
خالد النواري –
كل محاولاتنا رْفضت ورفع العقوبة “مهمة وطنية” والاتحاد الدولي يستند لتقارير سلبية
أكد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد صالح العيسي أن الاتحادين الدولي والآسيوي أقرا خارطة طريق لرفع الحظر المفروض على الملاعب اليمنية منذ ثلاث سنوات.
وبين في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر الاتحاد أن خارطة الطريق ترتكز على سلسلة من الخطوات التي تمهد لرفع الحظر والتي يتخللها عدة زيارات ميدانية للجان التفتيش التي سيرسلها الاتحادين الدولي والآسيوي إلى بلادنا للإطلاع على الإجراءات المتبعة خلال تنظيم المباريات وتوفر كافة الضمانات الأمنية والإدارية المطلوبة التي تضمن إقامة المباريات الدولية للمنتخبات والأندية بحسب المعايير الدولية المتبعة.
وكشف العيسي عن برنامج خارطة الطريق ومواعيد زيارات لجان التفتيش الدولية بدءاٍ بالزيارة الأولى للوفد الدولي خلال الفترة (14- 15) يونيو الجاري والتي يتم خلالها إجراء تقييم أولي لواقع اللعبة في اليمن والترتيبات الإدارية والحماية الأمنية وتطبيق معايير المباريات الدولية حيث سيتم تطبيق تلك المعايير من خلال المباراة التي ستجمع فريقي أهلي ووحدة صنعاء بعد غد الجمعة على استاد المريسي الدولي بمدينة الثورة الرياضية بصنعاء ضمن الجولة العشرين لدوري الدرجة الأولى والتي سيتم على ضوءها التقييم من قبل الوفد الدولي ورفع تقرير حول مستوى التنظيم والحماية الأمنية والترتيبات الإدارية والحضور الجماهيري وتوافر عنصر الأمن والسلامة داخل الملعب وأماكن إقامة الفرق.
وأشار إلى أن الزيارة الثانية في إطار خارطة الطريق ستكون يومي (23 -24) يوليو القادم والتي ستقوم خلالها لجنة التفتيش التابعة للفيفا بإجراء سلسلة من اللقاءات مع المسئولين في وزارتي الداخلية والشباب والرياضة واتحاد كرة القدم ومواصلة تقييم الأوضاع الأمنية في اليمن وتوفر المعايير المطلوبة لاستضافة المباريات الدولية ويكون موعد الزيارة الثالثة والأخيرة للجنة التفيش نهاية شهر أغسطس القادم والتي سيتم خلالها تنظيم مباراة ودية دولية تجمع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ومنتخب آخر سيتم تحديده لاحقاٍ بحيث تقام المباراة على استاد المريسي بصنعاء بحضور مسئولين من الاتحادين الدولي والآسيوي على أن يعقب تلك المباراة تنظيم سلسلة من المباريات الودية الدولية التي يكون طرفها المنتخب اليمني والتي تقام في صنعاء من أجل التأكد من سلامة الإجراءات المتبعة ثم يعقب تلك الخطوات رفع تقرير نهائي للاتحاد الدولي بنجاح خارطة الطريق وزوال كافة المخاطر والهواجس الأمنية وبالتالي وجوب رفع الحظر عن المباريات الدولية للمنتخبات والأندية.
ودعا رئيس اتحاد كرة القدم جميع وسائل الإعلام للاستشعار بالمسئولية الوطنية والعمل بروح الفريق الواحد من أجل تجاوز الأزمة التي تمر بها الكرة اليمنية من خلال توضيح الصورة الإيجابية عن بلادنا وما تشهده من إستقرار كون رفع الحظر قضية وطنية تتطلب التعاون من الجميع والوقوف صفاٍ واحداٍ كونها قضية وطنية تتعلق بالوطن ككل وليس بلعبة كرة القدم أو اتحاد اللعبة مبيناٍ أن دور الإعلام مهم وأساسي في هذا الجانب كون الاتحاد الدولي يستقي معلوماته من الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الدولي ووسائل الإعلام وبالتالي فإن أي تقارير مغلوطة أو معلومات خاطئة خاصة حول الجانب الأمني ستنعكس بشكل سلبي وستشكل أحد الحيثيات التي يستند عليها الفيفا في استمرار سريان الحظر المفروض على الكرة اليمنية.
واستعرض العيسي الخطوات والجهود التي قام بها الاتحاد طوال الفترة الماضية ومنها المراسلات التي تمت بين الاتحاد والاتحادين الدولي والآسيوي للعبة وكذلك اللقاءات التي تمت مع المسئولين في الاتحادين القاري والدولي والمطالبة المستمرة برفع الحظر وزوال المسببات التي أدت إليه بعد انتهاء الأحداث التي شهدتها بلادنا عام 2011م والتأكيد على استقرار الأوضاع في اليمن وعودة الحياة إلى طبيعتها مؤكداٍ أن الاتحادين الدولي والآسيوي طالبا في البداية بتوفير الضمانات الأمنية والتي تم توفيرها بالتعاون مع وزارتي الداخلية والشباب والرياضة وبعد ذلك عرض الاتحاد الآسيوي على الاتحاد الدولي مقترح إرسال لجنة مشتركة إلى بلادنا للاطلاع على الأوضاع وتقييم الواقع الأمني لكن الفيفا رفض المقترح وأصر على موقفه في استمرار سريان الحظر وبعد تجديد المطالبة تم الموافقة على إرسال لجنة تقصي إلى بلادنا بحيث تكون نهاية شهر إبريل 2013م لكن الاتحاد الآسيوي طلب تأخير موعد الزيارة إلى شهر يونيو الجاري بسبب إنشغال الاتحاد الآسيوي بالترتيب لانعقاد اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد وانتخابات المكتب التنفيذي.
وأكد أن الجهود لم تتوقف في سبيل رفع الحظر وإيصال معاناة أسرة كرة القدم اليمنية بسبب ذلك القرار حيث حملت الرسالة الأخيرة الموجهة للاتحاد الدولية لهجة شديدة وتم فيها تحميل الفيفا مسئولية تدهور الكرة اليمنية وتراجعها غير المسبوق بسبب عزلها وحظر المباريات الدولية على الملاعب اليمنية وهو ما أثمر عن تفاعل الفيفا وإقرار إدراج موضوع الحظر ضمن جدول أعمال اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي الذي عقد مؤخراٍ على هامش كونجرس الفيفا في جزيرة مورسيوش وعمل الاتحاد على حشد الجهود والتواصل مع ممثلي آسيا والعرب في اللجنة التنفيذية لدعم طلب اليمن برفع الحظر لكنه خلال الاجتماع وعند مناقشة موضوع الحظر قام رئيس الاتحاد الدولي السيد جوزيف بلاتر بقراءة تقرير من الصليب الأحمر الدولي والذي تضمن تقارير تفيد بوجود مخاطر أمنية وعدم استقرار الأوضاع في اليمن ليشكل ذلك التقرير عائق لرفع الحظر وهو القرار الذي تم اتخاذه بالفعل.
واستبعد العيسي اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية كون الاتحاد لا توجد بينه وبين الفيفا أي خصومة وسيركز الاتحاد على تغيير الصورة السلبية لدى الاتحاد الدولي وإذا تغيرت تلك الصورة وزالت الهواجس الأمنية سيتم بالتأكيد رفع الحظر.
وحول دور رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم في دعم طلب رفع الحظر أوضح العيسي أن سلمان أبدى استعداده لدعم الموضوع ولكنه يحتاج إلى المزيد من الوقت كونه حديث العهد على رئاسة الاتحاد الآسيوي ويتطلب فترة لترتيب أوضاعه ولكنه متعاون مع الاتحاد المحلي وأول ثمار ذلك التعاون تدشين الزيارات الميدانية للجنة التفتيش بدء بالزيارة الأولى بعد غد الجمعة.
واشتمل المحور الثاني من المؤتمر الصحفي على النشاط الداخلي والخارجي لاتحاد كرة القدم حيث والذي أوضح فيه رئيس الاتحاد أن النشاط الداخلي يوشك على الانتهاء حيث سيتم الانتهاء من دوري الدرجة الأولى والثانية مطلع يوليو المقبل بينما تعثر إقامة بطولتي كأس الوحدة وكأس الرئيس بسبب عدم صرف المخصصات المالية من وزارة الشباب.
وحول النشاط الخارجي أوضح أن المنتخب الأول يستعد لاستكمال المشاركة في تصفيات كأس آسيا وسيشارك منتخبي الشباب والناشئين في التصفيات الآسيوية في أكتوبر وسبتمبر المقبلين كما سيشارك منتخب تحت 22 عام في النهائيات الآسيوية نهاية العام في مسقط.
وأبدى العيسي أسفه على تراجع تصنيف بلادنا الدولي لكنه أكد أن سبب التراجع ناتج عن عدم خوض المباريات الودية بانتظام وضعف الإعداد للاستحقاقات الخارجية بسبب شحة الامكانات مما يسفر عنه نتائج سلبية للمنتخبلافتاٍ إلى أن مديونية الاتحاد لدى الوزارة وصندوق النشء وصلت إلى تسعمائة مليون ريال وموازنة نشاط الاتحاد للموسم الحالي التي تم تقديمها بلغت مليار وستمائة مليون ريال وتم اعتماد مبلغ (360) مليون ريال للنشاطين الداخلي والخارجي والمبلغ الذي تم استلامه من الوزارة هو (117) مليون ريال ولم يتم إعتماد مخصصات لدعم التأهيل والتدريب من الوزارة في حين تم تنفيذ ست دورات تدريبية بدعم ذاتي.
وأضاف: الظروف صعبة جداٍ ولا تساعد على تحقيق النجاح ولكننا مضطرون للاستمرارية والعمل بحسب الإمكانات المتاحة لأن التوقف لا يصب في مصلحة اللعبة وقد اضطرينا لإقامة دوري الثانية على تجمعات مع اعتماد نفس المخصصات السابقة للأندية مع قناعة الاتحاد بعدم تحقيق الفائدة الفنية المطلوبة من التجمعات لكن الضرورة استدعت ذلك.
مختتماٍ حديثة بالإشارة إلى أن تطور لعبة كرة القدم يتوقف على توفر الإمكانات وفي ظل الوضع الحالي من الصعب تحقيق أي نجاح كون المخصصات لا تفي بالغرض بالإضافة إلى أنها لا تصرف في موعدها المحدد وعلى سبيل المثال لم تصرف مخصصات مشاركة منتخب البراعم حتى الآن في الوقت الذي ينتظر أربعة منتخبات (الأول الأولمبي الشباب الناشئين) استحقاقات خارجية خلال الفترة المقبلة وتتطلب معسكرات إعدادية داخلية وخارجية ومباريات تجريبية وكل ذلك يحتاج إلى إمكانات وبدون الإمكانات فإن المشاركة لن ترتقي إلى مستوى الطموح والآمال بالإضافة إلى موضوع مدرب المنتخب الأول الذي سيظل معلقاٍ حتى تتوفر المخصصات المطلوبة ما لم سيتم الاكتفاء بالمدرب المحلي للقيام بمهمة قيادة المنتخب خلال المشاركات المقبلة.
تصوير/ محمد حويس/ فؤاد الحرازي