نار أسعار المستلزمات المدرسية.. تلسع جيوب الأسر

> حرب العدوان الاقتصادية تصبغ ملامح الفصل الدراسي الثاني

> الحصار.. ونقل البنك المركزي ..يضاعف أعباء الأسر

> تجار المستلزمات المدرسية يشكون: إقبال الطلبة على الشراء متدنٍ للغاية

> طلاب: بالكاد توفر لنا أسرنا كراسات الدروس والأقلام

استطلاع/ سارة الصعفاني
تعاود مستلزمات المدرسة ضغطها على أولياء الأمور مع بداية الفصل الدراسي الثاني ، لتتواصل معاناة الآباء في توفير احتياجات أبناءهم وبناتهم فيستغل تجار الحروب الفرصة برفع الأسعار متجاهلين الوضع المعيشي المتدهور بتعثر الرواتب للشهر الخامس على التوالي وتردي الأوضاع المعيشية نتيجة العدوان والحصار ونقل البنك .. جشع وغياب رقابة ودور محدود لإدارات المدارس لا يتعدى تلقي معونات فاعلي خير.

في مدرسة الوحدة يوجد 400 طالب عاجزين عن توفير وجبة إفطار، وفي مدرسة الكبسي 150 طالبًا لا يمتلكون مستلزمات الدراسة – لولا تعاون فاعلي خير – ينقص هؤلاء وغيرهم كل متطلبات التعليم والحياة معًا.
ظروف اقتصادية صعبة جراء عدوان وحصار تحالف العدوان السعودي وحلفائه منذ عامين ومعها يلقى الطالب واسرته اشد المعاناة في توفير احتياجاته الضرورية .. أسعار جنونية نتيجة العدوان والحصار والمؤامرة على البنك المركزي.
ارتفع ثمن كرتون الدفاتر مبلغ 3000 ريالاً منذ بداية العام الدراسي فقط حسب كلام باعة المستلزمات المدرسية من11 ألفاً ليصبح اليوم بـ 14 ألفا، ما يعني مضاعفة التكلفة المادية ، فضلاً عن عدم حماس الباعة عن شرائها لهزالة مردود الربح يرون في ذلك استغلالاً من قبل تجار الجملة رغم غياب موارد اقتصادية للأسرة وخوفًا من تكدس هذه المستلزمات لعام آخر تتغير فيه أشكال وألوان الأدوات المكتبية ولقد لاحظنا ندرة المعروض ما يفرض على أولياء الأمور كلفة البحث عنها في مكتبات بعيدة.
عبد الحفيظ الحوصلي صاحب مكتبة لم نجد فيها سوى حقائب مدرسية وأقلام وأعداد محدودة من الدفاتر ، وبسؤاله عن سبب عدم توفير بقية المستلزمات المدرسية قال: المستلزمات المدرسية متجددة الأشكال ما يعني عدم قابلية شرائها في العام الدراسي القادم كما أن هناك مبالغة في سعرها من قبل تجار الجملة بما يفوق القدرة الشرائية للناس في ظروفنا الحالية.
خالد الأعسري صاحب مكتبة الآفاق يقول : لم يعد هناك إقبال على شراء المستلزمات المدرسية حيث يرتاد المكتبة يوميًا عشرات الطلاب و أولياء الأمور، وتبدأ معاناتنا في المفاصلة في السعر، لكن ليس بإمكاننا البيع بخسارة، غالبًا يشترون نصف ما هو مكتوب في ورقة الطلبات من مستلزمات مدرسية ويختارون ما رخص ثمنه .. تؤلمني نظرات الصغار المتمسكة بما يريدونه من مستلزمات جذابة.
في ذات المكتبة ألتقينا محمد شكري – موظف حكومي – وبرفقته 4 من أبنائه الذي تحدث بأسى بالغ عن معاناته في توفير ثمن مستلزمات التعليم حيث قال : ماذا يفعل موظف لم يستلم راتبه للشهر الخامس لتوفير احتياجات أسرته ! بل كيف يعيش من لا يمتلكون وظيفة .. وضعنا مأساوي حيث لا نجد ثمن كيس دقيق لكن ليس بإمكاننا سوى تلبية احتياجات أبنائنا، بدأت في بيع ما أمتلكه لنتمكن من العيش بتوفير ضروريات الحياة في حدها الأدنى بعد أن استدنت من جميع معارفي .. اليوم بعت دبة غاز لأتمكن من شراء مستلزمات الترم الثاني بما فيها الكتب المدرسية التي توفيرها مسؤولية حكومة.
لمياء العجمي طالبة في الصف الخامس تحدثت عن معاناتها في توفير مستلزمات المدرسة حيث قالت : لم أتمكن من شراء دفاتر جديدة خجلت أن أطلب من أبي لأنني أعرف أنه ليس في جيبه نقود .. يشتري أخي مصروفات البيت ويسافر ليعمل، أعطتني جدتي 200 ريال في حين ما أحتاجه من دفاتر بقيمة 870 ريالاً وحتى حقيبتي القديمة لم تعد تنفع لاستخدامها مجدداً.
شيماء العميسي طالبة في الصف السابع تقول: كثير من زميلاتي أوضاعهن المعيشية صعبة لكن لن تقف إحداهن لتخبر الأخصائية أنها فقيرة أمام الجميع .. المعاناة أهون من شفقة الآخرين.
ويطرح البعض فكرة تنفيذ وزارة التربية والتعليم مشروع طباعة دفاتر وصناعة مستلزمات المدرسة ليحصل عليها الطالب بسعر معقول لتخفيف المعاناة التي انتجها العدوان والحصار.
وطبعت وزارة التربية والتعليم عشرين مليون كتاب فقط من حوالي خمسين مليون للفصل الدراسي الأول ، وتأمل توفير 50‎‎% من كتب الجزء الثاني حسب كلام نائب المدير العام التنفيذي لمطابع الكتاب المدرسي محمد زبارة .. فكيف واقع التعليم إن لم تتوفر جميع متطلباته؟
هنا يجدر التأكيد على أهمية تجاوز معوقات التعليم ووضع حلول لمشكلة غلاء أسعار المتطلبات الدراسية المتجددة كل فصل دراسي وتدشين مبادرات مجتمعية ورسمية تخفف من هذا العبء.

قد يعجبك ايضا