القعود عند مدهش ..أنا عند حنا!

عبدالرحمن بجاش


 - 
يحرص هذا الأنظف نفسا أن يغادر منزله باكرا يصادف أي متور أي دباب أي قلاب المهم أن يصل إلى مدهش في التحرير بأي ثمن ... يبدو أن إعادة تشكل ثقافة المقهى سيتم على يد القعود وإن كان الآخرون ينظرون باستغراب لما يحدث إذ لا تزال
عبدالرحمن بجاش –

يحرص هذا الأنظف نفسا أن يغادر منزله باكرا يصادف أي متور أي دباب أي قلاب المهم أن يصل إلى مدهش في التحرير بأي ثمن … يبدو أن إعادة تشكل ثقافة المقهى سيتم على يد القعود وإن كان الآخرون ينظرون باستغراب لما يحدث إذ لا تزال النظرة قاصرة للمقهى ( عيب )!.
بسبب القات في هذه البلاد ضاع المقهى وتحولت التكيات إلى بوفيهات لتقديم السندوتش لا تغري أحدا بالتجمع حول ماسة صغيرة للحديث حول كل هموم  الحياة .
صنعاء لم ترتبط مقاهيها بأذهان الناس فباستثناء منتزه التحرير أيام العز وتلك التي كانت كائنه في ( زغن ) وزارة المواصلات في التحرير …فقد نسيت المقاهي الأخرى إن وجدت .. في عدن كان للمقهى تاريخ وأي تاريخ ارتبط بالتنوع الذي كانت عليه حيث جمعت الكون كله من اليهود إلى البهرة إلى أصحاب قدس في تلك البقعة أجمل بقاع الله …. مقهاية فارع كانت عالم قائم بحاله واسألوا المساح .. امتد ذلك العالم على رحابته إلى زكو سكران سيلان عبدان كشر ولا يزال الناس يحجون كل صباح إلى مقهاية الشيباني بعلب الأناناس إلى اليوم في الشيخ عثمان ولا يزال القعود يشرب شاهي مدهش بالقوطي .
بول شاؤول كتب كثيرا عن مقاهي بيروت في الحمراء  تحديدا إذا لم أكن قد نسيت مقهى الهورس شو أمه الأدباء والمثقفين والمناضلين وأصحاب السياسة, واقفل قبل الهورس كافيه دوبارس واقفل لاروندا والمودكا.
في مصر حيث حباها الله بكل ما هو متفرد .. فتبحر في قاهرة المعز مقهى شيبان بشارع التتويج بجوار حلقة السمك القديمة بالاسكندرية حيث سمع الشيخ سلامة حجازي لسيد درويش ونصحه بالسفر إلى القاهره ليغني في البوسفور حيث كان محمد القصبجي على انزوائه يحب شرب قهوته فيه .. كبار الموسيقيين المصريين مروا على مقاهي القاهره فلتبحر من الفيشاوي إلى ريش إلى النعم إلى مقهى أم كلثوم إلى حورس أما عبده الحامولي فقد بدأ من قهوة عثمان آغا بغابة الأشجار بحديقة الازبكية, وفي مقاهي مصر نسبة إلى القهوة تواجد الظاهريين نسبة إلى الظاهر بيبرس يقصون القصص السعيد .. وفي دمشق اشتهرت مقاهي كثيرة في الحوامدية وكان يطرزها الحكاؤون .. أما زهرة الميدان في الدقي بالقاهرة فيفترض بالعرب المناضلين جميعا أن يؤلفوا عنها وحولها القصص وقد ارتبط بها اليمنيون ولا يزالون إلى اليوم وكلما ذهبت إليها فيخيل إليك حتى من الصور أنك في مقهاية فارع في الحديدة وفي تعز من ينسى الأبي والشباب والنقب وأسألوا الدميني .. في صنعاء ثمة مقهى في شارع جانبي ستلتقي فيه بمثقفين وبدأ يؤسس لثقافة جديدة تعيد المقهى إلى غابر أزمانه نكاية بالقعود ومقهاه .!!( حنا) وهي اثيوبية توفر لزبائنها جو من الطيبة الحبشية وقهوة تجعلك تعود إليها مرات .. موقعها بالقرب من المدرسة الصينية القديمة .. وإذا سألتم من أين تصلون .. يكون الجواب .. كل الطرق تؤدي إلى حنا.

قد يعجبك ايضا