> في الذكرى الأولى للتبادل السلمي للسلطة بين “الثورية العليا” والمجلس السياسي الأعلى
لقاءات / احمد حسن احمد
مر عام على تشكيل المجلس السياسي الأعلى واستلامه العلم الجمهوري من اللجنة الثورية العليا في صورة نموذجية مشرقة للتداول السلمي للسلطة في البلاد تلاشت فيها المصالح الشخصية وبرزت المصلحة الوطنية العليا كهدف سام في خدمة الوطن والمواطن ويحسن وضعه المعيشي في ظل عدوان غاشم جثم على صدور اليمنيين.
وتتمثل أهمية تلك الخطوة الديمقراطية الناجحة أيضا في أنها فوتت الفرصة على المتربصين والحاقدين الذين أثاروا البلابل في أوساط المجتمع حول تمسك اللجنة الثورية بالسلطة والسيطرة على مفاصل الدولة ومحاولة الإضرار بالبلاد وفرض القرارات بقوة السلاح وهاهو المجلس السياسي اليوم يدير شؤون البلاد ويمارس مهامه الدستورية ويتمتع بالصلاحيات الكاملة دون تدخل اللجنة الثورية في عمل المجلس كما كان يروج له البعض، ولعل هذه العملية جسدت مبدأ التداول السلمي للسلطة بأوضح صورة وسيتعلم منها الأجيال القادمة نموذجاً يقتدى به.
“ الثورة “ في الذكرى الأولى لاستلام وتسليم السلطة تلتقي عدداً من الشخصيات الاجتماعية لمناقشة الدلالات والمعاني لهذه الخطوة السياسية الهامة:
البداية كانت مع الأكاديمي / زياد الروني أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليمن الحديث والذي تحدث لـ “الثورة “ قائلا :
“تحل علينا هذه الأيام الذكرى الأولى للتبادل السلمي للسلطة الذي حدث في أغسطس من العام الماضي بين اللجنة الثورية العليا والمجلس السياسي الأعلى وقد عكست هذه المبادرة الرائعة حرص المسؤولين عن إدارة شؤون البلاد على ترسيخ مثل هذه القيمة الديمقراطية التي تمارسها كل دول العالم المتطورة وعكست أيضا رقي وحضارة هذا الشعب الذي انتهج هذا السلوك المتقدم وقد تجلى احترام وتقدير الشعب اليمني للجنة الثورية العليا التي سلمت السلطة بصدر رحب وتفاؤل وثقة كبيرة بالمجلس السياسي الأعلى الذي بدوره رسخ هذه الظاهرة الصحية في تنسيق مهامه بين أعضائه العشرة وتداول رئاسة المجلس السياسي الأعلى وهذا دليل على صفاء النفوس ووعي بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها كل من اللجنة الثورية العليا والمجلس السياسي الأعلى وجاءت اليوم الذكرى الأولى لهذا الانجاز السياسي الكبير لنتأمل دلالات هذه الخطوة الهامة التي تصب في صالح الوطن أولا وأخيرا “
استجابة لمطالب شعبية
أما القاضي / محمد سران – محكمة شمال الأمانة فقد عبر عن دلالات ورسائل هذا الانجاز السياسي غير المسبوق قائلا :
“ في شهري يونيو ويوليو من العام الماضي كانت المطالب الشعبية قد تزايدت حول تسليم اللجنة الثورية العليا السلطة والوزارات الحكومية لكفاءات وطنية تتحمل مسؤولية تسيير شؤون البلاد مع أن اللجنة الثورية العليا لم تكن تطمح إلى السيطرة على المؤسسات الحكومية والوزارات بل وجدت نفسها مجبرة على ذلك لحماية تلك المنشآت من عبث العابثين بعد نجاح ثورة الشعب ضد الفار الخائن هادي في العام 2014م وعندما تنبهت اللجنة الثورية العليا بقيادة المناضل/ محمد علي الحوثي لهذه المطالب التي بعضها كان يأتي من باب الوطنية والحرص على الصالح العام والبعض الآخر لإثارة البلابل في أوساط اليمنيين بما يخدم العدوان ومرتزقته والمهم أن اللجنة الثورية وافقت على تشكيل مجلس سياسي أعلى لا سلطة فوقه وكان خليطاً من كل القوى السياسية المناهضة للعدوان وأقامت مراسيم تسليم العلم الجمهوري والسلطة لهذا المجلس السياسي أمام مرأى ومسمع اليمنيين ووسائل الإعلام المختلفة في صورة عكست حكمة اليمنيين في إرساء مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية التي انتهجها العقلاء في البلاد لمواجهة وتحدي العدوان الغاشم “
القائمون بالأعمال يسلمون أيضا
وبدوره قال الناشط الحقوقي /اكرم النور :
“ لو استعرضنا شريط ما مرت به البلاد العام الماضي من انجازات سياسية وحدت الجبهة الداخلية ورممت الصف الوطني وقهرت العدوان وأدواته التي راهنت على زعزعة الوحدة الداخلية ومحاولة التفرقة وإشعال الصراعات فإننا نلاحظ أن هذه الانجازات لها دلالات كبيرة ومهمة والبداية من تشكيل مجلس سياسي أعلى من مختلف المكونات السياسية وأعقبه تسليم اللجنة الثورية العليا السلطة وشؤون البلاد للمجلس السياسي الأعلى وعلى ضوء ذلك قام القائمون بأعمال الوزراء التابعون للثورية العليا بتسليم الوزارات للوزراء الجدد التابعين لحكومة الإنقاذ الوطني التي شكلها المجلس السياسي الأعلى ولهذا الاستلام والتسليم دلالات مهمة أبرزها روعة التداول السلمي والأخوي للسلطة فقد استقبل القائمون بالأعمال الوزراء الجدد بابتسامة صادقة وتفاؤل كبير ثم غادروا إلى منازلهم بكل صمت ولم يطلبوا أن يبقوا في تلك الوزارات أو أن يتم نقلهم إلى وزارات أخرى وذلك لإيمانهم بالدور الوطني الكبير الذي قاموا به وهو الحفاظ على مؤسسات الدولة من النهب والفساد وإهدار المال العام وهكذا تعلم اليمنيون الأحرار معنى من معاني حب الوطن والإيثار وتقديم مصلحة البلاد العليا فوق كل الرغبات والمشاريع الأنانية الضيقة “
الوطن مسؤولية الجميع
من جانبه قال الأخ / احمد الرقيحي – موظف حكومي :
“ مراسيم استلام وتسليم السلطة التي جرت العام الماضي بين اللجنة الثورية العليا والمجلس السياسي الأعلى هي درس هام تعلم منه اليمنيون أن الوطن مسؤولية الجميع ويتسع للجميع أيضا وليس حكرا على طائفة أو جماعة أو حزب بعينه بل كل اليمنيين الأحرار يشاركون في بناء اليمن الجديد الحر الذي لا يندرج تحت وصاية احد من دول الاستكبار والعمالة وان الجميع لابد أن يأخذ فرصته لذلك كانت أهم القواعد التي تم ترسيخها في ذلك اليوم هي مبدأ التداول السلمي للسلطة الذي يعتبر من مقومات الشعوب المتطورة وبغض النظر عما إذا كان المجلس السياسي نجح أو اخفق المهم أن هناك فرصة للتغيير السلمي دون اللجوء للعنف وإراقة الدماء وتعطيل عمل الحكومة والوزارات الخدمية مما يؤدي إلى تدهور وضع المواطن المسكين الذي قد تحمل من العدوان ومرتزقته الكثير والكثير وهذا بحدث ذاته انجاز سياسي منفرد فقد عبر عن وعي لأبناء الشعب حول أحقيته في تقرير مصيره ومن يحكمه ومحاسبته أيضا “
لحظات تاريخية
بينما قالت الأستاذة / هدى الورد – رئيسة منظمة ابتسامة أمل :
“ في مثل هذا اليوم من العام الماضي شهد القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء مراسيم تسليم واستلام السلطة بين اللجنة الثورية العليا والمجلس السياسي الأعلى الذي أدى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب وبحضور رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور عبدالملك الأغبري والقائم بأعمال رئيس الوزراء طلال عقلان وعدد من الوزراء والقائمين بالأعمال وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من القيادات العسكرية والأمنية وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وحينها سلم رئيس اللجنة الثورية العليا الأخ محمد علي الحوثي العلم الجمهوري لرئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ صالح علي الصماد لتبدأ مرحلة سياسية جديدة بتولي المجلس السياسي الأعلى المسؤولية الكاملة أمام الشعب وهذا النموذج من الوعي الحضاري والوطني لا يتجلى إلا في حكماء حملوا على عاتقهم مسؤولية إعادة بناء اليمن ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم في ظروف استثنائية تعيشها البلاد.
لذلك على جميع اليمنيين اليوم أن يفخروا بهذه المرحلة التي عمقت روح التسامح والاخوة بين أبناء الوطن الواحد .