زهور السعيدي
خمسون ألف دولار هو مهر عروس في منطقة سعوان بالعاصمة صنعاء إضافة إلى العديد من الشروط الأخرى التي تم طلبها من العريس كتكاليف القاعة وشراء فستان الزفاف .. ليتم بهذا المهر تجهيز العروس وإقامة حفلة الزفاف ويرجح والدا الفتاة أن هذا المبلغ لا يزال غير كاف لإقامة عرس لائق لابنتهم الوحيدة وأنهم سينفقون إلى جانب المهر الكثير من الأموال لإقامة حفلة زفاف مميزة لابنتهم تذكر مدى الحياة .
ويقول والد العروس إن المهر المقدم لابنته من خطيبها الذي يعمل بماليزيا إنما هو قيمة “الذهب” الذي سيتم شراؤه فقط وان تكاليف حفلة الزفاف سيقوم بدفعها من ماله الخاص فرحا بابنته الوحيدة ..
ويضيف والد الفتاة وهو تاجر ملابس: إن جميع فتيات أسرتهم تم تزويجهن بمهور لا تقل عن سبعين ألف دولار وان جميع ازوجهن تجار ويعملون في الخارج ويؤكد أن جميع الآباء في منطقتهم “ إب “ لا يزوجون بناتهم إلا بمهور ومؤخر صداق مرتفع حتى يضمنوا حقوق بناتهم ..
رحلة طويلة
رحلة جمع المهر رحلة طويلة وشاقة لدى الكثير من الشباب المقبل على الزواج فمنهم من يغترب ليجمع قيمة المهر ومنهم من يعمل ليل نهار لسنوات، ويقول الشاب محمد الحرازي انه يعمل منذ سنتين ليجمع مهر عروسه البالغ مليوناً ونصف ولكنه لم يستطع الإيفاء به ولا جمع تكاليف العرس وذلك لأنه موظف بسيط لم يستطع بعد توفير هذا المبلغ بالإضافة إلى المتطلبات الأخرى التي يجب أن يوفرها إلى جانب المهر لحفلة العرس ويوم الزفاف وفتح منزل جديد مما يزيد من العبء الملقى على عاتق كل مقبل على الزواج .
حفظ لحقوق الفتاة
وترى بعض الأمهات أن المغالاة في المهور هو بسبب غلاء المعيشة هذه الأيام وارتفاع سعر كل مستلزمات العرس الخاصة بالعروس مما يستدعي رفع المهر لتتم تغطية كل تلك التكاليف التي تريد أي عروس أن تقيمها ..
فيما ترى أمهات أن غلاء مهر الفتاة يرجع لضمان حقوق بناتهن وخاصة في هذا الزمن الذي ضاعت فيه حقوق الزوجة بسبب كثرة الأزواج المستهترين بالحياة الزوجية والأسرية وان كثيراً من الفتيات يطلقن بعد فترة قصيرة من الزفاف فالمهر والمؤخر المرتفع للفتاة لمواجهة مشاكلها المالية سواء في منزل زوجها أو في منزل والدها .
أسباب المغالاة
العادات والتقاليد العمياء هي أهم الأسباب التي تقف وراء الارتفاع الجنوني في المهور هذه الأيام فإقامة الحفلات بتكاليف باهظة والبذخ والإسراف في الاحتفاء بالعروس هي وراء طلب مبالغ خيالية من الشاب المقبل على الزواج للقدرة على مجاراة مراسيم الأعراس وشراء الحلي والملابس والتفاخر والتباهي وجشع بعض الآباء من استغلال كل طاقات العريس وتزويج ابنتهم لمن يدفع أكثر .
كما أن شراء الملابس الباهظة الثمن والحلي واستئجار القاعات الفخمة والفرق الموسيقية باهضة الثمن قد يكلف العريس ثمنا باهظا يدفع ثمنه مستقبلا هو وزوجته ويدخل في دوامة من الديون الطويلة وتنجم هذه الأسباب جميعا عن الأسر التي لا تراعي حقوق أبنائها وبناتها الإنسانية والاجتماعية ممن انجرفوا وراء المادة والمظاهر الكذابة والعادات والتقاليد الباطلة .
حلول ومقترحات
يقول الأخصائيون الاجتماعيون إن هنالك بعض الحلول إن اتبعت ربما تحل معضلة المغالاة في المهور وهي موجودة وفي متناول الأيدي بشرط التخلي عن العادات والتقاليد العمياء فيجب التوعية الشاملة عن النتائج المترتبة بسبب المغالاة في المهور ومنها ارتفاع معدل العنوسة وانتشار زواج الشغار أو البدل وبهذا تضيع حقوق الفتاة بشكل كلي بدلاً من صونها وحفظها وتشجيع ودعم الأعراس الجماعية ومساندة الجمعيات الخيرية التي تقوم بمثل هذه المشاريع ورعاية شريحة الشباب عبر برامج الدعم النفسي والمعنوي لتطوير فكرهم والقدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم والحد من انجرارهم إلى الانحراف والتوعية الدينية بأهمية المهر المعنوي قبل أن يكون ماديا فقط والتخلي عن بعض التقاليد العمياء والتباهي غير المبرر .