القرارات السعودية .. ماذا وراء الأكمة ؟

 

أبو بكر عبدالله
القرارات التي أصدرها النظام السعودي وأطاحت بعدد من ابرز شخصياته العسكرية والسياسية بدت كلها موجهة نحو اليمن، في مؤشر على حجم الانهاك الذي بلغه النظام السعودي في حربه العدوانية على هذا اليمن والتي تمضي نحو عامها الثالث دون تحقيق أيٍّ من أهدافها السياسية والعسكرية.
أهم القرارات بهذا الإطار كان تعيين الأمير في العائلة الوراثية الحاكمة فهد بن تركي قائدا للقوات البرية وترقيته إلى رتبة فريق، خلفا للفريق عيد الشلوي وتعيين احمد عسيري ناطق تحالف العدوان السعودي مستشار وزير الدفاع السعودي السابق، نائبا لرئيس الاستخبارات العسكرية، ناهيك عن قرارات صرف راتب شهرين مكافأة لكتائب الجيش العائلي السعودي المرابطة في مناطق الحد الجنوبي.
بدا واضحا أن القرارات العسكرية السعودية والتي شملت أخرى من مستويات أدنى وأخرى سياسية واقتصادية جاءت في إطار ترتيب أوضاع مرتبكة تماما وخصوصا مع الانتكاسات التي واجهها النظام السعودي في عدوانه على اليمن، وعجزه عن حسم أيام من معارك الجبهات الداخلية وجبهات ما وراء الحدود رغم الإمكانيات الهائلة التي جندها لهذه الجبهات والتي سجلت في الأيام الماضية خسائر كبيرة في صفوف كتائب الجيش العائلي السعودي وكتائب المرتزقة في ظل استمرار السيطرة العملانية لقوات الجيش واللجان الشعبية في مسرح العمليات في جبهات الداخل وجبهات ما وراء الحدود في آن.
قرارات الإطاحة الأخيرة بالقادة العسكريين شملت الحصول على موافقة مكلفة من السلطات الباكستانية على إرسال كتيبة متخصصة من الجيش الباكستاني للقيام بمهمات تدريب كتائب الجيش السعودي العائلي وإعادة العلاوات التي أسقطها النظام السعودي في وقت سابق عن جنوده ومنحهم راتب شهرين آملا إحداث تغيير في مسرح العمليات العسكرية في مناطق العمق السعودي مع استمرار قوات الجيش واللجان الشعبية في التوغل فيها وتنفيذ عمليات نوعية بمختلف تشكيلات القوات المنتشرة هناك.
هذه الخطوات وغيرها لم تعد تخفي المحاولات المريرة لآل سعود في لملمة حال التدهور الحاصلة في صفوف كتائبهم العسكرية ولا سيما في جبهات الحد الجنوبي وكذلك الحال في جبهات العدوان الداخلية في اليمن.
ربما توقع العدو السعودي ان تقود هذه الخطوات إلى حصول فارق في العام الثالث للعدوان وهي أوهام على كل حال فمن عجز عن تحقيق شيء في اليوم الأول أو الشهر الأول أو حتى العام الأول لن يكون بإمكانه احداث تغيير في المعادلة في العام الثالث مع فارق الاستعداد والجهوزية والحشد قياسا بوقع المفاجأة التي أحدثها العدوان السعودي في أيامه الأولى.
المرجح أيضا أن هذه التغييرات لن تتجاوز إطارها الشكلي خصوصا وأن فهد بن تركي الذي سبق له خلال عامين من العدوان قيادة ما يسمى العمليات الخاصة للتحالف إلى جانب عمله قائدا للقوات الخاصة السعودية التي تكبدت خسائر وهزائم كبيرة في أولى محاولاتها الدخول إلى الأراضي اليمنية في جبهات مارب ونهم وغيرها، كما جرب حظه في جبهات ما وراء الحدود وذاق ويلات .
بالمقابل فإن تعيين النظام السعودي ناطق تحالف العدوان احمد عسيري في منصب نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السعودية بدا أنه يستهدف تفعيل النشاط المحموم للمخابرات السعودية في تحريك وتنشيط الخلايا السرية للعدوان وطابوره الخامس، سواء في عمليات الإسناد المخابراتي من الأرض لعمليات تحالف العدوان في الجبهات الداخلية، أم في تحديد الإحداثيات لطيران العدو أم في صناعة الأزمات الداخلية وإشاعة الاضطرابات، والمضي في برامج التجنيد للمرتزقة لحماية الحدود الجنوبية للعدو.
كل هذه الأهداف وغيرها لا شك لن تتجاوز حدود الأمنيات بعدما أبدى الشعب اليمني استعدادا كبيرا لمواجهة كتائب الخلايا السرية والطابور الخامس المساند للعدوان مسنودا بتحرك رسمي للمواجهة في هذه الجبهة التي طالما ظلت مناطق ضعف خلال أكثر من عامين على العدوان.

قد يعجبك ايضا