سيناريو مرعب في انتظار النظام السعودي

> بعد أن وصل عدوانه على اليمن إلى طريق مسدود

الثورة/..
وصل النظام السعودي وحلفاؤه إلى قناعة كاملة بأن عدوانه الغاشم وغير المبرر على اليمن منذ مايقارب العامين لم يعد يجدي نفعاً بعد أن وصل الى طريق مسدود وأصبحت الجرائم التي يرتكبها هذا النظام المتغطرس بحق الشعب اليمني وبنيته التحتية وقتله الآلاف من المدنيين الأبرياء في عموم محافظات الجمهورية ، طوقاً من نار يلتف حول عنقه وجرائم إبادة ستظل تلاحقه ولن تسقط بالتقادم.
الانتكاسة الاقتصادية التي شهدتها المملكة منذ تولي سلمان مقاليد الحكم خلفاً للملك عبدالله بن عبدالعزيز ، رافقها ارتفاع اسعار المشتقات النفطية وخفض الراتب واصدار العديد من قوانين التقشف وإلغاء مئات المنح الدراسية لمبتعثين سعوديين بالخارج، كل تلك الانتكاسات سببت تذمراً غير مسبوق في أوساط الشعب السعودي الذي تعود على الرفاهية ، وبدأ الغليان يطرق أبوابه وباتت صوره تتضح جلياً يوماً بعد يوم لدى العامة، الأمر الذي سبب حرجاً شديداً لدى النظام السعودي ، ما دفع بولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان إلى إطلاق مبادرة اقتصادية 2030م تتضمن موارد جديدة بعيدة عن النفط الذي شكل انخفاضه الكبير خلال الأعوام السابقة ضربة موجعة لنظام آل سعود الذي يعتمد 100% في موازنته على موارد النفط، حاولت المملكة تجاه هذه النكسة إطلاق العديد من القرارات الجديدة للبحث عن موارد جديدة منها فرض رسوم مجحفة بحق الوافدين والمغتربين ، إضافة إلى توقف العشرات من المشاريع الحيوية في المملكة.
التقارير الاستخباراتية الغربية كشفت عن حجم الانفاق المادي الكبير التي يدفعها النظام السعودي لتمويل الجماعات الارهابية والتكفيرية ومسلحي داعش الممولة من قبل المملكة في سوريا وليبيا والعراق وغيرها من بلدان العالم التي أصبح الفكر الوهابي المتشدد يشكل خطراً عليها، لاسيما أن العمليات الارهابيه التي شهدتها مؤخراً عدد من الدول الاوروبية جلهم ينتمون للمراكز الدينية المتطرفة التي أنشأها النظام السعودي ويمول بقاءها بقوة من أجل نشر ثقافة الفكر الوهابي الدخيل على الإسلام والمسلمين.
جاء تصنيف المملكة السعودية بالمرتبة الثانية العام المنصرم من حيث مشتروات الأسلحة ومنها الاسلحة المحرمة والعنقودية المشتراة من بريطانيا، ما يعزز استمرارها في العدوان البربري والهمجي على اليمن والذي يدخل عامه الثالث ودعمها الكبير واللامحدود لمقاتليها ومرتزقتها سواء من الداخل أو من جلبتهم من الخارج للقتال في اليمن ، حيث يأتي هذا الانفاق الكبير والخسائر البليونية التي تنفقها مملكة الإرهاب في زرع بذور الفتنة وصناعة الخلافات والشقاق داخل البلدان العربية والإسلامية تتنافى مع ما تدعيه من دور كاذب ومشبوه تجاه خدمة الحرمين الشريفين ، كيف لا وقد هدمت أحجار الكعبة منذ الوهلة الأولى لمباشرة العدوان على اليمن وسقوط أول شهداء فيها فجر يوم الخميس 26 مارس 2015م التي تحل علينا ذكراها بعد أيام.
النظام السعودي الذي باتت تتهاوى أركانه وأصبح المتهم الأول في إدخال المملكة بحروب عبثية مع دول الجوار ناهيك عن دعم وتسليح كل الجماعات الإرهابية والدموية التي صارت كالسرطان تنهش جسم الوطن العربي ، من أجل إرضاء غرور وغطرسة هذا النظام الملطخ بدماء الأبرياء في كل دول العالم ، الأمر الذي أصبحت السعودية تشعر بحجم الورطة التي سببتها لنفسها وكانت في غنى عنها ،كان الملايين من المواطنين السعوديين والشباب العاطلين عن العمل بأمس الحاجة لكل المليارات التي انفقها نظام آل سعود ولم تحقق لهم حتى جزء يسير من أهدافهم الإجرامية والدموية.
وإزاء هذه الورطة السعودية لم يعد أمام هذا النظام سوى البحث عن حلول للخروج بماء الوجة من المأزق الذي يحيطها بعد أن أصبحت أضحوكة العالم الذي خدعه نظام سلمان بأن الحرب في اليمن لن تطول ولن تستغرق أكثر من شهر إن لم يكن 10 أيام، حيث بات يلوح في الأفق أن سيناريو مرتقباً يتم التخطيط له داخل أروقة الأجهزه الاستخباراتية للدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين ، يتضمن إعطاء الضوء الأخضر ودعم ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، لتنفيذ مخطط للإطاحة بحكم والده الملك سلمان بن عبدالعزيز ، والانقلاب عليه والانقضاض على السلطة وهو الأمر الذي سيعود عليه بثلاث فوائد، الأولى هي ضمان وصوله إلى سدة الحكم وتعيين نفسه ملكاً جديداً للمملكة وكأول ملك من الجيل الثاني لأسرة آل سعود ، أما الثانية فهي إزاحة ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف من أمامه خصوصاً وهو يحظى بدعم أمريكي كبير ويعد رجل أمريكا في المملكة وتربطهم به روابط كبيرة خصوصاً فيما يتعلق بقضية مكافحة الإرهاب التي اثبتت كل المعطيات والدلائل والمؤشرات أن المملكة السعودية هي الراعي الرسمي والحصري لكل الجماعات الإرهابية والمتطرفة بالعالم ، أما الفائدة الثالثة التي تعود للشاب محمد بن سلمان من تنفيذه مخطط الإنقلاب فهي الخروج بماء الوجه من الحروب العبثية التي تخوضها المملكة سواء المباشرة باليمن أو التي تخوضها بالوكالة عن طريق دعم الجماعات الإرهابية التابعة لها في سوريا والعراق وليبيا ومصر، حيث يعد الانقلاب المرتقب لبن سلمان هو السبيل الأمثل لوقف كل هذه الحروب التي بدأها نظام آل سعود ولم يستطع الخروج منها ، وهو بالتأكيد سيجد الانقلاب فرصته الوحيدة لوقف هذه الحرب وإلقاء اللوم على والده الملك سلمان وولي عهده محمد بن نايف المطاح بهما، كما أنها فرصته لوقف الانفاق المادي الضخم على كل تلك الحروب وعلى كل الأنظمة المتحالفة معه في حربه والتي تسببت في تكبيد الاقتصاد السعودي خسائر لم تشهد لها المملكة مثيلاً منذ انشائها قبل حوالي 100 عام الأمر الذي دفع بالكثيرين من الأسرة السعودية والشعب السعودي إلى اعتبار حكم الملك سلمان بمثابة لعنة كبيرة حلت على المملكة رافقتها خيبات أمل كبيرة.
يبدو أن خبر انقضاض بن سلمان على الحكم في المملكة صارت تفوح رائحته وصار الجميع متوقعاً حدوثه ويحتاج فقط مسألة وقت كي تتجمع كل الأوراق ، ويؤكد ذلك تلك المغازلة التي جاءت في خطاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل أشهر ، عندما قام بمغازلة الشاب محمد بن سلمان وولي ولي عهد المملكة واصفاً إياه بالشاب الخلوق والطموح ولا تربطه باليمن أي عداوات أو أحقاد مطلقاً ، وكأنها رسالة أراد ايصالها الرئيس صالح لبن سلمان قبل وصوله سدة الحكم.
ربما الأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت التي ربما من شأنها تغيير الكثير من الحسابات والمعادلات.. فلننتظر الغد أوليس الغد بقريب؟!

قد يعجبك ايضا