
الثورة نت/ محمد السيد –
كشف تحقيق استقصائي¡ حول عينة من أحوض المساجد في العاصمة صنعاء¡ عن وجود تلوث وظهور مجموعة البكتيريا القولونية¡ فضلا عن احتمال وجود فيروسات أكثر خطورة في هذه المياه¡ إذا ما توفرت إمكانيات مخبرية أكثر تطورا¡ وفقا لتأكيدات الأطباء الذين تحدثوا في هذا التحقيق¡ الذي اجراه الزميل غمدان الدقيمي ونشرته صحيفة الثورة¡ بإشراف الزميل خالد الهروجي وبدعم من شبكة أريج. حيث أظهرت النتائج في إحدى العينات¡ أن العد الكلي لمجموعة البكتيريا القولونية 2400 خلية/ ملم من مياه هذه الأحواض¡ مقارنة بالمواصفات اليمنية لمياه الشرب غير المعبأة التي تشترط خلوها من مجموعة بكتيريا القولون وبكتيريا “إيشير يشياكولاي” في أي 100 ملم من العينة المختبرة.
والبكتيريا القولونية وكذا ما يسمى «اشرشياكولاي E-coli”¡ هي المسؤولة عن كثير من الأمراض الشائعة في اليمن¡ وخاصة المعوية وعلى رأسها الإسهالات¡ وهي أخطر انواع الملوثات وفقا للأطباء.
ويقول التحقيق بأن الأمر يبدو كارثيا ¡ بالنسبة لأوضاع المغاطس الملحقة بالمساجد القديمةº فمن بين العينات التي خضعت للتحليل المخبري¡ عينتان من مياه هذه المغاطس.. «نسبة التلوث 100%»¡ كما يقول استاذ طب المجتمع الدكتور يحيى رجاء¡ الذي شارك في قراءة نتائج الفحص المخبري¡ وأضاف¡ أن ستة من أصل عشرة أحواض كانت غنية بالخمائر المسببة للأمراض الجلدية.ويوضح الدكتور رجاء: «هذه العينات ملوثة تلوثا برازيا¡ مع ظهور بكتيريا (الإيشريكية القولونية) الدالة على التلوث البرازي»¡ وبالتالي فهذه المياه قد تحمل أيضا أنواعا أخرى من البكتيريا الممرضة كالتيفوئيد والشيجلا وغيرها¡ «لأن ظهور الإيشريكية القولونية فقط في هذه النتائج المخبرية¡ يعكس قدرتها على مقاومة الظروف البيئية¡ ولا يعني ذلك عدم وجود أنواع أخرى من البكتيريا الخطرة¡ في حال توفرت الامكانيات اللازمة لتأمين الإجراءات السليمة في تخزين العينات»¡ قال رجاء. ويقول التحقيق¡ يوجد في العاصمة صنعاء 360 مسجدا بها مغاطس كتلك الملحقة بجامع «قبة المهدي»¡ الأمر الذي يعده الأطباء الذين شاركوا في قراءة تحليل نتائج الفحص المخبري¡ بيئة خصبة لانتقال الامراض الجلدية والمعوية¡ كالتسمم الغذائي وعدوى المعدة اللذين تسببهما بكتيريا «اشرشياكولاي¡ السلمونيلا»¡ إضافة إلى مرض الدسنتاريا (إسهال شديد واضطراب في الجهاز الهضمي)¡ الذي تسببه بكتيريا «الشيجيلا»¡ فضلا عن أمراض: الكوليرا¡ الاسكارس¡ التهاب المسالك البولية¡ والحبيبات الملساء¡ والحزام الناري…
تفتقر الحكومة إلى إحصاءات حول عدد المصابين بأمراض جلدية معدية في أوساط السكان المقدر عددهم بأكثر من 23 مليون نسمة. لكن الدكتورة بلقيس جارالله – استشارية أمراض جلدية – تقول إن 80% من المترددين على أحواض الوضوء في المساجد¡ مصابون بفطريات القدم.
وإلى جانب «ثآليل القدم»¡ تقول الدكتورة جار الله: إن الفطريات¡ والالتهابات البكتيرية¡ هي أبرز ثلاثة أمراض جلدية تنتقل بين مرتادي أحواض المساجد بمجرد ملامستها جلد المصلي¡ مؤكدة ان خطر هذه الأحواض الجماعية¡ يتزايد إلى حد إمكانية أن تؤدي بعض «الثآليل» إلى الإصابة بسرطانات الجلد.
التحقيق الإستقصائي الذي حمل عنوان” احواض ومغاسل لإنتاج المرض في بيوت الرحمن ” وتم نشره امس بالتزامن مع صحيفة مارب برس ¡ يعد ثالث تحقيق استقصائي تنشره الثورة بإشراف الزميل خالد الهروجي¡ حيث تم نشر تحقيقين سابقين للزميلين وديع العبسي مدير الوحدة الاستقصائية بالثورة ونائبه الزميل عبد الناصر الهلالي . تحقيق أحواض ومغاسل المساجد¡ نشر على هذا الرابط:
https://www.althawranews.net/pdf/main/2013-05-29/09.pdf