“عيدنا في الجبهات”.. بشائر النصر في زمن العدوان والغزاة

فيما تقضي حكومة المرتزقة أضحاها في حفلات الفن والطرب والفنادق الفارهة

الشامي:
العيد مع رجال الرجال احدث معنويات قتالية عالية قطعت الطريق على مخططات العدوان
المطاع:
ما رأيناه في الجبهات اثلج صدورنا واشعرنا ببشائر النصر الحقيقي
إعداد/ إدارة التحقيقات
من الأحق بشرعيّة حكم اليمن ..؟ مدع للشرعية غالط العالم لقتل شعبه ويقضي العيد في حفلات الرقص والطرب والمجون وببطن منتفخة وجبين يلمع دسومةً وشحماً وثراءً..؟! أم ممسك بزمام شؤون البلد مثبتاً أمن واستقرار وسكينة المجتمع ومستميتاً يقضي فرحة العيد في خطوط الموت الأولى دفاعا عن وطن يمزقه العدوان والحصار ويعبث بموارده الغزاة والمرتزقة..؟!..
إنها أسئلة عيد الأضحى الأهم في مسار الثلاثة الأعوام الماضية- التي شهدت ولا تزل تشهد عدواناً ظالماً وحصاراً جائراً- والتي تحاصر الذاكرة الجمعية لليمنيين .. حتى أولئك الذين يقفون بصمت مع العدوان والمرتزقة صاروا في حيرة من أمرهم عندما كشفت صور عيد الأضحى المبارك خسارة رهاناتهم.. سيرجع العقلاء منهم عن آرائهم المتعالية على الحقيقة..
صحيفة “الثورة” سلطت الضوء على الصورتين المتناقضتين حتى تناقض الحياة والموت.. سابرة أغوار ودلالات زيارات جهاز الدولة ممثلا برئاسة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني واللجنة الثورية العليا وقيادات السلطة المحلية بالمحافظة إلى جبهات مواجهة العدوان في الجوف وميدي ونهم وصرواح وكهبوب والمخا وباب المندب ومريس وذي ناعم وغيرها من جبهات الداخل وأيضا إلى جبهات ما وراء الحدود في جيزان ونجران وعسير.. إلى التفاصيل:
بصورتين أذهلت مفارقاتهما الجميع حيث يقع كل منهما على أبعد نقيض من القيم والوطنية والإنسانية.. صورة لدعاة الشرعية(حكومة هادي) في حفل فني صاخب، والثانية لمن يطلق عليهم تحالف العدوان والمرتزقة بالانقلاب على شرعية هادي التي جلبت الغزاة والعدوان والحصار والدمار لليمن (المجلس السياسي الأعلى، وحكومة الإنقاذ الوطني)… إنها مفارقات عابرة لذاكرة التاريخ السياسية اليمنية وفيما خابت الصورة الأولى (دعاة الشرعية) في إيجاد شبهة لها في دركات الخيانة الوطنية عبر محطات الزمن القديم والوسيط وربما الآتي.. وجدت الثانية(شرعية الشعب والدستور والأرض والقيم) مكانها في علو درجات العراقة والحضارة اليمنية الأصيلة التي لا ينتهي أصحابها من الوجود والوجدان اليمني وان استشهدوا في خطوط الدفاع أو الهجوم المضاد ذودا عن اليمن أرضا وإنسانا..
الصورة الأولى
إن يسميهم إعلام العدوان والمرتزقة بالشرعية مغالطاً العالم بشرعية هادي الذي كان يوما -وفي غفلة من ذاكرة التاريخ السياسية- رئيسا لليمن كخيار وحيد لا مفر، فاستقال وحكومته من السلطة في صنعاء، تاركا البلد مفتوحاً على مستقبل مجهول وفي فراغ رئاسي وحكومي، وفرّ هارباً إلى الرياض مدعيا هناك أن له شرعية.. ليمسك من الرياض بالدبلوماسية اليمنية الدولية المرغمة تحت ضغط المال السعودي على الاعتراف بشرعية هادي.. صاروا ثقلا على أسيادهم ورغم مجاملتهم ومنحهم تذاكر للسفر لحضور حفلات الطرب الصاخب، ولقلة خجلهم وحيائهم ما زلوا يفاخروا اليوم وللعام الثالث على التوالي بأنهم يناضلون لأجل الوطن والشعب.. الوطن الذي باعوه بخسا للغزاة، والشعب الذي قتلوه أطفالا ونساء وكهولا وعجزة ورجالا وشبانا.. فبعد أن اجتاح الغزاة المحافظات الجنوبية، ودمر العدوان السعودي أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها.. ويطبق الحصار على الشعب اليمني بضراوة قتلت المرضى تحت وطأة انتظار العلاج الموقوف في البحر.. بعد كل هذا ظهر أهم أزلام هادي وزبانية النظام السعودي ومرتزقته في صورة متخمة بالغرور والثراء والنقاهة وكأن شيئاً لم يحصل..
بهذه المعاني والدلالات انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في إجازة عيد الأضحى المباركة العيد الثالث في ظل العدوان، حيث تداول ناشطون حقوقيون وإعلاميون وسياسيون محسوبون -على هادي وحكومته- ومستقلون ومناهضون للعدوان صورا لمسؤولين في حكومة هادي أثناء حضورهم لحفل في القاهرة للفنانة بلقيس احمد فتحي, ولاقت الصور موجة سخرية وغضباً من قبل مؤيدي هادي قبل غيرهم.. معبرين عن خيبة أملهم وخسران رهاناتهم التي علقت على ما يسمى بالشرعية، وبالقدر الذي اعتبروا فيه أن الفن رسالة إنسانية لا ينكرها أحد خصوصا حين تصل المجتمعات إلى مستوى معين من الرفاهية والحياة المعيشية الميسورة.. استهجنوا حضور مسؤولين في حكومة رئيس يدعي الشرعية ووطنه وشعبه يموت تحت العدوان والحصار ومجنزرات وسجون الغزاة.. مؤكدين أن هذا ما لا يحصل في التاريخ… حيث يحضر المسؤولون المحسوبون على هادي حفل فني خيري – حد تعبيرهم – في الوقت الذي تقول الأمم المتحدة أن 19 مليون مواطن يمني مهددون بالمجاعة، وأن اليمن تشهد مأساة إنسانية هي الأكبر من نوعها في العالم…
الصورة الثانية
تتجلى الصورة الثانية والأكثر تضحية في مشهد مسؤولي جهاز الدولة في صنعاء التي تمتلك الشرعية الشعبية والدستورية والقانونية وشرعية الأرض والقضية العادلة التي لم يخذلها النصر عبر التاريخ.. مسؤولو جهاز الدولة في صنعاء بمستوياتها الثلاثة العليا والوسطى والدنيا.. فالعليا تتمثل بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني واللجنة الثورية العليا.. والوسطى وزراء ونواب وزراء ورؤساء مؤسسات ومدراء عموم.. والدنيا الموظفون وعامة الشعب… كل هؤلاء وبعمل منظم وزيارات خاطفة قضوا أيام عيد الأضحى المبارك متنقلين في جبهات القتال والذود عن الوطن..
رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد وأعضاء المجلس ووزراء في حكومة الإنقاذ الوطني ومنهم وزير الدفاع ونواب وزراء توزعوا على الجبهات المختلفة مطلعين من المشرفين والقادة الميدانيين والمرابطين في الجيش واللجان الشعبية على سير المعارك والانتصارات التي تتحقق على أيديهم..
ونقلوا للمرابطين “تحيات وتهاني أعضاء المجلس السياسي الأعلى والوزراء والقائمين بأعمال الوزراء ورجال الدولة وقياداتها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، معبرا عن مدى الفخر والاعتزاز الذي حققه الأبطال المرابطون الصامدون في كل الجبهات في روح كل يمني في الداخل والخارج، والقيمة الحقيقية التي أثبتوها عن الشخصية اليمنية التي لا تقبل الذل والهوان والغزو والاحتلال وتقاوم وتنتصر بأبسط الإمكانات منطلقة من الروح المؤمنة بالله عز وجل ومواجهة الظلم والبغي وصناعة الاستحقاق الذي يجب أن تكون عليه اليمن والتحرر من كل أشكال الهيمنة والوصاية ومصادرة القرار الوطني”.
العيد والفن الزواملي
الأهم وعلى نفس السياق من مفارقات الصورة المتصلة بالفن في صف العدوان، والفن في مواجهة العدوان.. يبدو أن طقس العيد في جبهات القتال قد حمل ذاكرة الفن الزواملي اليمني الأصيل الذي يعد جبهة بحد ذاتها، حيث يقول أحد الزوامل الذي ليس لدي المعلومة المؤكدة لمن كلماته لكني أعرف أن الفنان عيسى الليث هو الذي صدح به:
أ‌ﻥَّ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻬﺎﺕ ﺃﺿﺤﻰ
ﺃﺣﻖَّ ﻓﺮﻳﻀﺔٍ ﻣﻦ ﺃﻟﻒِ ( ﺃﺿﺤﻰ)
ﺧُﺬﻭﺍ ﺍﻟﻌــﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻜُﻢ، ﻭﺇﻧَّﺎ
ﺳﻨﺼﻨﻊ ﻋﻴﺪﻧﺎ ﻧﺼـﺮﺍً ، ﻭﻓﺘﺤﺎ
ﻓﻨﺎﺷِﺌﺔ ﺍﻟﺠــﻬﺎﺩ ﺃﺷــﺪُّ ﻭﻃﺌﺎً
ﻭﺇﻥَّ ﻟــﻨﺎ ﺑﺼــﺪِّ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺳﺒﺤﺎ
ﻷ‌ﻥَّ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻛﻌﺒﺘــﻨﺎ، ﻋﻠﻴــﻬﺎ
ﻧﻄﻮﻑُ ، ﻭﻧﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﻞَ ﻗﺪْﺣﺎ
ﻧُﻄــﻬﺮ ﻛــﻞ ﺷــﺒﺮٍ ﻓﻲ ﺛﺮﺍﻫﺎ
ﻭﻧﻐﺪﻭ ﻧﺤﻦُ للأعياد ﺻُﺒﺤﺎ.
هكذا صار العيد جزءاً من الكفاح والرباط في مواجهة العدوان وبما يجسد الصمود ويزرع المعنويات العالية في نفوس المقاتلين في جبهات مواجهة العدوان سواء في الداخل في كهبوب أو تعز أو نهم أو صرواح أو ميدي أو في جبهات ما وراء الحدود .. حيث صار العيد في الجبهات واجبا وطنيا مقدسا ومقدماً في نظر كل يمني شريف وحر وغيور وقف مواجها للعدوان والمرتزقة والغزاة.. وهو الركيزة الأساسية في تصاعد وتنامي اليقظة والاحتراس الحقيقي كما يحكي الزامل المذكور.
المرابطون مصدر عزنا
يقول الدكتور عبدالله الشامي – نائب زير التعليم العالي والبحث العلمي نزول الجهاز الإداري للدولة للجبهات له دلالات وأبعاد متعددة أهمها أن مسؤولي الدولة تركوا بيوتهم وأسرهم وقرروا قضاء إجازة العيد مع رجال الرجال وهو ما يعطي معنويات كبيرة للجيش واللجان ويقطع الطريق على العدو إحداث اختراقات خلال فترة العيد ويوصل رسالة للمقاتلين أن الجميع خلفهم ويدعمهم ويسمح لمسؤولي الدولة الاطلاع على التضحيات والمعاناة التي يعيشها الجيش واللجان في الجبهات..
وأضاف الشامي: على مدار ثلاث سنوات وفي كل عيد زرنا عدداً من الجبهات من البيضاء إلى الضالع إلى كهبوب وغيرها وكانت تلك الزيارات تمثل لنا معيناً نرتشف منه العزة والكرامة والصمود والتحدي… لا شك أننا نعاني أحياناً من عناء السفر لكن عندما نصل إلى الجبهات الأمامية ونلمس التضحيات والصبر من قبل رجالنا نخجل منهم كثيرا ونحن نعايدهم في السنة مرة واحدة..
واختتم حديثه بالقول: رسالتي للمرابطين وحماة الديار أقول: نحن نتقرب إلى الله بزيارتكم ونعتبرها عبادة فأنتم مصدر عزنا وفخرنا وكرامتنا..
بشائر النصر
من جانبه قال الدكتور علي محمد محمد المطاع- أكاديمي ومستشار وزارة التعليم الفني والتدريب المهني: لقد كان لي شرف زيارة الجبهات عدة مرات وكذلك المرابطة مع المجاهدين في مواقع العزة والشرف والكرامة ولا أخفيك القول أنها الأيام التي اعتبرها احتسبت لي عند الله دنيا وآخرة وقد تعلمنا أنا وزملائي من المجاهدين الشيء الكثير مع أننا محسوبون في رأس قائمة المتعلمين والمثقفين تعلمنا منهم التضحية والشجاعة والإقدام والصبر كما تعلمنا منهم أن النفس ترخص للوطن وعزته وكرامته وتعلمنا الغيرة على الأرض والعرض والذود عنها بكل غال ورخيص..
وأضاف المطاع: وجدنا أبناءنا المرابطين قمة في أدائهم وخططهم وتكتيكاتهم مع أنهم لم يدخلوا كليات حربية أو ابتعثوا إلى الخارج ليدرسوا فنون الحرب في كليات متخصصة سواء كانت عربية أوعالمية ومع هذا فإنهم يواجهون من توفرت لهم كل ما ذكرت من أحدث الأسلحة المتطورة والفتاكة وغطا جوي كثيف في مقابل البندقية والبازوكا، العدو مخازنه ممتلئة من كل ما تتخيله من الأسلحة لكنها فارغة من القضية والهدف، أما رجال الرجال فمخازن الشجاعة والاستبسال والتضحية تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم وهذا ما يفتقد إليه العدو، ولاشك أن الدور الأساسي والمهم هي الدورات الثقافية القرآنية التي كان لها أبلغ الأثر على نفوسهم والأكثر فعالية. وكذلك الدورات القتالية طبعا إلى جانب هذا وذاك أنهم أصحاب قضية وهدف ضد عدو ظالم غاشم ومستهتر وإذا كان هناك ما يعكر عليهم الأجواء فهو الشعور أن هناك من يطعنهم من الخلف وهم يدافعون عنه، لذلك فقد كانت هذه الزيارات والمرابطة مع إخواننا وأبنائنا تجربة جعلتنا نتوق إليها كلما سنحت الفرصة بذلك..
وقال أيضا: أذهلني ما رأيته وسمعته من الأبطال وأطمـأننت بأن النصر قادم لا محالة واطلب من الكل تحمل المسؤولية كل من موقعه ورفد الجبهات بالمال والرجال وأن يكون ذلك من أولويات اهتمام الجميع، ودعني أختم بما يردده الأبطال في جبهات العز والكرامة:
( هوالله ذي سدد .. هوالله ذي رمى)

قد يعجبك ايضا