استهداف ميناء الحديدة محاولة عدوانية لتجريد اليمن من عوامل القوة والصمود

> خبير الاقتصاد والتخطيط في مجال الأمن الغذائي الدكتور محمد عبدالله الحميري لـ”الثورة”

■ تسييس الملف الإنساني ستار لغزو اليمن واحتلاله
■ التضليل الإعلامي إحدى استراتيجيات العدوان لتغطية جرائمه الوحشية
لقاء/ أسماء حيدر البزاز

الدكتور محمد عبدالله الحميري – باحث اقتصادي متخصص، وخبير وطني، وأكاديمي في عدد من المجالات، أهمها التخطيط والأمن الغذائي والاقتصاد والتسويق الزراعي بالإضافة إلى مسؤول أول لمشروع الأمن الغذائي وسبل المعيشة منظمة(ACTED) الفرنسية، ومنسق إقليمي لمشروع giz للأمن الغذائي المستدام في اليمن، بوزارتي الزراعة والتخطيط والتعاون الدولي ووزارة الصناعة والتجارة، أضف إلى ذلك عمله وكيلا لوزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات..
هذا الحضور الإداري والأكاديمي دفعنا إلى محاولة قراءة مستجدات الواقع السياسي والتصعيد العدواني على اليمن من ذاكرته الملمة بشؤون الإدارة والاقتصاد والأمن الغذائي.. فتحدث لصحيفة «الثورة» في حوار خاص حول ما تحاك من مؤامرات ضد ميناء الحديدة، وما يدور من تكالب خسيس من قبل قوى العدوان والاستكبار.. انطلاقا من ملامح وملاحم الصمود الأسطوري الذي سطره اليمانيون طيلة عامين ونيف وعن المؤامرة العالمية بشأن ميناء الحديدة وسياسة التجويع والتركيع وتقاسم الثروات. . تفاصيل عديدة تقرأونها في سياق الحوار الآتي.. نتابع:

بداية دكتور محمد.. يلوح في أفق العدوان الهمجي تكالب شرس على ميناء الحديدة, الشريان المتبقي والوحيد للحياة في اليمن.. كيف تقرأون خطورته وأبعاده..؟
في الحقيقة ميناء الحديدة بات اليوم هو الميناء الأهم بل هو الميناء الرئيس الذي تتنفس البلاد من خلاله بعد تطورات العدوان على اليمن وتدمير وتحييد ميناء المخا وسلب سيطرة الدولة على أغلب الموانئ الأخرى في اليمن كميناء عدن والمكلا وغيرها من الموانئ على البحر العربي.
وعلى الرغم من التدمير ومحاولات التعطيل التي استهدفت ميناء الحديدة لكن هذا الميناء وجهود الدولة ممثلة في مؤسسة موانئ البحر الأحمر قد جعلت من هذا الميناء رئة كبرى لمعظم واردات البلاد من الأغذية والأدوية والسلع الرئيسية الأخرى خاصة وأن الميناء الوحيد المتبقي وهو ميناء الصليف القريب قد تعرض هو الآخر وما يزال يتعرض لهجمات عدوانية عديدة جعلت دوره محدودا جدا بالإضافة لصغر حجمه وسعته مقارنة بميناء الحديدة.وما من شك فإن أي تعطيل أو تدمير إضافي لحاويات ومرافئ ومرافق ميناء الحديدة سوف يمثل استكمالا متعمدا لمسلسل خنق اليمن وإحكام الحصار عليه وحرمان الدولة والشعب من سلع الأغذية والأدوية ومصادر الدخل والتجارة والإيرادات الجمركية بغية إفراغ الخزينة العامة للدولة وإغراق الدولة والمجتمع في مزيد من الفقر وأسباب التعطل والجمود الاقتصادي ورفع معدلات البطالة والحرمان من الغذاء والدواء لزيادة حجم المعاناة الإنسانية من ثم هزيمة وتركيع الشعب اليمني وقيادته وتسريع أسباب تحقيق أهداف ومرامي العدوان ومخططاته التي تستهدف تجريد اليمن من كل عوامل القوة والصمود ومقاومة مشروع الاحتلال الخارجي الأمريكي لليمن الذي بدأت تتكشف ملامحه حتى لقصار النظر بعد تطورات العدوان على طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر بل والبحر العربي أيضا.
وبالتالي فإننا نرفض كل أشكال العدوان ومحاولات التعطيل لميناء الحديدة ﻻنها محاولات لتعطيل الحياة وإذكاء وزيادة حجم المعاناة الإنسانية في اليمن.. نقول هذا ونحن على ثقة بأن مثل هذا المنحى الأكثر سوءا وظلما للبلاد والعباد ولأنه كذلك فإن الله معنا وسينصرنا على الأعداء مهما بلغت قوتهم وسيطرتهم.
تسييس الملف الإنساني في اليمن
ماذا تعني محاولات تسييس الملف الإنساني في اليمن.. وتجاهل حجم المعاناة من قبل مجلس الأمن الدولي..؟!
ضحايا العدوان المضافين لضحايا الوضع الاقتصادي الذي كان سيئا اصلا في اليمن حتى من قبل العدوان، ليس بدعة جديدة يرتكبها رعاة وقادة التحالف العدواني على اليمن، فهذه المسألة والتحجج بها والاستناد عليها وتوظيفها في خدمة أغراض العدوان والتمهيد له والتدخل بسببها بعد وأثناء وحتى قبل العدوان، كل ذلك جعل من هذه القضية واحدة من أهم الأعمدة أو المرتكزات للعدوان الإجرامي على اليمن ولاستمراره أيضا بحسب مخططات المعتدين حتى ينتهوا من تحقيق كل غاياتهم الخبيثة في اليمن.
ولو لم يواجه اليمنيون هذا العدوان بكل هذا الصمود وبكل تلك البسالة والشجاعة والصبر والإيمان، لكان قد تم تضخيم الملف الإنساني من قبل العدوان وتوظيفه بخبث اكبر واستغلاله عاطفيا وسياسيا للإسراع في تنفيذ مخططات الاستيلاء على اليمن وإخضاعه للقوى الدولية الصهيونية التي تقف خلف هذا العدوان والتي تستخدم الدول الإقليمية المعتدية على اليمن بشكل مباشر كالسعودية والقوى الباغية المتحالفة معها من مرتزقة الداخل والخارج مجرد مطية وأدوات تدميرية وتفكيكية لغزو اليمن من داخله ومن محيطه الأقرب، وتأكيدا لهذا الحال كان شاعر اليمن الكبير الراحل عبد الله البردوني قد استشعر هذا الحال في وقت مبكر بداية السبعينيات وجسد صورته في قصيدته الغزو من الداخل التي صور فيها كيف سيؤنسن الغزاة وجوههم لتمرير مخططاتهم التآمرية فقال وهو يحاول تشخيص الغزاة المخفيين بقوله:
غزاة لا أشاهدهم
وسيف الغزو في صدري.
وقال:
غزاة اليوم كالطاعون
يخفى وهو يستشري
وقال:
فقد يأتون تبغاً في
سجاير لونها يغري
وفي وفي وفي…… إلى أن قال:
وفي صدقات وحشي
يؤنسن وجهه الصخري
وفي عود احتلال الأمس
في تشكيله العصري.
برأيكم ما هي أبعاد ومرامي هذا التسييس..؟
أبعاد ومرامي عملية تسييس الملف الإنساني في اليمن. والذي تجري مفاقمته والتلاعب به ربما ليستخدم ستارا لتدخل خارجي ودولي أكبر لغزو اليمن واحتلاله بحجة التدخل لإنقاذ الأوضاع الإنسانية المتردية في البلاد.
صمود اليمنيين في مواجهة جرائم التحالف العدواني السعودي الأمريكي الصهيوني لأكثر من عامين.. هل بإمكانه اليوم إفشال هذه المؤامرة..؟
يجب أن يفسر الصمود أولا بعدة معان تكشف مدى بسالة وشجاعة وقوة إيمان هذا الشعب بربه وبعدالة قضيته وسلامة موقفه من جهة ومن جهة ثانية توضح مدى قوة تماسك أبناء اليمن ووعيهم بخطورة مخططات الأعداء الذين ثبت أنهم لا يريدون خيرا لهذا الشعب بمجمله بمن فيهم ذلك القسم من الشعب الذين قبلوا بأن يعملوا في معسكر أعداء الوطن كمرتزقة ضمن خدعة إعادة الشرعية (غير الشرعية) لحكم البلاد وفرض تلك القيادة الخائنة على رؤوسهم وعلى رؤوس إخوتهم اليمنيين في الصف المقابل وهو الصف الوطني الذي افرز القوات المدافعة عن اليمن من منتسبي الجيش واللجان الشعبية الذين بفضل الله ثم بفضل تضحياتهم وبسالتهم وشجاعتهم النوعية تعزز صمود هذا الشعب وتم منحه عزيمة أكبر في استمرار مواجهة التحديات والصعوبات الاقتصادية والمعيشية.
الإسناد الشعبي للجيش واللجان الشعبية كيف تقيمونه..؟
أكثر من المتوقع في ظل هذا الظرف الاقتصادي العصيب ، تقدير الشعب ودعمه لدور رجال الجيش واللجان الشعبية وحفزهم على رفدهم بالمقاتلين وبالسلع التموينية اللازمة وبالدعوات والابتهالات الصالحة لله رب العالمين بأن ينصرهم ويلطف بهذا الشعب ويفشل ويدمر مخططات وأسلحة وجيش ومرتزقة أعداء اليمن..
فارق التسليح
المقاتل اليمني اليوم برغم فارق التسليح أمام عدو مدجج بأقوى العتاد العسكري حقق انتصارات شهد لها العالم.. برأيكم ما سر هذا الانتصار..؟
بالفعل فهؤلاء الأعداء الذين لم يدعوا وسيلة عسكرية ولا إعلامية أو اقتصادية لكسر إرادة وصمود وثبات اليمنيين خلال عامين من الحرب إلا واستخدموها بأقوى وأوسخ ما يمكنهم استخدامها به لكن لطف الله ورعايته وتثبيته للمخلصين من أبناء اليمن كان هو صاحب الفضل الأول والأساس في دعم نجاحات أبطالنا في الجبهات الذين برغم فارق التسليح والإمكانيات التي يمتلكونها مقارنة بما تمتلكه قوات الأعداء من تسليح وتجهيز فإنهم قد حققوا نجاحات باهرة بل ومعجزات نوعية في أغلب المواجهات العسكرية التي خاضوها ضد جيوش وجحافل الخونة والمعتدين في كل جبهات القتال، وابهروا العالم بما قامت دوائر التصنيع الحربي اليمني في ظل هذا العدوان بتطويره وتجريبه من أسلحة وصواريخ نوعية ألحقت فادح الخسائر والهزائم بتجمعات وزحوفات الأعداء ومرتزقتهم داخل الأراضي اليمنية وخارجها برا وبحرا.
كيف ساهم صمود اليمنيين في تغيير حجج العدوان من دفاع عن الشرعية إلى عدوان سافر معزاه تدمير بنية اليمن وقتل الإنسان اليمني بحجة استهداف الصواريخ الباليستية.؟
صمود اليمنيين خلال العامين المنصرمين أجبر العدو الصهيوني والأمريكي على الكشف عن وجهه الصخري البالغ والضالع في كل ما ارتكبت من جرائم حرب ضد اليمن وكانت سببا في تدمير كثير من ممتلكات هذا البلد ومكتسباته بدرجة ربما لو حدثت لأي شعب آخر لأخرجته من دائرة الصمود وأخضعته ربما من أول أو ثاني شهر للعدوان كما كان ذلك مبيتا في خطط العدوان على الأقل بمقاييس وكلاء ومنفذي جريمة تحالف العدوان على بلادنا. حيث رأينا كيف ساهم صمود اليمنيين في تغيير حجج العدوان من دفاع عن الشرعية اليمنية إلى مطالبة سافرة بتدمير أسلحة اليمن الثقيلة وصواريخه الباليستية، وهو ما يرجح بعض المخاوف من احتمال مواصلة وسعي الأعداء الصهاينة والأمريكان لتحقيق مخططاتهم الاستعمارية لليمن أو لبعض أراضيه وجزره ومواقعه الإستراتيجية الهامة..
التضليل الإعلامي
أمام كل تلك التحديات والمعاناة نحن أمام تضليل إعلامي يفتك بالرأي العالمي ويلعب بمبادئه.. فما هو رأيكم تجاه أنجع الحلول لمواجهة هذا التضليل..؟!
لاشك بأن التضليل الإعلامي هو إحدى استراتيجيات العدوان في مواجهة اليمن المقاوم لهذا التحالف العدواني الإجرامي الظالم، وقد لجأ العدوان وقادته لهذه الإستراتيجية لتغطية جرائمهم التي يرتكبونها يوميا على مدى سنتين كاملتين من العدوان الوحشي البربري المتواصل الذي لم يراع أية قواعد في حربه وعدوانه الظالم على شعبنا اليمني ومكتسباته وإنسانه، فلم يراع حرمة لطفل ولا لامرأة ولا لشيخ ولا لمدني ولا لمدرسة ولا لمستشفى أو مركز طبي ولا لمنظمات حقوقية أو دولية أو طبية ولا لأية قيمة أو حرمة متعارف عليها في قاموس الحروب التي دخلتها البشرية عبر التاريخ،
فالكل قد شملتهم جرائم هذا العدوان غير المبرر وغير المحدود لا بأهداف سياسية ولا بأهداف عسكرية، وفي مثل هكذا عدوان متحلل من كل القيم والأهداف والغايات النبيلة وغير النبيلة فإن التعتيم والتضليل الإعلامي يصبح ضرورة استراتيجية حتى يأتي هذا العدوان على تحقيق كامل غاياته الشيطانية ان استطاع في ظل عالم دولي فاسد وتم شراؤه ليشارك في هذا العدوان أو على الأقل ليغمض عينيه ويصم أذنيه عن ما يحدثه هذا التحالف الشيطاني من عدوان إجرامي متواصل على بلادنا منذ عامين.
تدشين الثبات
احتفال اليمنيين بتدشينهم العام الثالث من ملاحم الصمود.. كيف تستلهمون معاني ذلك..؟!
أثبت اليمنيون باحتفالهم بتدشين العام الثالث من الصمود مدى توحدهم وتلاحمهم ووقوفهم بل وانحيازهم إلى صف الوطن وقضيته ضد كل أعداء الصف الوطني وضد كل أعداء اليمن واستقلال قراره السياسي والاقتصادي والإداري.. خرجت جموع الشعب ملبية نداء الواجب الذي دعت إليه الدولة الوطنية والقيادة السياسية الصامدة في صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية، القيادة التي تواجه تحديات العدوان وظلمه وجبروته ومحاولاته المستمرة لكسر عزيمة وإرادة شعب اليمن وتدمير قوته وأسباب صموده ونصره وتضييق موارد عمله واتلاف وأضعاف مصادر كسبه وعيشه. حيث أوصلت الجماهير المحتشدة في ميدان السبعين آنذاك رسالة قوية لكل قوى الشر والطغيان مفادها أن الصمود اليمني هو أحد أهم أسلحة الشعب والدولة اليمنية وهو باق ومتنام، ويزداد قوة وصلابة وتجددا في حيويته ونشاطه، وإذا فإن هذا المعنى هو الرسالة التي تعبر عن رفض اليمنيين للعدوان ومرتزقته وأنهم سيواصلون صمودهم في وجه كل مخططات الأعداء التأمرية والتدميرية المنفذة ضد كل منجزات ومكتسبات شعبنا من قبل قوات تحالف الشر والعدوان في الخارج ومرتزقتهم في الداخل. ويعني ذلك ان شعب اليمن المؤمن العظيم يدرك أنه صاحب الحق على أرضه وأنه موعود بالنصر من ربه صاحب الحق وصاحب النصر الذي هو عنده سبحانه وتعالى وحده لا يعطيه إلا لمن صبر وأمن وعمل صالحا، ومثل هكذا شعب لن تفت في عضده أو توهنه اية قوة على وجه الأرض مهما حاول أعداؤه أن يخيفوه بها. لذلك فإن خروج الجمهور اليمني بذلك الحشد العملاق هو في حد ذاته يعتبر بشارة نصر قادم لا محالة بإذن الله، فبعد كل ما استخدمه الأعداء من وسائل التدمير الممنهج لليمن إلا أنهم أثبتوا بأن انتماءهم الوطني كان هو الأكبر من كل تلك الأساليب والوسائل التدميرية والإرهابية وبالتالي فقد أوصلوا رسالة قوة تليق بمستوى إباء وعظمة وبأس وايمان وصبر هذا الشعب الذي لم يحن جبهته إلا لخالقه.
تماسك المؤسسات
بالنسبة لتماسك المؤسسات الحكومية ونجاح أدائها وخدماتها في مختلف جوانب العمل والمسؤوليات المسندة لتلك المؤسسات.. ما أثر ذلك في توحيد وتقوية الجبهة الداخلية..؟
– كان ولا يزال لذلك التماسك أثر بالغ في دعم وتحفيز أداء المقاتلين في الجبهات فالمؤسسات الحكومية تعتبر جبهات داخلية لا تنفصل عن الجبهات الجهادية القتالية في مواجهة الأعداء، لأن المرابطين في الجبهات يعتبرون أنهم خط الدفاع الأول عن تلك المؤسسات الحكومية ويقدمون أنفسهم ودمائهم رخيصة للحيلولة دون سقوطها في يد أعداء الوطن الذي يدافعون عنه، فإذا لم تكن تلك المؤسسات متماسكة وإذا لم يكن أداء العاملين فيها غير مرتق إلى المستوى الذي يحقق رضا الشعب ويعزِّز من قناعة المقاتلين في الجبهات حول أهمية وضرورة وجدوى الدفاع عنها وبذل الغالي والرخيص من أجل تجنيبها كل مخاطر العدوان وأطماعه في تلك المؤسسات أو في إسقاط مسئولياتها ووظائفها، أن لم تكن تلك المعاني حاضرة في ذهن المقاتلين في الجبهات أفرادا وقيادات فلا شك أن عزيمة القتال ومعنويات المقاتلين ستنخفض وتتدنى وقد تصل إلى درجة الإحباط الذي هو أقصر الطرق المؤدية لهزيمة الجيوش في الجبهات القتالية، ومن هنا تتضح أهمية استشعار أن دور الموظف في المؤسسة الحكومية أحيانا يتجاوز أهمية دور المقاتلين في الجبهات، وأن ينعكس ذلك الاستشعار على الجانب التطبيقي والعملي وليس مجرد تنظير أو قول دون عمل حتى تتحقق الغاية من الأهداف الرامية إلى تعزيز دور تفعيل وتدعيم تماسك المؤسسات الحكومية في دعم معنويات المجاهدين في الجبهات..

قد يعجبك ايضا