مرضى الكلى والفشل الكلوي في اليمن مأساة ومعاناة وانتظار للموت

تقرير/ محمد الروحاني

* مأساة حقيقية ومعاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى  وعيون يائسة تنتظر الموت في أي لحظة  4500 مريض كلى وفشل كلوي مشرفون على الموت نتيجة لاستمرار الحصار الذي يفرضه العدوان على بلدنا غير عابئين أو مكترثين لأنين المرضى ولا لتوسلاتهم.
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي فمن يقدم الموت لا يمكن أن يقدم الأمل في الحياة.
أمل هؤلاء المرضى وبقاؤهم في الحياة مرهون بفك الحصار الجائر الذي تفرضه قوى العدوان ووصول الأدوية والمحاليل والمرشحات الطبية إلى مراكز الكلى الحكومية والخاصة.
في بداية الشهر الحالي  الموافق  الثلاثاء  2 /5/ 2017 م وجهت منظمة الصحة العالمية (أطباء بلا حدود ) نداء استغاثة لمنظمات الصحة العالمية والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان لإنقاذ أمراض الكلى  والفشل الكلوي في اليمن.
وقالت المنظمة في تقريرها أن هناك 4500 مريض كلى وفشل كلوي مشرفون على الموت  في اليمن.
وأشارت المنظمة في تقريرها أن مراكز الكلى في اليمن مشرفة على كارثة إنسانية وانهيار  إذا لم يتم إنقاذ المرضى وإدخال الأدوية والمحاليل والمرشحات الطبية وإيصالها إلى مراكز الكلى داخل الجمهورية اليمنية.
الدكتور صادق علي الجبري نائب المدير للشؤون الطبية  في المستشفى العسكري بصنعاء يقول: الوضع الصحي سيئ ويزداد سوءا نتيجة لاستمرار العدوان والحصار على البلد نحن نحاول إيجاد المعالجات والحلول وتوفير بعض الأدوية للمرضى لكن المرضى كثر وخصوصا مرضى الفشل الكلوي الذين هم الأشد تضررا لأنهم يحتاجون إلى عناية مستمرة  كما يحتاج قسم الغسيل الكلوي الى محاليل ومرشحات وأدوية لا يستطيع المستشفى توفيرها ،نستطيع القول إن مرضى الكلى مقدمون على كارثة  انسانية  ، كنا نجري الكثير من عمليات زرع الكلى للمرضى اليوم توقفت هذه العمليات.
وفي نفس السياق يتحدث الدكتور صالح غليس مشرف قسم الكلى في المستشفى العسكري ويقول: نحن اليوم نعمل بالإمكانيات المتوفرة لدينا مراكز الكلى والغسيل الكلوي متضررة كثيرا ولكن المتضرر الأكثر هم المرضى داخل قسم الكلى في المستشفى العسكري في العاصمة صنعاء.
حاولنا التواصل بالمنظمات الدولية لكن لا توجد استجابة الى اليوم ولا تفاعل معنا المرضى كثر والمحاليل والمرشحات والنقاط شحيحة  ، اليوم نعمل بربع ما كنا نعمل به قبل العدوان  ، المرضى الذين كنا نغسل لهم بمعدل أربع غسلات صرنا نغسل لهم بمعدل غسلة واحدة في الأسبوع
ويضيف الدكتور صالح غليس: المعضلة الأساسية هي توافر الأدوية التي كنا نصرفها بالمجان للمرضى اليوم انعدمت ولا يستطيع المريض الحصول عليها إلا من الصيدليات الخارجية وبأسعار خيالية لا نحصل على الادوية  الا بأسعار خيالية.
مرضى الفشل الكلوي لهم كلمة ورسالة  فهذا راشد علي يتحدث بعبارة تخنقها العبرة ويقول: لقد تحولت حياتنا الى جحيم نتيجة لاستمرار العدوان والحصار إضافة إلى التكاليف التي نتحملها للوصول إلى المستشفى في العاصمة لأننا لسنا من سكان العاصمة صنعاء فانا اسكن في مديرية عتمة محافظة ذمار واليوم هناك تكاليف باهظة فانا احتاج إلى قيمة علاجات وأدوية كانت تصرف بالمجان سابقا واليوم لا نحصل عليها إلا من الصيدليات الخارجية وبأسعار مضاعفة.
علي صالح الفقيه أحد المرضى بالفشل الكلوي يتحدث هو الآخر قائلا: نحن نناشد الأمم المتحدة نناشد الضمائر الحية في العالم لإنقاذنا  لا نستطيع الحصول على الأدوية وليس لدينا القدرة على شرائها فاعلو الخير هم من يتبرعون لبعض  المرضى لشراء بعض الأدوية  والمريض يعاني داخل المركز وخارجه والقادم مجهول أصبح لدينا خوف من القادم فالقادم مجهول في ظل استمرار الحرب والحصار على اليمن.
مأساة ومعاناة كبيرة يعيشها مرضى الكلى والفشل الكلوي في ظل صمت دولي مطبق وضمائر لا تحركها توسلات هؤلاء وكأن هؤلاء المرضى ليسوا من البشر والأمم المتحدة ومن يتحدثون عن حقوق الإنسان ليسوا الا دمى يحركها العدوان ويشتري ضمائرهم  ليستمر العدوان والحصار للشعب اليمني  وتستمر المعاناة .

قد يعجبك ايضا