المعرض اليمني للاختراعات.. فضاء للابتكار والابداع رغم العدوان

> البخيتي:المعرض تظاهرة علمية كبيرة يظهر من خلالها تميز وإبداعات وابتكارات العقل اليمني
> 250 اختراعا أغلبها حاز على جوائز عالمية وأوسمة براءة اختراع

استطلاع / أسماء البزاز – نورالدين القعاري
يحتفل اليمن بعقول أبنائه النيرة والمبتكرة والمخترعة , في ظل هذا العدوان الغاشم الذي سعى جاهدا لطمسها وهدمها بشتى الوسائل والطرق العدائية , إلا أنه رغم آلة الحرب والدمار يحتفي المبتكرون والمخترعون من جميع المحافظات اليمنية بإقامة المعرض اليمني الثالث للاختراعات , حيث لم تثن تلك الاعتداءات المستهدفة لدور العلم والابداع هؤلاء المبتكرون من مواصلة مشوارهم واختراعاتهم التي حاز معظمها على مراكز عالمية متقدمة , بل إنها تجاوزت عقبة الحصار إلى أفق الابتكار في شتى المجالات الحربية والكهربائية والطبية والتقنية والخدمية في نهضة تقنية قادمة وبقوة .. نتابع:
برعاية كريمة من المجلس السياسي الأعلى تنظم وزارة الصناعة والتجارة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكلية الهندسة بجامعة صنعاء المعرض اليمني الثالث للاختراعات بالتزامن مع المؤتمر العلمي الخامس للتعليم العالي والمعرض الهندسي الأول للمشاريع والإبداعات.. المعرض الذي يستمر خلال الفترة 24-26 أبريل من الشهر الجاري , يحتفي بالعقل اليمني المبتكر والمنجز ليقول للعالم .. رغم الدمار .. نحن هنا ..
نماذج مشرفة
آلاف من المخترعين اليمنيين في مختلف المجالات ابدعوا وتميزوا ولازلنا نذكر المخترع المبدع من أطلق عليه عالمياً فارس المخترعين اليمنيين خالد نشوان، هو أول طبيب تمكن من اختراع جهاز لتوسيع الشرايين المتصلبة دون إجراء عملية أو تدخل جراحي من خلال إصدار موجات فوق صوتية .. وقد حصل نتيجة لهذا الابتكار على براءة اختراع واستطاع أن يحمي اختراعه بالملكية الفكرية الدولية ومن خلاله أيضاً حصل على عشرين جائزة دولية كبرى وبهذا الاختراع الفذ فإن نشوان يعتبر الأول والوحيد في الشرق الأوسط من أطلق عليه حينها فارس المخترعين الدوليين وأول من حصل على ميدالية (ماريا كوري) العلمية الدولية،
وهو ما يؤكده لنا مخترع أول قاموس عربي – صيني الشاب المخترع المهندس محمد الأرحبي –طالب قسم كمبيوتر وبرمجيات بإحدى الجامعات الصينية : بالطبع نحن نحتاج إلى الدعم والمساندة من مختلف الجهات والمؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة فهذه الاختراعات والابتكارات مكلفة وتحتاج إلى ميزانية كبيرة من أجل تكوين فريق عمل لإدارة القاموس وتطويره مستقبلاً بما يخدم وطننا الذي هو في أشد الحاجة إلى ابتكارات واختراعات أبنائه.
أما المخترع الشاب عمرو العزعزي –مخترع جهاز لقياس المسافة ورصد الأجسام الغريبة عن بعد في الغواصات فيقول: نحتاج لحاضن لإبداعاتنا سواء على مستوى الرعاية أو وجود الأدوات اللازمة للعمل والابتكار !!
وأما أديسون اليمن المهندس الشاب محمد علي العفيفي الحاصل على براءة اختراع لجهاز كاشف للحالات النفسية والعصبية للأجسام البشرية عن بُعد وصاحب اختراع 13 جهازاً والحاصل على المركز الأول في سويسرا من بين 16 دولة مشاركة في هندسة الكاميرات السينمائية يقول: رغم كل الاختراعات التي قدمتها تمنيت ومازلت أن ألقى صداها في موطني، فكل طموحي هو تسويقها واستفادة البشرية منها وأن أرفع بها اسم اليمن عالياً رغم العروض المستمرة من مختلف الشركات العالمية لأعمل معها ولكني رفضت آملاً بأن ألقى صدىً لاختراعاتي محلياً .
المعرض صمودٍ وتحدٍ ضد العدوان
وقال المخترع محمد عبد الكريم الغابري رئيس مؤسسة المخترعين البيئية التنموية; يأتي المعرض الثالث للاختراعات كصمودٍ وتحد ضد العدوان الغاشم وبالاختراعات نواجه الأزمات الاقتصادية والتقنية في مجالاتها المتعددة وبالاختراع نبني الاقتصاد والأوطان .
ويؤكد المخترع الغابري : تأتي مشاركتنا ضمن فعالية المعرض الثالث للاختراعات في مختلف المجالات منها المجال البيئي ومجالات الطاقة وتقنية التعليم والمجال الطبي وغيره من المجالات المتعددة.
من جانبه يقول محمد علي النائب، عضو اللجنة التحضيرية للمعرض اليمني الثالث للاختراعات : تولي وزارة الصناعة والتجارة بقيادة الأستاذ عبده محمد بشر جل اهتمامها ورعايتها للمخترعين والمبدعين اليمنيين. حيث يأتي إقامة المعرض اليمني الثالث خلال الفترة من 24وحتى 26 إبريل 2017م
تجسيداً لاهتمام الوزارة المتنامي بهذا القطاع الذي يعتبر بحق الثروة التي لا تنضب لأي بلد في العالم، حيث سيشهد المعرض اليمني في نسخته الثالثة تقديراً وتثميناً أعلى من ذي قبل منذ إطلاق نسخته الأولى ومن المؤمل أن تتجاوز المشاركات 250 مشاركة ومن الملفت للنظر الحضور القوي إذ يعد ذلك مؤشرأ قوياً على أن بلادنا تزخر بالمبدعين.
تشجيع المخترعين
ويرى مكرم علي المدميني، مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصناعة والتجارة أن المعرض سيعمل على تمكين المخترعين من عرض أفكارهم والتعريف باختراعاتهم وتقييمها والاستفادة من تبادل الخبرات وتطوير الأبحاث، وكذلك نشر ثقافة الاختراع من خلال إقامة الفعاليات الهادفة إلى دعم الابتكار وتعزيز دور مؤسسات التعليم العام والجامعات ومراكز الأبحاث للقيام بدورها في تطوير البحث العلمي واستقطاب المخترعين والمبدعين.
وقال الدميني: إن المعرض سيعمل على إيجاد تنافس على تشجيع المخترعين والاهتمام بقدراتهم الابداعية وإبراز مكانتهم في المجتمع ودورهم في التنمية.
سوق العمل
من جانبه تحدث الدكتور محمد أحمد البخيتي، عميد كلية الهندسة – بجامعة صنعاء عن مشاركة جامعة صنعاء في المعرض الثالث للاختراعات، قائلاً: انطلاقا من رؤية الكلية ورسالتها المتمثلة في تقديم تعليم هندسي متميز ومعتمد مواكباً للاحتياجات التنموية ومتطلبات سوق العمل المحلي والاقليمي فإن الكلية تقوم من خلال برامجها الأكاديمية وخططها الدراسية بتعليم وتأهيل طلابها وتزويدهم بالمعارف العلمية النظرية والتطبيقية على مدى خمس سنوات دراسية.
مؤكدا:أن المعرض عبارة عن تظاهرة علمية كبيرة يظهر من خلالها تميز وإبداعات وابتكارات العقل اليمني حيث يقوم الطلاب في السنة النهائية من الدراسة بتنفيذ مشروع هندسي هو مقرر مشروع التخرج على مدى فصلين دراسيين كاملين ويعتبر ذلك المشروع تتويجاً للمعارف والخبرات والمهارات التي تعلمها واكتسبها الطالب خلال مشواره العلمي ، حيث أن طلاب الكلية وعلى مدى تاريخها الطويل والعريق يتميزون بالإبداع في تصميم وتنفيذ مشاريع هندسية رائعة تقدم أفكاراً وتصاميم ومخططات ودراسات وحلول هندسية لكثير من المشاكل والمعوقات التي تواجه سوق العمل بقطاعته المختلفة.
اختراعات لم تر النور
مضيفاً: ما يؤسف له في نفس الوقت ان الغالبية العظمى من تلك المشاريع إن لم يكن جميعها والتي يصل عددها إلى نحو 150 مشروعاً في كل عام جامعي ، لا ترى النور ولا يستفاد منها في تلبية احتياجات التنمية ومتطلبات سوق العمل وذلك بسبب الفجوة الكبيرة بين المؤسسات التعليمية والبحثية والجهات ذات العلاقة من القطاعين.
وتطرق عميد كلية الهندسة إلى البحوث العلمية قائلاً: و قد نبهت الكلية مراراً وتكراراً وفي اكثر من مناسبة على ضرورة التكامل الفعلي بين المؤسسات التعليمية والبحثية والجهات المستفيدة في مؤسسات الدولة المختلفة لما في ذلك من أهمية لخدمة قضايا التنمية المستدامة والصناعات الوطنية .
ودعا البخيتي مختلف القطاعات والمؤسسات والشركات والمصانع ورجال المال والأعمال للمشاركة والمساهمة والحضور والتفاعل الايجابي مع المعرض الهندسي الأول للمشاريع والابداعات الذي سينعقد في رحاب كلية الهندسة بجامعة صنعاء بالتزامن مع انعقاد المعرض اليمني الثالث للاختراعات وكذلك المؤتمر العلمي الخامس للتعليم العالي.
مؤكدا ان المدعوين للمشاركة في المعرض الثالث سيستفيدون من تبني ما يناسبهم من تلك المشاريع والابداعات والاختراعات ليستفيدوا هم أولاً من ذلك وبالتالي التنمية والاقتصاد والصناعات الوطنية .
مواطن استثمارية
المخترع والباحث الشاب سامح محمد الوظاف –رئيس لجنة مخترعي أمانة العاصمة وصاحب أحدث اختراع هو “منظومة السلامة” التي يمكنها أن توفر لليمن ما نسبته 5 مليارات من تلك الخسائر الفادحة التي تسببها الحوادث المرورية وغيرها من المحركات والمولدات والبرامج الاستثمارية التي تم ابتكارها ولكنها وللأسف لم تلق الاهتمام محلياً.
يقول الوظاف: كثيرة هي تلك العقول اليمنية الشابة المبتكرة والمخترعة ولكنها بحاجة اليمن لمن يقدم لها العون والمساندة والدعم فما إن هاجرت وعرضت في دول المهجر اختراعاتها وابتكاراتها توجت بعظيم ما صنعت وأصبحت البنان تشير إليها بكل فخر واعتزاز وتشكلت أمامها بيئة خصبة للإبداع والإنتاج والتشجيع والحماس وشرفت اليمن في مختلف المحافل العربية والدولية.
ويقول الوظاف: إن العقول المبدعة والمبتكرة تفتقد إلى روح التشجيع وجاء هذا المعرض لتشجيعها واستثمارها ، وهنا ايضا دور وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وتفرعاتها في تسليط الضوء عليها ومناقشة أفكارها ومشاريعها التنموية ومن ثم الترويج لها داخلياً وخارجياً.
واقترح الوظاف ضرورة إنشاء محطة أو قناة تلفزيونية تعنى بهذا الجانب وتحتضن مختلف الابتكارات والإبداعات.
اتفاقيات دولية
مسؤول تنظيم المعرض فاروق المخلافي أوضح أن الوزارة تسعى جاهدة للاهتمام باختراعات الشباب وتكثيف الجهود محلياً وعالمياً لانتشالها من واقع التهميش لأنها تعد من أهم وسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأساس قيام الصناعات ونقل التكنولوجيا، ولذلك عملت اليمن مع المجتمع الدولي على توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى حماية الاختراعات وحقوق المخترعين حيث كان أقدمها اتفاقية باريس للملكية الصناعية التي وضعت القواعد القانونية لحماية وتسجيل الاختراعات وآليات عرضها في المعارض وحقوق الأسبقية المتعلقة بذلك والتي تم التوقيع عليها عام1883م مع العلم أن اليمن انضّمت إلى الاتفاقية في العام 2007م وهذا يعد فخرا لشبابنا المبدعين ومحطة أمل لترويج اختراعاتهم عالميا..
بينما حذر المخلافي الشباب المخترعين والمبتكرين من الكشف عن أي معلومات تخص اختراعاتهم وأفكارهم في أي فعاليات تقام وذلك قبل تاريخ إيداع طلب براءة الاختراع كونه يسقط حق المخترع في الحصول على براءة الاختراع طبقاً لأحكام المادة رقم (5) من قانون براءات الاختراع رقم(2) لسنة 2011م.
وأكد على ضرورة التنسيق مع الإدارة المختصة بوزارة الصناعة والتجارة عند إقامة أي فعالية تهدف إلى تشجيع الشباب المخترعين وأصحاب المشاريع الابتكارية لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوقهم وأي أعمال تخالف ذلك لا تتحمل الوزارة أي مسؤولية تجاه ضياع مثل هذه الحقوق لأن أكثر المخترعين الشباب الباحثين وراء عرض وإثبات اختراعاتهم قد يتعرضون لسرقة أفكار اختراعاتهم من قبل بعض الجهات التي تدعي دعمهم وانتشالهم من التهميش.

قد يعجبك ايضا