السيد القائد وخطاب المرحلة الجديدة لحركة أنصار الله

فيصل مدهش
وإن كنا عاجزين عن تناول أبعاد ودلالات الرسائل التي وردت في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة ، إلاّ أننا سنحاول بقدر فهمنا التطرق لبعضها في هذا الخطاب الذي نعتبره والكثير من الناس بأنه الخطاب الأقوى للسيد القائد ليس منذ بداية العدون الأمريكي السعودي على اليمن فحسب ، بل وحتى على مستوى خطاباته بشكل عام كونه حمل رسائل عدة أكبر من وصفها بالباليستية كونها تعدت النطاق والمدى الباليستي المعروف في العلم العسكري ، رسائل عابرة للمدى الإقليمي استهدفت بالتأكيد دوائر صنع القرار الأمريكي والإسرائيلي كونها تتعلق بالصراع العربي الإسلامي مع الصهيونية وتدشين لمرحلة جديدة لحركة أنصار الله ومن أهمها.
أولاً : تأكيد السيد القائد بأن حركة أنصار الله على استعداد للمشاركة العسكرية إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية في أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي .
ثانياً : وهو الأهم تأكيد السيد القائد بأن على العدو الإسرائيلي أن يحسب حساب شعبنا اليمني في أي مواجهة مقبلة مع حزب الله أو مع الشعب الفلسطيني ، وهذا يعتبر بداية دخول حركة أنصار الله مرحلة جديدة سياسية وعسكرية تتعلق بالمواجهة العسكرية المباشرة مع العدو الصهيوني العدو الرئيسي والخطر الحقيقي على الأمتين العربية والإسلامية .
ثالثاً : تأكيد السيد القائد على جاهزية الحركة في الوقت الحالي وفي ظل ظرف الحرب على جاهزية الحركة واستعداده إرسال مقاتلين للمشاركة في أي مواجهة مقبل مع العدو الصهيوني ، هذا التأكيد يحمل عدة رسائل منها ما هي لقوى العدوان ومرتزقتهم ، نحن بفضل الله أصبحنا أقوى من أي وقت مضى ونحن قادرون ليس على مواجهتكم في مختلف الجبهات وأن عليكم أن لا تراهنوا على ضعفنا ووهننا ، نحن قادرون على إرسال مقاتلين للقتال في فلسطين ولبنان ضد العدو الإسرائيلي وقتالكم في آن واحد ، وكما هي هذه رسالة لقوى العدوان ومرتزقتهم فإنها أيضاً رسالة عالمية وخصوصاً للإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني تحمل ذات المعنى .
رابعاً : رسالة السيد القائد للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني العدو الرئيسي للكيان الصهيوني وتأكيده له بأن رهانه ” أي السيد حسن نصر الله ” على الشعب اليمني رهان في محله ، وهذا ما يوحي بعمق علاقة الدين والقيم والمبادئ الإسلامية الجهادية بين القائدين وتطابق رؤيتيهما لما يحاك ويخطط ضد الأمة الإسلامية ومقدساتها ، وإدراكهما لضرورة تعاون الجميع في مواجهة تلك المحططات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية التي يمثلها كيان الاحتلال الصهيوني ، وهذا الموقف وهذه الرسالة من السيد عبدالملك الموجهة للسيد حسن تتعدى أهميتها ودلالاتها المستوىين المحلي والإقليمي .
خطاب السيد القائد بلا شك يعتبر تدشين مرحلة جديدة لحركة أنصار الله ، مرحلة تنتقل فيها الحركة إلى المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني وعليهم أخذ ذلك بالحسبان , وكما شمل الخطاب رسائل لتل أبيب وواشنطن فإنه شمل أيضاً رسائل موجهة لقوى العدوان ومرتزقتهم أكبر من قدرتنا على تناولها بشكل يفي بمعناها ، والمعنيون المستهدفون بتلك الرسائل يفهمونها أكثر منّا ، ويعرفون حقيقتها من خلال الواقع الميداني خلال الفترة الماضية من العدوان .
الخطاب في مجمله فيه من القوة والتحدي ما يجعلني وكل يمني حر نفتخر بالسيد القائد وبقيادته الحكيمة للشعب اليمني في مواجهة تحالف عدواني لعشرات الدول للعام الثالث .العزة والشموخ لليمن قيادة وشعباً ، والخزي والعار لكل العملاء والخونة حكومات وأفراداً .

قد يعجبك ايضا