*الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي فاروق مطهر الروحاني لـ (ٹ):
*الجبهة الداخلية متماسكة.. والتأييد الشعبي يزيدها صمودا وقوة
حاوره/ جمال الظاهري
(إلى أن يحكم الله بيننا وبين القوم الظالمين).. آخر عبارة ختم بها فاروق الروحاني – الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي هذا اللقاء كإجابة على سؤالنا له عن المدى الزمني الذي يستطيع الشعب اليمني مواصلة الصمود وتحمل تبعات الحصار وهو يكمل العام الثاني من العدوان بقيادة السعودية..
اللقاء كان حافلا بالكثير من القضايا, فقد تطرق فيه إلى المستجدات الراهنة , ورؤية القوى السياسية المناهضة للعدوان للمستقبل ..كما سألناه عن الخيارات المتاحة, والبدائل, وخرجنا بالتالي:
* كيف تقرأ المشهد في ظل حصار نال من80% من الشعب اليمني , واحتلال يفرض سيطرته على محافظات الجنوب؟
– أكثر من 80% من السكان يرزحون تحت ضغوط عسكرية واقتصادية ونفسية هائلة هذا صحيح, لأننا نواجه تحالفا عدوانيا سعوديا أمريكيا قذرا, فمنذ بدأ عدوانهم وهم يستخدمون مختلف أنواع الأسلحة المتطورة الفتاكة والمحرمة دولياً, دمروا مقدرات البلاد واستهدفوا كل شيء, عملوا على فرض حصار اقتصادي خانق واستخدموا كل الوسائل, المشروعة وغير المشروعة, نقلوا البنك المركزي, ولم يفوا بالتزاماتهم بتسليم مرتبات موظفي الدولة إلى التاريخ, نكثوا بكل التعهدات, وانتهكوا القوانين الدولية والأعراف والشرائع السماوية والقيم الأخلاقية.
قوى العدوان تحاول تنفيذ مشروع الأقلمة بالقوة العسكرية في محاولة لتقسيم اليمن إلى كنتونات على أساس مذهبي ومناطقي تحت مسمى الأقاليم تنفيذا للمخطط الذي شنوا الحرب من اجل تحقيقه بعد أن فشلوا في تمريره عبر مخرجات الحوار, كل هذا سينتهي بانتهاء العدوان، وما يجري اليوم في أبين وشبوة والضالع, وقبلها في حضرموت وعدن وجزء من البيضاء من تسليم لهذه المحافظات للجماعات الإرهابية كي تعبث بها لن يستمر, لأن تلك الفصائل وتلك الميليشيات ليست كما يسموها بالجيش الوطني وإنما هي فصائل تتبع الإمارات والسعودية وغيرهما من دول العدوان وتدين بالولاء لمن يدفع أكثر ناهيك عن القوات الغازية المرتزقة المستجلبة إلى تلك المناطق التي يحكمها المال وقانون الغاب, ولن يكون ذلك لهم مادام وشعبنا الحر يتصدى لتلك المشاريع المدمرة للأوطان والشعوب, ووحدة الشعب من سيقرر المصير.
* وكيف تقيم الأداء العسكري والسياسي للقوى السياسية المقاومة للعدوان ممثلة بالمؤتمر وأنصار الله وحلفائهم ..؟
– كان العدوان يراهن على خلخلة الجبهة السياسية التي بدورها ستعمل على خلخلة الجبهة العسكرية المتماسكة, ولكن الحكمة اليمنية تجلت أمام الجميع وعززت التوحد بمشاركة من مختلف القوى والمكونات السياسية والاجتماعية الوطنية تحت مظلة المجلس السياسي الأعلى الذي كان لأنصار الله والمؤتمر الدور الكبير في تشكيله.
الجبهة السياسية الداخلية متماسكة وقوية في وجه العدوان ويعزز ذلك التأييد الشعبي الواسع، وسيستمر هذا الأداء وهذه الوحدة ما استمر العدوان وإلى أن يتم تحرير اليمن بأكمله من المحتل والجماعات المتطرفة.
* هل لدى القوى الوطنية خيارات أخرى غير الاستمرار في قتال العدو؟ وما هي هذه الخيارات؟
– كل يوم يمر على شعبنا والعدوان مستمر إنما هو إيذان بانتحار قوى تحالف العدوان وحلفهم ومرتزقتهم على ضفاف سواحلنا وشواطئنا وعلى رمال صحارينا الشاسعة ووسط ودياننا السحيقة وعلى مرامي جبالنا الشامخة، وليس لدى العدوان اليوم سوى أن يستمر في حصاره الاقتصادي من أجل كسر إرادة شعبنا وإجباره على الخضوع والاستسلام وهذا ما لا يكن ولن يكون.
وبالنسبة للخيارات, فدائرة التصنيع العسكري والقوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية قد أثبتت أن خيارات شعبنا في التصدي للعدوان والدفاع عن وطننا خيارات مفتوحة وأصبح لدى شعبنا صواريخ تطال ما بعد الرياض, أي أن عواصم دول العدوان وقواتها أصبحت وستصبح تحت مرمى الصواريخ اليمنية إن لم تتعقل تلك الدويلات وتوقف عدوانها.
ومن جانب آخر وعلى المستوى الميداني فلم تستطع قواتهم تحقيق شيء منذ عامين, وقواتهم ومرتزقتهم يمنون بخسائر فادحة وتكاليف باهظة, وما كشف عنه من الطائرات المسيّرة يعد إنجازا كبيرا حققته دائرة التصنيع العسكري للجيش اليمني واللجان الشعبية, وأيضاً إعلان الاكتفاء من تصنيع الذخيرة الخاصة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والمدفعية من قبل رئيس المجلس السياسي الأعلى لإنجاز كبير يعزز من صمود شعبنا, ومن خياراته.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي, فهناك لجان مشكلة من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ تعمل على التخفيف من آثار الضغط والحصار الاقتصادي, ومن ما تم البدء به من إجراءات فقد شرعت الحكومة بتدشين البطاقة التموينية لتوفير السلع الأساسية للمستهلك اليمني من موظفي للقطاعين المدني والعسكري.
* هل فعلاً هناك صراع بين القوات الغازية في عدن وبقية المحافظات الجنوبية؟
– صراع المصالح والأجندات المتعددة على الأرض اليمنية, ومن جانبنا لا يهم إن كان الصراع الدائر بينهم صراع حقيقي أو إعلامي وما يهمنا هو أن ندرك أن جميعهم معتدون ومحتلون لأرضنا، وما يحدث بينهم من صراعات كالتي حدثت في مطار عدن وجزيرة سقطرى وميون وغيرها من المناطق اليمنية إلا دليل واضح على أن تلك الصراعات ليست من أجل اليمنيين وإنما من أجل تنفيذ اجنداتهم ومصالحهم الخاصة، وأن ما تسمى بالشرعية ليست إلا وهما وذرا للرماد على العيون.
* أين يأتي الدور الأمريكي في كل هذه الفوضى؟
– أمريكا لا شيء.. وهي كل شيء.. بالنسبة للأعراب وفي هذا العدوان والحصار الغاشم، فأمريكا اليوم تقتل الشعب اليمني بدون أي مبرر أو مسوغ، وفي ذات الوقت تعمل حكومة (ترامب) على التنصل من مشاركتها في هذا العدوان, وتقدم نفسها للعالم بصورة مغايرة وأن مشاركتها في العدوان على اليمن تقتصر على محاربة القاعدة وليس الشعب اليمني، وبالنسبة لنا فإننا نعتبر هذا الوصف أخطر من الأسلوب الذي سبقه, كونه يمهد للقوات الأمريكية المشاركة بشكل مباشر في احتلال واستباحة السيادة الوطنية لليمن, بذريعة محاربة الإرهاب.
* هل يحق للمجلس السياسي والحكومة أن يتنصلا عن أداء واجباتهما بحجة العدوان والحصار؟
– لو كان هناك تنصل لطالبنا الحكومة أن تقدم استقالتها ولمارسنا الضغوط من أجل سحب الثقة عنها تمهيداً لمحاسبتها, ولكن الأمر ليس بهذه البساطة وليس كما يتم تصويره، فنحن جميعاً نعلم الظروف التي تشكلت خلالها الحكومة والأهداف التي من أجلها تم تشكيلها, ونعلم المصاعب والعقبات التي تواجهها, وعلينا جميعاً أن نكون عوناً وسنداً لهذه الحكومة ولأعضائها لتجاوز الصعاب ولتنفيذ الواجبات التي تقع على عاتقها وفقاً للبرنامج الذي قدمته للبرلمان والتزمت بتنفيذه, وفقاً للإمكانات المتاحة، ولو ثبت أنها تهاونت أو قصرت في تنفيذ ما التزمت به فيجب أن تحاسب, كون المرحلة التي تمر بها البلاد والأوضاع التي يمر بها المواطن لا تحتمل أي تهاون أو تقصير.
* ما هي أقل الواجبات التي على الحكومة الوفاء بها؟
– العمل على تفعيل المؤسسات الخدمية والإنتاجية للرفع من مستوى إيرادات البلاد وتثبيت سعر العملة الوطنية لتوفير السيولة النقدية التي تغطي بند المرتبات والأجور كون الشعب اليمني مهددا بالمجاعة جراء العدوان والحصار الشامل والجائر المفروض عليه من قبل العدوان، وكذلك النهوض بالعملية التعليمية كونها الرافد الحقيقي للوطن.
* الساحل الغربي يشهد مواجهات شرسة كيف ترى النتيجة؟ وما أثرها على المشهد اليمني؟
– ما يتعرض له الساحل الغربي من هجمة شرسة من قبل العدوان ليس إلا محاولة للسيطرة على أحد أهم المناطق الساحلية المطلة على أحد أهم ممرات الملاحة الدولية وهي باب المندب ومن أجل تضييق الخناق على الشعب اليمني عبر إغلاق آخر منفذ يدخل منه الدواء والغذاء والمشتقات النفطية, وقطع شريان الحياة الوحيد المتبقي للشعب اليمني، ومن هنا تتجلى أهمية الشريط الساحلي ونعتقد وفقاً للمجريات في المناطق الخاضعة للعدوان أن الشريط الساحلي الغربي لليمن يراد تسليمه للجماعات المتطرفة والإرهابية, واستخدامه كوسيلة لابتزازنا وللسيطرة على خط الملاحة الدولي الهام.
والهجمة الشرسة التي يتعرض لها الساحل الغربي والذي يقابل بصمود أسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية دليل واضح على قبح أهداف العدوان, والشعب اليمني لن يسمح بخنقه ولن يقبل بأن تكون اليمن أرضا خصبة للإرهاب, أو أن تكون أراضيه منطلقا لأي تهديد أو خطر على خط الملاحة الدولية وللسفن التجارية.
* هل أنت مع من يقول إن لا خيارات لدى من يتصدون للعدوان وأنهم يراهنون على الوقت وعلى تغير المواقف الدولية؟ أو حدوث انشقاق في صفوف التحالف؟
– ونحن نعيش الذكرى الثانية لهذا العدوان الغاشم وشعبنا اليمني يتصدى للعدو من منطلق تمسكه بقضيته وإيمانه بمظلوميته رغم ما يمتلكه من قوة متواضعة مقابل ما تمتلكه قوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي وحلفاؤهم من ترسانة عسكرية ضخمة وأموال وإعلام مسيطر على أكثر من 95% من الإعلام العالمي وغير ذلك من الإمكانات التي تؤهلهم لاحتلال أي بلد يشاءون, ومع ذلك ها هو شعبنا يحطم تلك القوى ويدحرها ببندقيته ويدوس على عظمة ترسانتها الحربية بقدمي المقاتل اليمني العاريتين، وهاهم أبطال الجيش واللجان الشعبية يبرهنون للعالم أن الفوز بالرهانات لا يعتمد على حجم القوة وضخامة العتاد, بل إن الرهان على الله وعلى الإيمان بعدالة القضية ومظلومية الشعوب, وشعبنا الذي صبر وصمد وضحى قادر وسيكسر قوى الاستكبار والطغيان ويمرغ حشودهم وعتادهم وأسطورتهم العسكرية في التراب.
* كيف تقيم مواصلة الشعب اليمني صموده وتحمل كل هذه الضغوط على مدى عامين؟
– بالنسبة لنا نحن نسأل كم من الوقت يستطيع العدوان السعودي الأمريكي وحلفاؤه مواصلة هذا العدوان والحصار الغاشم وتحملهم للهزيمة تلو الهزيمة وللخسائر التي يتكبدونها على مختلف الأصعدة، وأما بالنسبة للشعب اليمني, فإلى أن يحكم الله بيننا وبين القوم الظالمين سنصمد حتى النصر.