذي تسبب فيه التأخير عاماً كاملاً؟ لقد صنفت اليمن بأنها أكبر طارئة أو كارثة إنسانية على وجه الأرض في الوقت الراهن بحسب تصريح الأمين العام للأمم المتحدة نفسها.
وقال، إن عاما من التأخير جعل من الوضع الصحي يوشك على الانهيار تماما، وجعل من انتشار وباء الكوليرا أكبر وباء عالمي وأكبر وباء منذ الحرب العالمية الثانية وفق تصريحات مدير عام منظمة الصحة العالمية.
وتابع :كما أن عاما من التأخير فاقم سوء التغذية لأطفال اليمن وأدى إلى عجز البرامج الصحية وتدهورها وأدى إلى أن يموت طفل يمني كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها وفق تصريحات المدير التنفيذي لمنظمة الطفولة اليونيسف.
وأوضح، أن عاما من التأخير جعل خبراء محايدين من أرقى الجامعات في العالم يقولون إن الوضع الصحي في اليمن ومؤشراته الأساسية تتراجع أكثر من عشر سنوات إلى الخلف وأن ما كنا نحلم به ونعيشه من تحسن في صحة الأطفال ما دون السنة وما دون الخمس سنوات وفي مجال صحة الأم قد أصبح يتلاشى أمام أعيننا.
وخاطب المتحدث باسم الصحة اليمنية الأمم المتحدة متسائلاً: هل تعلم الأمم المتحدة أن مجرد التأخير للأسبوعين الأخيرين عند تجهيز ومناقشة مسودة إدراج التحالف الذي تقوده السعودية قد كلف الشعب اليمني عشرات الأطفال قتلوا بغارات الطيران السعودي الإماراتي المسنود أمريكيا وبريطانيا في صعدة وحجة وتعز وغيرها؟!
وأضاف، أما آن للعالم أن يقول للسعودية ومن معها ومن خلفها كفى وليس فقط إدراجها في قائمة العار، وزحزحتها إلى الدرجة “ب” وكأنها قد اتخذت إجراءات للحد من قتل أطفال اليمن بينما هي في هذا الأسبوع الذي تناقش فيه مسودة إدراجها في القائمة لم تراع أي حرمة للأطفال وشاهدنا جثثهم أمام الكاميرات.
العار الدولية
مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب كهلان صوفان علق بالقول : أطفال اليمن يعيشون واقعاً مأساوياً بكل معنى الكلمة في ظل العدوان . وطبيعة الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال اليمن جراء العدوان الذي تتعرض له بلادنا من تحالف ما يقارب 17 دولة بقيادة السعودية فهو أكثر بشاعة ودموية لأنه استهدف الأطفال بشكل مباشر بالقتل والتشويه المتعمد من خلال قصف طيران العدوان للبيوت والمخيمات والمدارس والمستشفيات والأسواق مخلفاً آلاف الضحايا من الأطفال بين شهيد وجريح، الأمر الذي جعل الأمم المتحدة تضع السعودية وتحالفها في قائمة العار الدولية مرة أخرى كجهات أكثر انتهاكاً للأطفال على مستوى العالم. وإن استطاعت السعودية لاحقاً إخراج نفسها من تلك القائمة السوداء مؤقتا نتيجةً للضغوط المالية والسياسية الهائلة التي تمارسها في أروقة الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية، إلا أنها تظل وصمة عار في جبين هذه الدولة المعتدية والدول المتحالفة معها .
وتابع صوفان :كما هي وصمة لحقت بمنظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية لتواطئها مع القتلة والمجرمين الحقيقيين وعدم دعوة هذا التحالف للوقف الفوري لطلعاته الجوية التي تنتهك القانون الإنساني وحقوق الطفولة ، ناهيك عما يشكله الحصار الجوي والبحري والبري من انتهاكات لحقوق الأطفال بشكل خاص وحقوق الإنسان عامة من خلال ارتفاع معدلات الفقر وانتشار المجاعة وسوء التغذية وانتشار الأمراض والأوبئة لدى الأطفال والنساء والسكان عامة، ومنها وباء الكوليرا الذي وصل ضحاياه إلى أرقام قياسية غير مسبوقة نتيجةً لانهيار النظام الصحي والبيئي بسبب الحصار والعدوان.
باعثا برسالة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي مفادها أنكم مشاركون في قتل وتشويه أطفال اليمن بصورة مباشرة أو غير مباشرة طالما ظليتم تتفرجون على هذه المأساة الإنسانية دون اتخاذ موقف صريح وواضح بالوقف الفوري للعدوان والحصار وعدم ربط الملف السياسي بالملف الإنساني.
قرار كامل الأركان
أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء الدكتور أحمد عبدالملك حميد الدين أوضح قائلاً: إن هذا القرار أدى مهمته في وضع تحالف العدوان وعلى رأسه السعودية في القائمة السوداء .ورسخ ذلك في الذهن العالمي والقرار ليس منشئا وإنما كاشفا لجرائم حرب ضد الإنسانية عموما وضد الأطفال خصوصا وقد أثر سلبا على التحالف أيضا حيث نبه الإجراء وحرك منظمات حقوق الإنسان والرأي العام العالمي إلى موضوع الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها العدوان في اليمن . وتناولت وسائل الإعلام العالمية الموضوع بشكل أكبر مما لو أن القرار لم يؤجل . وفي رأيي أن ملف الحرب سيظل سيفا مسلطا على دول البترول للابتزاز المالي من قبل دول النفوذ العالمي والمستقبل واعد بكثير من الإجراءات ضدهم .
مبيناً أنه ومن الناحية القانونية قرار الأمم المتحدة بإدراج تحالف العدوان على اليمن في قائمة العار قرار صحيح بكامل أركانه .

قد يعجبك ايضا