القطاع الخاص والدور الغائب!
عبدالسلام الحربي
لقد جعل الله سبحانه وتعالى حب الإنسان لنفسه كحبه لحياته ودينه القويم وسنته النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم وجعل حب الانتماء لأرضه ووطنه جزءاً من إيمانه.. بأعتباره منبع الوجود وأساس الحياة بكل أعمالها ومجالاتها ومرافقها.. في الحاضر والمستقبل.
ومن أجل كل ذلك.. فإن واجب كل إنسان كان كبيراً أو صغيراً تجاه وطنه واجب وطني مقدس في الحفاظ على أرضه وحدوده وأمنه واستقراره وتطوره ورقيه وازدهاره وتقديم الغالي والنفيس من أجله وفي سبيله على الدوام وفي كل الأحوال والظروف التي تعترضه من الخارج أو حتى من الداخل.
وما تشهده بلادنا وأبناء الشعب اليمني منذ عامين من عدوان سعودي أمريكي وعربي غادر وجبان استهدف اليمن الأرض والإنسان.. دمر الاقتصاد الوطني وألحق الضرر في كل مجالات الحياة العامة والخاصة. وفرض الحصار الاقتصادي على بلادنا من كل المجالات البرية والبحرية والجوية أدى إلى ظروف إنسانية صعبة وأثر تأثيراً مباشراً على الأداء الوطني والإيراداي العام الذي كان الرافد الأساسي للدولة والخزينة العامة لها في تغطية مهامها وواجباتها تجاه أبناء شعبنا.
الأمر الذي أدى إلى تأخر صرف الرواتب لأكثر من شهر.. أضف إلى ذلك قيام رجال المال والأعمال في القطاع الخاص بسحب الودائع المالية من خزينة البنك المركزي اليمني تحت دواعي العدوان وأسباب أخرى في نظرهم، وهو ما أدى إلى تدهور الاقتصاد الوطني .. في الوقت الذي يفترض في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن أن يكون لهم موقف وطني يحسب لهم ويسجل للتاريخ.. لأن المرحلة تفرض وقوف أصحاب القطاع الخاص إلى جانب شعبنا كواجب وطني تفرضه روح الولاء والانتماء لليمن وبما يعزز الصمود في وجه قوى العدوان ويقوى الجبهة الداخلية في مواجهة المخاطر والمؤامرات المحدقة بأبناء شعبنا من كل حب وصوب.
وما يبديه أبناء شعبنا اليمني العظيم من صمود أسطوري على كل الأصعدة الوطنية وانتصارات يومية على أرض الميدان ومحاور المواجهات وتضحيات رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية.. انتصار للشعب اليمني كل الشعب من دون استثناء، الذين أذهلوا العالم أن اليمنيين هم شعب الانتصارات واليمن مقبرة الغزاة لكل اعدائها من الداخل ومن الخارج.
إن هذا الصمود اليمني والوحدة الشعبية لكل أبناء شعبنا تستوجب من رجال المال والأعمال في بلادنا أن يكونوا في مقدمة هذا التلاحم الشعبي في تقديم الدعم للخزينة العامة للدولة وتحويل إيداعاتهم المالية إلى خزينة البنك المركزي اليمني والذي يمثل الضامن الأساسي لودائعهم والحفاظ على أموالهم وباعتباره قطاعاً مصرفيا حكومياً.. وإدراك أن الدولة ستظل قائمة مهما كانت الظروف والأحوال والنصر قادم إن شاء الله على قوى العدوان وتحالفاتهم في ظل الصمود العظيم لأبناء شعبنا الأوفياء وأصالتهم وعزتهم وكرامتهم التي دائماً لاتعرف الركوع أو الإذلال إلا لله سبحانه وتعالى وفطرة هذا الشعب اليمني الحر الذي لا تخضع لأية إغراءات أو املاءات رغم كل الظروف والأحوال التي قد تعترضهم.
ومن كل ما تقدم فإن الدعوة إلى كل رجال المال والأعمال في القطاع الخاص، نقول لهم فيها إن الوطن ومرحلته الراهنة الصعبة تتطلب منكم الوقوف إلى جانب الدولة في دعم التنمية الوطنية وأن يكون لكم بصمات وطنية واجتماعية في هذا الظرف الوطني الصعب وفي ظل العدوان السعودي الأمريكي على أبناء شعبنا.. بما من شأنه تعزيز الصمود ويقوي الثبات في وجه قوى العدوان التحالفي ويخفف من معاناة المواطن اليمني الاقتصادية والذي بعون الله سبحانه وتعالى وبفضل هذا التلاحم الوطني والشعبي لكل شعبنا سيحمل معه بشائر النصر لليمن.. الأرض والإنسان وإرادتهم الوطنية التي لن تلين وعزيمتهم التي لن تنكسر بإذن الله تعالى.
عاش اليمن حراً أبياً وعاش اليمنيون رمز الشموخ والتحدي والصمود والانتصارات.. ولا نامت أعين الجبناء..
بيت من الشعر:
لا يرتقي شعب إلى أوج العلا
ما لم يكن بانوه من أبنائه