اتخذ النائب أحمد سيف حاشد مكانا يتوسط الصف الأخير من قاعة البرلمان وهناك جلس مديرا◌ٍ ظهره إلى منصة هيئة رئاسة المجلس وموليا وجهه شطر الجدار الأبيض طيلة الجلسات واضعا على فمه قطعة قماش سوداء تعبيرا عن الاحتجاج لعدم تسليم الداخلية للجنود الذين يتهمهم بالاعتداء عليه أمام مجلس الوزراء أثناء تضامنه مع جرحى المظاهرات السلمية المطالبين بالسفر للعلاج بالخارج .
النواب كانوا قد شكلوا لجنة لمتابعة ما حدث وتوصلت اللجنة التي يرأسها عبدالله المقطري إلى أن القضية أصبحت في النيابة وبالتالي يصبح دور المجلس هنا محدودا◌ٍ حيث لا يؤثر على قرارات القضاء وفقا للدستور , إلا أن حاشد لم يقتنع بهذه الإجابة على ما يبدو وطالعنا الأسبوع الماضي بسلاسل تقيده من أعلى رأسه في وضع يبعث على الحزن قبل أن يخترع طريقة الكرسي الموجه نحو الحائط والصمت .
وإن كانت طريقة تعبيره مبعث تعجب للبعض فإنها مصدر جيد للتعبير لدى آخرين. وقال الزميل نبيل عبدالرب رئيس رابطة الصحفيين البرلمانيين وهو يوجه نظره نحوه انه أسلوب أفضل من أن يذهب ليقطع طريقا◌ٍ أو يعتدي على مصلحة عامة لقد عبر عن احتجاجه بطريقة مدنية راقية ما تزال عيني عبدالرب ترمقان الرجل الخمسيني آخر القاعة والذي لا يمل النظر في جدار طلائه قديم .
وشهد صباح السبت إضافة جديدة لحاشد فحين تحدث إليه احد زملائه في المجلس خلع “الشميز” الذي يرتدي وظل لوقت طويل مكتفيا “بالفنيلة ” الداخلية ولم يتضح لنا ماذا قال له زميله حتى يحتج عليه بالخلع .
ولا احد في البرلمان يتوقع ماذا سيفعل حاشد غدا للاحتجاج حسب احد الأعضاء وهل سيخترع المزيد من الأفكار للتعبير عن غضبه تجاه الجنود .
Prev Post