اختراعات الشباب .. بين منصات العرض وحلم الاستفادة الاقتصادية

> العدوان لم يكن عائقا أمام طموحاتهم..

> مخترعون شباب:
– نفتقر لدعم الاعلام والقطاع الخاص.. وحماية حقوقنا الفكرية
– هجرة العقول متاحة.. لكن وطننا يستحق منا أن نعلي من شأنه

> وزير الصناعة:
جمعنا  العقول المبتكرة ورأس المال تحت سقف واحد لنحقق نهضة وطنية وفق أسس علمية ومنهجية

> وكيل وزارة الصناعة:
لدى وزارة الصناعة  استراتيجية لتحريك قطاع الأعمال تتجاوز الصعوبات التي فرضها العدوان

تحقيق   / أسماء حيدر البزاز

لا يلقى المبدعون الشباب التقدير الكافي الذي يلقاه سواهم  حول العالم، برغم كون بعض اختراعاتهم فريدة من نوعها، أو تعدّ مفيدة للمجتمع
اليوم وجد المبتكرون والمخترعون الشباب من يأخذ بيدهم  بعد احتفائية  كرنفالية  بمعرضهم بجامعة صنعاء الأسبوع الفائت التقوا خلالها  برأس المال الوطني  .. ورغم العدوان والحصار وشحة الإمكانيات حفروا في جدار الإصرار  تميزهم وواصلوا مشوارهم الإبداعي بكل تفوق واقتدار ، ليشهد  العالم لليمنيين من جديد أ  نهم أولو قوة وبأس شديد ليس في الحرب فقط بل وفي معترك الإبداع ..بين السطور أحاديث عدد من المخترعين  الشباب.. وما هي آمالهم وتطلعاتهم..؟ وكيف يمكن للجهات المعنية الأخذ بيدهم وحماية حقوقهم الفكرية وترجمة ما ابتكروه على ارض الواقع ..؟ نتابع :

المخترع اليمني العالمي سامح الوظاف  – وهو أحد سفراء التنمية في الوطن العربي ومخترع منظومة السلامة للوقاية من الحوادث المرورية حيث بإمكان هذا الاختراع إن تم تنفيذه على ارض الواقع أن يوفر للحكومة ما قيمته خمسة مليارات دولار ، وقد حصل من ذلك  الاختراع على  جوائز دولية في كل من  اليمن وماليزيا والأردن والإمارات وليبيا ومصر.
يقول الوظاف: كم هم أولئك المبتكرون اليمنيون الذين تفتخر بهم الأمم لتميزهم في مختلف المجالات الحياتية العلمية والأدبية على مستوى العالم ، ولله الحمد فأي يمني يخوض أي مناسبة دولية علمية أو أدبية إلا وكان في الصادرة، أمثال ذلك المخترع محمد العفيف والمخترع هاني باجعالة رحمه الله والمخترع محمد الغابري والمخترع فهد باعشن والعديد من المخترعين ،  ولكن للأسف أن معظم المبدعين ولا سيما منهم المبدعون في المجال الطبي والتقني والاختراعات ومن أمثال هؤلاء الدكتور الجراح/ عبدالله العصري المقيم في مصر ويعمل بمستشفى القصر العيني والذي يعتبر من أفضل الجراحين على مستوى العالم، وكذلك المخترع المهندس محمد المعمري مبتكر نظام الاتصالات المقيم في الصين والعديد من المبدعين والمخترعين في بلاد المهجر تركوا وطنهم، رغم أن وطنهم وأهلهم في أمس الحاجة لإبداعهم وأن يشاركوا في نهضة وطنهم.
وتابع الوظاف : للأسف  العديد من اليمنيين شاركوا في نهضة الدول الصناعية وبلادهم اليمن تعاني الفقر والتدهور ..والسبب هو أن المخترع اليمني يفتقر للدعم والسعي الجاد من قبل الجهات المعنية لتظهره إلى المجتمع اليمني عبر الإعلام ، فعلى سبيل المثال، مصر أشتهرت بعالمها أحمد زويل وقدمته كعالم في وكالة ناسا، ونحن  إعلامنا لم يعط الشهيد البرسفور طالب احمد السماوي الذي يعود له الفضل في وصول البشرية إلى المريخ لأنه كان مفتاح نجاح تشغيل مكوك الفضاء في المريخ والذي أصلحه بـ أكثر من 100 أمر برمجي من محطة الأرض.
وبلغة تحسر يقول :  كأحد المبدعين اليمنيين أعيش بين شيئين إما أن أطمر همتي وطموحي وموهبتي الإبداعية تحت التراب أو أهاجر خارج الوطن لتحتضنني مراكز بحثية وتمكني من أن أساهم في رقي حضارة البشرية وتوسيع الفجوة ما بين وطني والمهجر وفي كل الأحوال أنا بحاجة إلى المساندة والدعم والترويج الإعلامي لاختراعاتي.
عوائق
ويرى سامح الوظاف أن من بين  أسباب هجرة العقول المبتكرة إلى الخارج  عدم وجود دعم وتمويل لمشاريع المخترعين من قبل الحكومة أو من قبل رجال الأعمال والمستثمرين المحليين وعدم توفر مراكز الأبحاث العلمية المتخصصة وعدم تسليط الضوء الإعلامي الوطني عليهم والاهتمام بهم وإبراز مشاريعهم كمشاريع وطنية استثمارية بالإضافة إلى جهل المجتمع اليمني  بثقافة الاختراع وأهميتها، والسعي إلى إحباط المبدعين بقصد أو بدون قصد، وترديد اسطوانة استحالة تصنيع أو تنفيذ أي فكرة على واقع اليمن.
ويضيف إلى الأسباب:  تأخر توظيف المبدعين والمخترعين في الجهات المناسبة ووجود إغراءات مالية ومعنوية يقدمها الخارج لأبناء المخترعين اليمنيين .
كاشف الأحزمة الناسفة
اختراع عظيم يقدمه الشاب عبدالله محمد حمزة ، وهو عبارة عن حزام الكتروني، يقول حمزة : بإمكان أي فرد أن يرتديه للحماية الشخصية ، حيث يعمل الحزام على كشف الأجسام المتفجرة والألغام والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة من على بعد ويعطي جرس إنذار بإرسال موجات IM  FM رادوية على تردد 20-40 ميجاهيرتس ، على مسافة تقدر بـ 9 أمتار مربعة.
سيارة بالطاقة الشمسية
محمد الجومري وعبدالرحمن الجرادي وعلاء الدين الوشاح وحسن البابري ، هؤلاء المبدعون الأربعة ، ابتكروا سيارة تعمل على الطاقة الشمسية وأكدوا أن السيارة تعمل بمحرك دي جي التيار المستمر ببطارية قوة ألف وألواح 750 وات عن طريق دائرة التقطيع .
آملين أن يلقى ابتكارهم صدى إعلامياً وحكومياً واسعاً لدعمهم كي يتمكنوا من إشهار الاختراع .
مجهر الهواتف
المخترع أكرم الصغاري، مكتشف مجهر الهواتف والذي يعمل كبرنامج ميكروسكوب في الهواتف النقالة قال إنه يوفر الكثير من الجهد والمال ولا يكلف الكثير ويمكن تطبيقه في الجامعات والمختبرات والمستشفيات.
جهاز تشويش وتحكم
المخترع فؤاد محمد لقمان، مكتشف جهاز تشويش على الإذاعات من الموجات الإذاعية قال إنه عند تشغيله يفصل صوت الإذاعة ويتحكم هو بالصوت المرسل من عنده.
وتابع لقمان:  أسعى الآن لتطوير جهازي ليتحكم بالإذاعات العالمية.
تتبع الشمس
المخترع عبدالواحد الشجاع يقول:  اخترعت برفقة زميلي المخترع محمد الدبعي لوح يتتبع أشعة الشمس ، حيث يقوم الجهاز المكون من حساسات ضوئية  دقيقة في اللوح بتحسس ضوء الشمس وعموديتها على اللوح ليتحرك بعدها اللوح طبقا لقراءة الحساسات وتخزين اكبر قدر من الطاقة بحيث تكون درجة البطاريات ملائمة للذروة طوال اليوم  وبهذه الطريقة يوفر اللوح الواحد ما يمكن أن توفره أربعة ألواح.
صناعة محلية
أحمد عبد الرب، ابتكر  كمبيوتر يقول: إن الجهاز  محلي  الصنع حتى قطع غياره محلية ، مزود بعدد من البرامج الحديثة للطباعة والتصميم بأقل كلفة وأكثر سعة.
المخترع محمد الفضيل، هو الآخر رغم صغر سنه إلا انه تمكن من تصنيع مولد كهرباء يعمل دون بترول أو ديزل ،و يحتوي على أربع بطاريات.
فيما قال  المخترع عبدالرحمن الزيادي انه ابتكر رافعات تعمل بالطاقة الشمسية سريعة وغير مكلفة وآمنة على البيئة.
رأس المال
وتعليقا على ذلك  أوضح وزير الصناعة والتجارة عبده بشر أن الاهتمام بالمبتكرين والمخترعين واجب وطني ، والدليل إقامة المعرض الثالث للاختراعات الذي أقيم منذ أيام وهذه الاحتفائية الكرنفالية العلمية تميزت بجمعها العقول المبتكرة ورأس المال لتحقق نهضة صناعية جبارة باستثمارها وفق أسس علمية ومنهجية واضحة .
صعوبات
فيما كشف  محمد الغادي – رئيس جمعية المخترعين عن  معوقات الابتكار والاختراع والتي قال: إن من بينها معوقات مادية وقلة الإمكانيات والدعم .
وتمنى أن يكون احتفاء اليمن  بهؤلاء المبتكرين مقدمة  لحلحلة قضايا المخترعين والاهتمام بها.
واعتبر ذلك رسالة واضحة للعالم بما تملكه اليمن خاصة وانه مع المحن تأتي الإبداعات والبناء، والبحث عن التطوير بالشراكة الفاعلة بين العلماء والباحثين والتنمويين بدعم سخي من القطاع الخاص والحكومي ومختلف المنظمات المدنية والدولية ، داعيا مختلف المؤسسات والقطاعات الأهلية والخاصة لدعم هكذا طاقات تفتقر للدعم والترويج .
حقوق المخترعين
من جانبه يقول  عبدالإله شيبان وكيل وزارة الصناعة والتجارة : إن  العدوان الغاشم الذي استهدف  دور التعليم والتطوير والأبحاث والعلوم لم يزد شبابنا إلا صلابة وعزماً على مواصلة مشروع ابتكاراتهم والتي حققت مراكز متقدمة عالميا في مختلف المحافل الدولية .
وأكد شيبان أهمية حماية حقوق المخترعين والدور المحوري الذي تلعبه وزارة الصناعة والتجارة في تحريك قطاع الأعمال بما يحقق تجاوز الصعوبات التي فرضها العدوان والحرب الاقتصادية  على بلادنا.
وقال: حقوق المخترعين والمبدعين يتم حمايتها من  خلال الاستمرار في تحديث وتطوير البنية التحتية الأساسية للقطاع والمتمثلة بالأنظمة والبرامج وتطوير قواعد بيانات براءات الاختراع باعتبارها ثروة قومية يجب الحفاظ عليها وتطويرها لمواكبة متطلبات العصر واحتياجات المستقبل كما أن البنية القانونية والتشريعية تعد من أهم الجوانب التي مهدت وساعدت على تسجيل ومنح براءة الاختراع التي تعد مكسباً وطنياً بامتياز، حيث تقتضي رؤيتنا للمرحلة القادمة ايلاء براءات الاختراع أهمية خاصة عند وضع السياسات الهادفة إلى دعم الإبداع وتنمية الابتكار نظراً لارتباطها الوثيق بالتنمية الاقتصادية، ومن خلال تطوير العمل المؤسسي وسنعمل على تحقيق الاستفادة القصوى من المزايا التي توفرها أنظمة الملكية الفكرية.
لافتا إلى أهمية الأبحاث العلمية والمشاريع المرتبطة بنظام براءة الاختراع والتي تمنى أن يتم استيعابها في مجالات التنمية سواء من قبل مؤسسات القطاع العام أو من قبل مؤسسات القطاع الخاص ، وتابع بالقول :نحن جميعاً نتشارك المسؤولية الوطنية في سبيل دعم وتشجيع الاختراعات من خلال التشجيع على إنشاء المؤسسات التي تتولى مسؤولية الاهتمام بشؤون المخترعين وتبني أفكارهم بالتنسيق مع المختصين في رسم السياسات وتخطيط المشاريع التنموية للاستفادة من عقول المبدعين في خدمة السياسات التنموية الطموحة والتي ستتحقق بإذن الله.
استراتيجية  جديدة
وكشف شيبان أن  وزارة الصناعة والتجارة لديها استراتيجية لتحريك قطاع الأعمال وبما يحقق تجاوز الصعوبات التي فرضها العدوان والحرب الاقتصادية على بلادنا ومن هذا المنطلق اتجهت وزارة الصناعة والتجارة في احد قطاعاتها ضمن استراتيجية واضحة للاستفادة من الإبداعات والابتكارات للمخترعين ونقل الاختراعات المتميزة من وضعية الرسومات ومجسمات النماذج الأولى إلى طور الاستفادة الاقتصادية وهذا ما سيحقق مصالح كبيرة للوضع الاقتصادي في بلادنا وكذلك ينمي قدرات المخترعين اليمنيين ويشجعهم على بذل المزيد من التفكير والجهد والخروج بما هو أفضل وأكبر مما يتوقع من المخترع اليمني.
تصوير / عادل حويس

قد يعجبك ايضا