المجتمع الدولي .. وشريعة الغاب

صولان صالح الصولاني
ليس هناك حرج لدى المجتمع الدولي في أن يظل متمسكاً بالفار هادي رئيساً لشعب قوامه أكثر من 27 مليون نسمة , حتى وإن كان هذا الشعب الذي هو في حقيقة الأمر شعب الإيمان والحكمة لم يعد يطيقه بتاتاً أو يعترف بشرعيته الوهمية والزائفة , ومع العلم أيضا – أنه – أي الرئيس الكارثة – لم يعد يلقى لنفسه قبولاً في أوساط شعبنا اليمني قاطبة , كما لم يستطع كذلك إيجاد موطئ قدم لنفسه في أرض اليمن عموماً بما في ذلك الأراضي الجنوبية التي تروّج وسائل الإعلام التابعة لدول تحالف العدوان السعوصهيو أمريكي مراراً وتكراراً بأنها ” أراضٍ خاضعة لسيطرة هادي ” في تقاريرها الإخبارية التي تبثها على مدار الساعة والتي يتفنّن مراسلوها في إعدادها وصياغتها ومن ثم البوح بها على الملأ مصحوبة بالصور والفيديوهات المفبركة وهم واقفون على ثراها المدنّس بأقدام الغزاة والإرهابيين من مختلف الأجناس, غير أن دنبوعاً عميلاً وخائناً بل وفاقداً للشرعية كالفار هادي – الله لا ألحقه خير – يستحيل أن يبقى فيها أو يمارس عمله منها كرئيس لليمن حسب الاعتراف والتصنيف الدولي , وذلك بما من شأنه أن يشفع للمجتمع الدولي هذا الاعتراف والتمسك الوثيق بشرعيته الزائفة.
أما بالنسبة للعلاقة التي تربط هادي – دنبوع البورصة الدولية للعمالة والخيانة والارتزاق  , بقصر المعاشيق في مدينة عدن المحتلة, فإنها لا تعدو عن مجرد كونها علاقة فار من وجه العدالة بسجنه الذي كلما أعادوه إليه وجد بداخله “عفاريت” من الغزاة “الخلاوجة ” الذين يتجولون في دهاليزه كالوحوش الكاسرة , وأسواره الخارجية محاطة بمليشيا من مختلف الاجناس والمرتزقة والإرهابيين المنقسمين تبعاً لطرفي غزو , الصراع في ما بينهما على أشدّه ,الأول تقوده المملكة السعودية الداعشية والثاني تقوده دويلة الإمارات.. ولتظل مسألة بقائه في قصر شرعيته المشيد” المعاشيق ” لإدارة وعقد صفقات العمالة والخيانة والارتزاق , خطراً محدقاً يتهدَّد حياته وأفراد أسرته ومن معه من المودّفين  في أية لحظة , نظراً للمزاج الحاد الذي يحمله كل من طرفي الغزو والصراع المذكورين سلفا, الأمر الذي يجعل من دنبوع المجتمع الدولي الشرعي في اليمن هدفاً رئيسياً لعضلات الطيران الإماراتي , عفوا – أقصد صواريخ الطيران الإماراتي الذي يملأ أرجاء مدينة عدن المحتلة وما جاورها ضجيجاً بتحليقه الكثيف – ليل الله ما طرق نهاره -.. وفي وقت لا ينفع الندم , حينها سيخسر المجتمع الدولي, كما بني سعود وحزب الإصلاح الاخواني , الدنبوع والشرعية في آنٍ معاً, ويصبحون جميعاً أشبه بـ”فقير اليهود” لا دنيا ولا آخرة.
إذاً , تلكم أعزائي القرَّاء , هي شريعة الغاب التي بُني على أساسها المجتمع الدولي برمَّته , بل والتي لا يعترف بسواها أو يعمل بغيرها من شرائع الأرض والسماء, وهو ما يدل دلالة قاطعة على أننا أصبحنا نعيش في عالم يسكنه قطيع من الذئاب والحيوانات المفترسة , أما بخصوص ما تسمعونه من قرارات ومواثيق دولية وأممية فاعلموا جيداً أنها في شريعة الغاب السائدة في عالمنا المعاصر أقرب ما تكون إلى الشبه من فخاخ تنصبها ذئاب ومفترسات المجتمع الدولي لفرائسها المنهكة والمتهرئة من بلدان وشعوب العالم الثالث وعلى رأسها بلداننا وشعوبنا العربية والإسلامية.

قد يعجبك ايضا