“خواطر كاتب فلسطيني.!!”
حسين البكري
وقفت أمام بوابة «صحيفة الثورة» اتأمل المبنى القديم والحديث وما كان لي فيهما من الذكريات والكتابات, فكلما دخلتُ المبنى أشعر بقداسة المكان وبرهبة كبيرة لأن الكتابة ليست شيئاً سهلاً عادياً أمارسه عن الواقع رغم أني غالباً ما أكتب عنه بصدق لا يعرف المجاملة هي كل همي رغم حاجتي الماسة إليها .
نعم هي تحبني ولا تحبني وفي أغلب الأوقات التي جمعتني بها فرحاً رائعاً كان فرحاً على الدوام يشغلني رغم علمي الأكيد بأني مجرد كاتب وأن الكتابة في كثير من الأحيان تكون سبباً بحرمان صاحبها من العيش وفق أصول الحياة أو تكون سبباً في موته.
وأشد ما يحيرني في أمرها أنها لا تدافع عنه في أوقاته الصعبة والحرجة وعلى وجه الخصوص إن كانت يده نظيفة وقلبه معلقاً بالوطن حينئذ سيجد نفسه دائم الوحدة والانزواء وحين يموت قليلون يسيرون في جنازته.
إن هذه الدنيا يوجد فيها مليارات الأقلام المختلفة الأشكال والألوان غير أن أفكار الكاتب الحقيقي هي وحدها القابلة للنشر أما ادعيا الكتابة لا مكان لهم فيها مهما بلغ نفوذهم فأنا شخصياً قد عرض على رجل ثري مغرور ومتكبر أن أكتب باسمه مقالاً, أي مقال, وانشره باسمه مقابل مبلغ محترم من المال فأضحكني وقلتُ له يا رجل كن عاقلاً الكتابة ليست بطاطة سخنة ولا كباب مشوي تستطيع شراءه! .
أنا حين أكتب أطير دائماً معها إلى بلادً كثيرة ليس شرطاً أن تحترمني ككاتب عربي من فلسطين غير أني انصفها بما وجدته فيها من ديمقراطية وحرية, أنها البلاد التي تحترم الإنسان الأوروبي وحقوقه بينما هي التي تسعى على الدوام لقتل الإنسان العربي وحقوقه بل هي أوروبا وإسرائيل الذين يخططون وينفذون عمليات قتل للعرب والمسلمين على يد العرب والمسلمين أنفسهم ظلماً وجهالة واحياناً عبادة للدولار كما يحدث في يمننا الحبيب هذه الأيام الصعبة.
لذا وجب الانتباه أن جمعيات حقوق الإنسان في الغرب للأسف لا ترى في العربي أنه إنسان, إنها أحلامهم المريضة وتعصبهم الأعمى .. حفظ الله لنا اليمن وجميع بلاد العرب وأسأل الله أن ينصرهم على كل من طغا عليهم وتجبر.
*كاتب صحفي فلسطيني