الحكام العرب صنائع أمريكا وإسرائيل.. وعلماء الوهابية أول من يطعن الإسلام في خاصرته

*مفتي تعز العلامة سهل بن عقيل يفتح بوابات الجحيم على دول العدوان والعملاء:
حاوره/صلاح الشامي
هو ليس متخصصاً بالسياسة كما يقول عن نفسه لكنه ذاكرة حية واعية ومنصفة رجل دين بمعنى الكلمة عاصر الأحداث الكبرى في تاريخ الأمة المعاصر فاستوعبها ببصيرة، وهو هنا ينقلها لنا بوعي ناقد وبصيرة نافذة.. لا يضع النقاط على الحروف فحسب، بل يضعك أنت على النقاط لتضعها بدورك على الحروف.
-العلامة سهل إبراهيم بن عقيل، مفتي محافظة تعز، كان لنا معه هذا الحوار فإلى أفيائه..
• فضيلة العلامة سهل إبراهيم بن عقيل مفتي محافظة تعز: ما هي نظرة العلماء وما هو واجبهم تجاه ما يدور بواسطة أسرة آل سعود التي تريد أن تتحكم بمصير الأمة ومستقبلها بواسطة نفوذها المالي والنفطي خاصة بعد هذه القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وهذا التآمر الكبير على الامة؟
– بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم وأبارك وأكرم على سيد المخلوقات سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته. أولاً وقبل كل شيء نهنئ جميع إخواننا المسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك في هذه السنة المباركة.. وإن الأحداث التي وقعت هي تاريخ مظلم بالأفعال قبل الأقوال من قبل من ذكرتهم هؤلاء أصحاب القمة أو القمم “جمع قمامة” فهذه القمم دائماً تُعمل في سبيل الكيد للإسلام والمسلمين في جميع المجالات، وقد بدأت الحركة تدور في العالم العربي والإسلامي ولن يستطيع أحد إيقافها، سواء كان بعمامة أو ناقوس أو “برنيطة” أو بنطلون أو قبعة أو غير ذلك من الأقنعة التي يستتر خلفها العملاء لليهود والنصارى وأعوانهم.. والحق الآن واضح كالشمس، ولم يعد هناك ما يخفى على أحد، وخاصة نحن الآن في القرن الواحد والعشرين، حيث يتقارب العالم في كل شيء في المساحة والعلم والمعرفة وغير ذلك، فقد أصبح العالم قرية، لا يخفى على أحد شيء، ولم يعد هناك من يستطيع ان يذر الرماد في أعين الجماهير أو في أعين الناس، مهما كان الناس هؤلاء حتى ولو العامة، لأن الكذب حبله قصير – كان في الماضي – أما الآن فليس له حبل البتة.
• لماذا لا يتحرك العلماء ليقوموا بما هو واجب عليهم، ويقولوا رأي الدين حول ما يجري، ويحذروا الناس من الانجرار لوسائل الإعلام التي تطبل لمثل هكذا انقياد وانصياع وانجرار وراء المؤامرة الصهيونية على العالم العربي والإسلامي والمستضعفين في العالم؟
-والله هناك كثير من العلماء – وهم كثير الأصناف – وقد قال الله سبحانه وتعالى: “أفرأيت من اتخذ إلههُ هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون”.. فهؤلاء ليسوا علماء، وخاصة علماء الوهابية هؤلاء هم أعداء الإسلام وهم أول من يطعن الإسلام في خاصرته، ويريدون تشويه الإسلام.. فلو نظرنا إلى تاريخ العلماء الحقيقيين، فقد كانوا يقفون أمام السلاطين وأمام الملوك وأمام الجيوش وأمام الإمبراطوريات، وكانوا يذهبون إليهم بصدور عارية ليتلقوا الطعنات منهم دون خوف.. ولكننا الآن في عصر “من اتخذ إلههُ هواه وأضله الله على علم” نحن في عصر المادة، سواء كان بالنسبة للعالم أو المتعلم.. وإذا أراد الله سبحانه شيئاً هيأ أسبابهُ، كما ان الله سبحانه وتعالى أراد يقظة هذه الأمة في هذه الظروف العصيبة، و”كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا” وهذا كلام الله سبحانه وتعالى، وقد بعث الله سبحانه وتعالى نبيهُ محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في أحلك الظروف وأشدها جهالة وظلمة وظلاماً، فأخرج الله الأمة الإنسانية كلها لهذا الدين بأن جعل منهم أئمة يهدون إلى الحق، ويسيرون البشرية إلى الصراط المستقيم.. ولذا نرى أن الإسلام ينشر نفسه قبل أن ينشره غيره، ومن كذب على الله سبحانه وتعالى فضحه الله ، قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديث قدسي: “والله لو أن أحدكم يعمل عملاً في صخرة صماء ليس لها كوة – أي فتحة – لا يعلم به أحد من الناس إلا خرج عمله إن خيراً فخير أو شراً فشر”، ومن يفضحه الله لا يستطيع الإعلام أن يستره، ولا يستطيع الكذابون أن يستروه.. فالحقيقة الآن واضحة كالشمس، الآن نرى – مثلاً – تقريباً “ترليون دولار” التي أنفقها آل سعود في ليلة واحدة لاستقبال “ترامب” رئيس الولايات المتحدة، ونرى أنه في أثناء استقبال ترامب وقبل استقبال ترامب بيوم واحد في البحرين والقطيف والعوامية وغيرها ما يجري من مذابح وهدم للبيوت، ونرى المظاهرات كل يوم أمام الوزارات لطلب عمل، وترليون واحد في ليلة واحدة، بين صفقات بقيمة 510 مليارات كهدية، وتكاليف الاستقبال والهدايا الأخرى وما أنفق قبل أن يأتي ترامب.. وقبل أن يأتي ترامب هذا كان هناك ” “ريجن” رئيس الولايات المتحدة الأسبق لدورتين وكان ممثلاً سينمائياً، في عهد الملك فهد عندما جاء إلى المدينة المنورة وإلى مكة وإلى غير ذلك، وأهداه الملك فهد تقريبا طنين من الذهب.
الأعمال التي يعملونها الآن تدل على أنهم من أخلص اليهود، ومن كبار أعضاء الماسونية العالمية التي حاربت الإسلام والمسلمين والتي قامت بالفتنة الكبرى في العالم، والتي كانت سبب الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها عشرات الملايين.
• ألا ترون أن الأعمال الحالية لأسرة آل سعود من تآمر على المسلمين وحرب عليهم والدفاع عن إسرائيل والتطبيع الواضح معها والعلاقات الحميمية معها أكثر وضوحاً وافتضاحاً أمام الأمة من تلك الأحداث التي كنا نسمع بها أيام عبدالعزيز وفهد وغيرهما، والتي كنا نسمعها فنظل بين مصدقين وغير مصدقين؟!ولماذا البعض يغفل ويتعامى ويصم أذنيه ويغطي على بصره وبصيرته، ولا يرى هذا الوضوح من الفظائع التي يرتكبها آل سعود حاليا؟!!!
لكل زمان مستوى ثقافي وعلمي حتى ترى أن كثيراً من العلماء وكثيراً من الباحثين يسبقون زمانهم في الرؤية، ويقولون كلاماً قد لا يصدقه العقل والمنطق ولا تصدقه العامة من الناس.
وقد قال أحد الكذابين لأولاده عندما جاءه ملك الموت، بعد أن جمعهم: انظروا إلى ما انتم عليه من الرفاهية، وإلى ما أنتم عليه من المكانة وإلى ما أنتم عليه من الرخاء، هذا كله بفضلي أنا، وأنت يا ولدي الكبير فلان أراك مغفلاً ولست مثلي. قال: كيف يا أبي أنا لست مثلك. قال: أنا أكذب على قدر عقول الناس، حتى يصدقوا ما أقوله لهم من كذب، ولا أكذب عليهم على مستوى عقلي وفهمي، فإذا قلت لهم على مستوى عقلي وفهمي، فهناك من هم أذكى مني وأوسع مني معرفة فلا أستطيع أن أضلهم.. فأنت يا ولدي إذا أنا توفيت، وقمت مقامي، فاكذب على قدر عقول الناس، فالكذابون والدجالون والذين يضللون الأمة لأسباب زعامات أو غيرها من أسباب في كل عصر يكذبون على قدر عقول الناس لا على قدر عقولهم هم.
الآن هم يضعون السراب أمام أعينهم، فيذهبون إلى ذلك المكان فلا يجدونه شيئاً، ثم ينظرون إلى أفق آخر فيرون أمامهم سراباً، فيقولون: عسى أن يكون ماءً ونحن ظامئون !! هيا بنا نتبع هذا السراب..وهكذا، فالكذاب في القرن الواحد والعشرين الآن، في عهد الانترنت والفيس بوك والتلفزيون وغيرها من وسائل التقارب والمعرفة، ليس كالكذاب زمان.. فقد كان الناس – زمان – بدلاً من انشغالهم بأمور السياسة وأمور ذاتهم، ينشغلون بالحديث عن زوجات الخليفة، مثلاً: كيف عملت “زبيدة” مع “أبي نواس”، وقصص “عنتر بن شداد”. ويلهونهم بهذا.. الآن، لو جئنا لمثل هذه المسائل هل نستطيع أن نضلل الناس؟!! لن نستطيع أن نضلل الناس، لأننا قد خرجنا من هذا المجال.. الآن أنا مثلاً أعرف ما يجري في العالم هل جدي يعرف ما أعرفه أنا الآن؟!
• هل يعني هذا أن الكذب والتضليل تطور بتطور الحياة ومخرجاتها من ثقافة وتكنولوجيا؟!
-نعم.
الآن هؤلاء عندما انقطعت أمامهم السبل والطرق ووصلوا بالكذب إلى ذروته، هل يستطيعون أن يضللوا المسلمين بهذا “المؤتمر حق ترامب” هل سيصدقهم الناس في أمور الصيام والقيام والحج وغيره!!
-ربما يصدقون ترامب لأنه يخدم امته.. ماذا قال نتنياهو؟ قال : إني أريد أن أذهب من القدس رأسا بطائرتي إلى مكة أو إلى الرياض دون أن أجد مانعاً يمنعني. الآن ليس هناك مانع ربما هو فعلاً يذهب ونحن لا نعلم لكنه يريد أن يذهب في العلن. مثلاً هل محمود عباس مصدق عند الشعب الفلسطيني؟!
كثير من المنظمات هل هي مصدقة عند الشعب الفلسطيني؟! هل مثلاً إذا جاء أحد هؤلاء الهاربين في السعودية وقال شيئاً، أو مثلاً جاء إلى باب اليمن، هل سيرحب به كما كان في صنعاء؟! ماذا سيكون مصيره؟ ما الذي كان نصيب ولد الشيخ مندوب الأمم المتحدة عند استقباله وعند ذهابه وتوديعه؟! بماذا ودعه الناس؟! لقد قذفه الناس بالأحذية وبالحجارة، ورجموه بالبيض الفاسد والطماطم، لم يذودوا عنه إلا بإطلاق الأعيرة النارية لتفريق الناس، لم يصعد الطائرة إلا وقد صار يؤمن بالموت، ولنقارن، عندما جاء أول مرة، هل كان استقباله مثلما كان استقباله آخر مرة؟!
وما هو السبب؟! أليس السبب أن وعي الناس بدأ ينفتح، وإيمانهم بالثورة ازداد فجعلهم يتمسكون بها أكثر؟
-قل لي أي شعب – لا زراعة، لا صناعة لا صحة لا إدارة حديثة، لا مدرسة، لا جامعة، ولا شيء ويصمد سنتين ونصف أمام هذا التعصب، ويربط على بطنه من الجوع وهو يرى أطفاله يقتلون، وأبناءه كذلك في الجبهات ويستقبلهم بالزغاريد.. أي شعب يستطيع أن يظل أربع سنوات أو خمس بدون كهرباء أي شعب يستطيع أن يعيش بلا مياه صحية مدة ثلاث أو أربع سنوات لا تضخ إلى البيوت؟!!
نحن الآن اصبحنا قبلة للمستضعفين .. قل للكذابين يأتون الآن ويلقون أراجيفهم، هل الشعب سيصدقهم؟! هم يخافون إذا هم ألقوا أراجيفهم أمام الناس من أن يقوموا لهم بالأحذية؟
عبدربه كان يمشي في شوارع صنعاء بصافرات السيارات الآن لو جاء إلى باب اليمن ستخرج له نساء صنعاء القديمة بالأحذية، لن يقتلنه بالرصاص، سيقتلنه بالأحذية لذا نحن نرى أننا أصبحنا الآن في وعي جديد وفهم جديد سواءً لأمور الدين أو لأمور الدنيا.
• هل ملخص جوابكم عن سؤالي أنه لم يعد هناك من يغتر بوسائل إعلام دول العدوان ولا بهذه القمة، ولا بهذا التطبيل، أي أنه لم يعد مع العدوان إلا المال السعودي ووسائل إعلامهم التي لا يزالون يتحكمون بها أما الشعوب فقد وعت؟!
-أنظر إلى مؤتمر القمة الذي أرادوا عقده في “عمان” الأردن، أين عُقد، هل في العاصمة الأردنية عمان أم على شاطئ البحر الميت؟!ولماذا عقد هناك على البحر الميت؟ لأن الشعب الأردني وإلى جانبه الشعب الفلسطيني خاف منه المؤتمرون، فربما كانت هناك أسلحة مُخبأة ويقومون بقتل كل المؤتمرين سواءً كانوا “ببرنيطة” أو بعمامة وغيرها.. لأنهم يعلمون أنهم كذابون.. وعقد المؤتمر على البحر الميت، ليكون بجانب “شرطة النجدة الإسرائيلية” حتى لو حدثت “يوم الله الله” تأتي شرطة النجدة الإسرائيلية لإنقاذهم، ولأن المسافة كبيرة من عمان إلى إسرائيل في حال هروبهم من طارئ ما، أما على البحر الميت فالمسافة قصيرة، وستأتي الطائرات المروحية الإسرائيلية لأخذهم إلى داخل اسرائيل لحمايتهم .
• لماذا إذاً القيادات العربية تنفذ ما هو ضد مصالح شعوبها وتطلعاتها وإراداتها ولا تنفذ لشعوبها شيئاً، حتى أصبحت خائفة من شعوبها وتتخوف من عقد القمم في بلدانها التي لديها شعوب حية يقظة؟!
-لأنهم صنائع، لكن من صنعه الله سبحانه وتعالى، قابل الكفر كله لوحده، وجعل محبته في القلوب، حتى في قلوب أعدائه . عندما يحضر النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أو موسى أو عيسى أمام اليهود، يخجلون أن يقولوا عنه كلمة يرونه كله مكارم أخلاق، كله نور، كله علم، كله فضل.. (وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني) وقال تعالى: (إنهم لا يكذبونك) كفر آل فرعون وكفر هؤلاء سواء، هم يؤمنون بالإسلام ولا يكذبون الرسول، (ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) هذا كفر لأجل مصلحة، خائف على ملكه، وخائف على نفسه هو يعرف أنه ما وصل إلى هذا المركز إلا بجهود أعدائه وبمال أعدائه وبتخطيط أعدائه حتى صار رئيساً على هذه الأمة أعطيك مثلاً، مات عبدالناصر وتولى السادات الحكم قلنا “حيا الله من جاء بالسادات” وقعت حرب 1973م قلنا “ما شاء الله والانتصار”قلنا له يستمر في حرب 73، قال: هذه حرب تحريك وليست حرب تحرير، معنى ذلك أن الغرب يؤدب إسرائيل حتى لا تخرج عن طوعه، لأنها كانت آنذاك تريد أن تستولى علي المنطقة العربية كلها بكل مقدراتها وتبني إسرائيل من النيل إلى الفرات ومن مكة والمدينة إلى تطوان في المغرب، هي الآن كذلك ولكن بصورة مقنعة انظروا إلى الرسم البياني ما هي القيمة السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية لمصر من عهد عبدالناصر أيام الهزيمة إلى يومنا هذا؟! تجد الرسم البياني كله في هبوط.
كنت في إيران وكان البعض يتناقشون فرحين بسقوط مرسي وصعود السيسي قلت لهم: لا تفرحوا الرسم البياني للأمة الإسلامية والأمة العربية كله في هبوط من بعد 67 إلى الآن، ما عدا رجالاً يكتبون التاريخ ويبنون مجد أمة، وهم قليل، محاربون في الشرق الأوسط – لم أقل لهم أنهم هم الذين يكتبون التاريخ ويبنون مجد أمة – ما عدا ذلك فالرسم البياني في هبوط جوع وفقر وبطالة وجهل وانبطاح، ليس هناك أي نوع من الكرامة. هذا مرسي الذي تفرحون لزواله هو خير من السيسي وإن كانت العجينة واحدة.. انظروا إلى العالم العربي والإسلامي في عهدهم جميعاً، وانظروا إلى حالهم اليوم هل يستطيع آل سعود أن يحكموا في بلادهم الآن كما كانوا يحكمون قبل سنتين أو ثلاث أو حتى سنة واحدة؟
هل إذا وضعت الحرب أوزارها سيستطيعون حكم عسير ونجران وجيزان والمناطق الشرقية وغيرها؟!!

قد يعجبك ايضا