*بين المجازر البشعة والقنابل العنقوديـة.. انتهاكات ضد الإنسانيـــة
*الرقم الصعب والمعادلة الأقسى في زمن العدوان
50 % من جرائم العدوان تستهدف صعـدة
تقرير/صلاح الشامي
لم يعد في منازل صعدة من سكانها إلا القليل.. الكثير نزحوا، والكثير سكنوا الجروف “الكهوف”، “إنهم فتية آمنوا بربهم” فاستهدفتهم آلةُ العدوان قتلاً وتنكيلاً، شبابهم في الجبهات يدافعون عن سيادة الوطن، ونساؤهم وكهولهم في ما تبقى من المزارع والحقول يزرعون الأمل لفلذات أكبادهم القادمين من شرفات الوعد الأخضر .. مهيئين لغد أنضر..
صعدةُ الجرحُ النازف والأمل الجارف.. صعدةُ الحزنُ والفرح، الوعدُ والوعيد، صعدةُ.. قلبُ اليمن وضمير الأمة.
صعدةُ التي لا تتوقف طائرات العدوان عن استهدافها ولو ليوم فما إن تضجُ في سمائها حتى يئن طفل أو طفلة من أبنائها، أو تنوح أم أو أخت.
ومنذ إعلان صعدة هدفاً عسكرياً وحتى ما قبله يوم الجمعة 19 رجب 1436هـ. 8 مايو 2016م .. وصعدة تتلقى الحظ الأوفر من صواريخ وقنابل العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني القذر.
كل اليمن جريح بعدوان الجارة وحلفائها إلا أن جراح صعدة فاق الجراح.. وهي عاكفة على تضميد جراح اليمن – كل اليمن، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد شهدت اليمن في 2015م عشرات آلاف الطلعات الجوية ومئات المجازر البشعة التي تعد جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، لكن صعدة استأثرت باهتمام كبير من قبل قادة العدوان.. ما جعل صعدة هدفاً لحوالي 50% من غارات العدوان.
وفي 2015م أيضا استهدفت اليمن بأكثر من 60 واقعة استهداف بالقنابل العنقودية، كان حظ صعدة منها 33 واقعة استهداف.. راح ضحيتها 12 مواطناً بينهم أطفال وجرح 51 آخرون بينهم نساء وأطفال.
وفي 2016م استهدف المدنيون اليمنيون بأكثر من “426” مرة بالقنابل العنقودية، نالت منها صعدة حظ الأسد، بالإضافة إلى القنابل الضوئية والفراغية والنيترونية، والقنابل الإنشطارية، وقنابل الفوسفور الأبيض.. استشهد بسببها العشرات وأصيب العشرات أيضا.
إن مديريات صعدة رغم الجهود الخرافية “للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام” والذي فقد ثلاثة من كوادره، منتصف العام الماضي 2016م في انفجار قنبلة عنقودية أثناء عملهم على تنظيف المناطق المستهدفة من هذه القنابل، إلا أن صعدة – بقراها وشعابها ومزارعها – أضحت حقول ألغام تهدد حياة المدنيين على المدى الطويل.
لن ننسى أبداً 29 اغسطس 2016م حين استشهد 5 أطفال جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان.. تترواح أعمارهم بين “4 – 7” سنوات، في منطقة أخماس مديرية سحار، ولن ننسى عشرات الشهداء والجرحى والمبتورة أطرافهم بسبب هذه الألغام الهابطة من طائرات العدوان.
لن ننسى كذلك سوق الطلح، وشهداءه وجرحاه.. مجزرة سوق الصلح 11 مايو 2015م.. حين استهدفت عدة غارات ذلك السوق، فدمرته تماماً وتسببت بخسائر كبيرة في المحال التجارية والمخازن الغذائية، وتدمير مخازن وأسواق جمعية السنبلة ومقر الجمعية ومبان سكنية كثيرة، وتدمير شاحنات وسيارات المواطنين.. هذا بالإضافة إلى استشهاد وإصابة عدد من المدنيين.
وفي26 سبتمبر 2016م عاود طيران العدوان استهداف السوق بعدة غارات محدثاً مجزرة.. إذ قتل 10 مدنيين بينهم طفل وأصيب 8 آخرون.. مدمراً السوق مرة أخرى وما جاوره من منازل المواطنين وممتلكاتهم.
ومن أبرز هذه المجازر البشعة الجريمة التي قام بها طيران العدوان بحق المدنيين في منطقة “صبر” مديرية سحار، الأربعاء 3 يونيو، والخميس 4 يونيو 2015م والتي استشهد فيها أكثر من “42” شهيداً وعشرات الجرحى.
والجريمة التي ارتكبها العدوان في منطقة “الجعملة” “المغسل” مديرية “مجز” والتي راح ضحيتها رجل وسبع نساء وعدد من الجرحى.
ومن أبشع جرائمه إلقاء 50 قنبلة عنقودية على مدينة حيدان وضواحيها في 25 /10 /2015م في يوم واحد، استهدفت مدينة صغيرة بـ”50″ قنبلة عنقودية… كأبرز أدلة جرائم الإبادة الجماعية للمدنيين، وجرائم ضد الإنسانية.
ليست مجزرة يوم أمس الأول السبت 22 يناير 2017م في منطقة “آل مغرم” مديرية باقم الحدودية – جديدة من نوعها – حيث استهدف طيران العدوان منزل مواطن بغارة استشهد بسببها 5 من المدنيين بينهم طفلان وامرأة، فشواهدُ إجرام العدو السعودي الأمريكي باستهداف الإنسان اليمني كثيرة وفي هذه أيضا كانت صعدة هي صاحبة الرقم الصعب والمعادلة الأقسى فيها.
فقد استهدفت غارات العدوان مئات المنازل الآهلة بالسكان .. وعلى سبيل المثال لا الحصر: ففي 26 /9 /2016م استشهد 10 مدنيين وأصيب 8 بجروح أكثرهم من الأطفال في غارة شنها طيران العدوان على منزل المواطن حسين أحمد سعيد في قرية “الميفاع” منطقة الطلح.. وكان المواطن الذي استهدف منزله قد استقبل أسرة نازحة من أقاربه، والتي نزحت من مديرية “باقم” الحدودية، إثر تعرض منزلها لغارة من طيران العدوان في وقت سابق لهذه الحادثة.
أثارت هذه الجريمة الأوساط المهتمة بحقوق الإنسان، فقد أدانتها عدة منظمات، نزلت بطواقمها إلى المنطقة المستهدفة لتوثيقها.
وكذلك جريمة العدوان السعودي الأمريكي بحق المدنيين في منطقة “بني معاذ” آل حلحل مديرية سحار، يوم الاثنين 8 /6 /2015م والتي راح ضحيتها 7 شهداء وعدد من الجرحى.
وفي 18 /6 /2016م .. استشهد وأصيب عدد من المواطنين في غارة للعدوان استهدفت منازل المواطنين في منطقة “فلة” مديرية مجز..
جريمة محطة جرمان
الأربعاء 15 /4 /2015م استشهد وأصيب عشرات المدنيين في غارة للعدوان السعودي الأمريكي استهدفت محطة للغاز والبترول في مديرية صعدة محافظة صعدة، كان المواطنون متجمعين حولها للحصول على احتياجاتهم من البترول والغاز، حينما بدأت تلوح أزمة المواد البترولية بسبب الحصار الذي فرضه تحالف العدوان.
جريمة بيت الإبِّي.. 27 شهيدا و4 جرحى
الأربعاء 6 /5 /2015م استهدف طيران العدوان ليلاً منزل المواطن عبدالله الإبي، في حارة الثقافي- بمدينة صعدة، وكان بيت الابي يحوي العديد من الأسر من أهالي عبدالله الإبي، واستشهد في هذه الجريمة 27 من أسرة الإبي بينهم أطفال ونساء، إحداهن استشهدت وهي حامل، بالإضافة إلى إصابة 4 من أفراد الأسرة.
وفي اليوم نفسه الأربعاء 6 /5 /2015م استهدف طيران العدوان منزل المواطن يحيى مانع.. في مديرية كتاف بغارة خلفت 7 شهداء وعدداً من الجرحى، بالإضافة إلى استشهاد 7 مدنيين في منزلهم وجرح 4 آخرين اغلب الشهداء والجرحى من الأطفال، في غارة لطيران العدوان استهدفت منزل أحد المواطنين في مديرية كتاف أيضا.
في ذلك اليوم فقط شهدت صعدة أكثر من 50 غارة من الصباح إلى العصر فقط، سقط فيها أكثر من 51 شهيداً من المدنيين.
وفي2 /11 /2016م استهدف طيران العدوان بيت أحد المواطنين ويلقب بالغيلي، بغارة استشهدت بسببها امرأة وطفلاها وجرح بقية افراد الأسرة.
استهداف البنى التحتية في صعدة
مشاريع المياه:
عمل العدوان السعودي الأمريكي، منذ إعلان صعدة هدفاً عسكرياً على “منهجة” استهداف البنى التحتية عبر غارات تشنها طائراته خلال أقل من أسبوع لاستهداف جانب أو قطاع معين في جميع المديريات ثم تنتقل لاستهداف قطاع آخر في أسبوع آخر، وهكذا..
مثال ذلك ما تم من تدمير كل مشاريع المياه في المحافظة بشتى مديرياتها في أقل من أسبوع.
القطاع الصحي:
القطاع الصحي في صعدة من أكثر القطاعات تضرراً حيث تعمدت الطائرات السعودية تدمير كافة المرفقات الصحية والمستشفيات والعيادات والصيدليات وحتى سكن الأطباء.
وحسب مكتب الصحة بالمحافظة، فإنه يتم توزيع جرحى العدوان الوافدين إلى ما تبقى من مستشفيات صعدة على مستشفيات المحافظات المجاورة، واكتفى ما تبقى من مستشفياتها للإسعافات الأولية، نظراً لخطورة بقاء جرحى فيها، ونظراً لصعوبة الحصول على المعدات والأدوية والمستلزمات الطبية، حيث لم يترك طيران العدوان حتى مخازن الأدوية ومراكز المنظمات الدولية.
قطاع التربية والتعليم:
دمر طيران العدوان أكثر من 120 مدرسة خلال 2015م فقط وضعف هذا العدد في 2016م تقريباً، في استهداف ممنهج للقطاع التربوي.
الاتصالات والمواصلات:
عمل العدوان منذ إعلان صعدة هدفاً عسكرياً على عزل صعدة عن بقية المحافظات، كما عمل على عزل كل مديرية فيها عن بقية المديريات، عن طريق استهداف الطرق والجسور وشبكات الاتصالات، وتقريباً دمر العدوان كل الجسور في محيط محافظة صعدة، محاولاً بذلك منع المواطنين من التنقل والنزوح من منطقة إلى أخرى.
كما استهدف المسافرين في طرقهم، وشاحنات نقل المواد الغذائية، من منتجات المزارع، وشاحنات التجار، وناقلات النفط والغاز.
القطاع الزراعي والصناعي:
عمل العدوان على استهداف المواطنين في مزارعهم، كما عمل بصورة أخرى على استهداف مزارع المواطنين لحرقها، واستعمل في ذلك أسلحة متنوعة، منها الأسلحة المحرمة دولياً كالقنابل العنقودية، والإنشطارية الحارقة، مدمراً آلاف المزارع خلال العامين 2015 و 2016م.
كما عمل العدوان على استهداف كل مصنع ومعمل إنتاجي في إطار المحافظة، لينتهي كل شكل من أشكال الحياة في المحافظة.
الآثار والمساجد والأضرحة:
في محاولة لطمس تاريخ صعدة، عمل العدوان على قصف كل أثر تاريخي وديني متعلق بتاريخ صعدة، فقد دمر العدوان الكثير من مساجدها ومآذنها، ومس ذلك تراثها التاريخي والإنساني، وأضرحتها وشواهدها التاريخية، مثال ذلك استهداف ضريح السيد حسين بدر الدين الحوثي بعدة غارات، كتعبير عن الحقد المنهجي الذي انتجته مدارس التكفير الصهيونية في “نجد”، والذي نفذه آل سعود إلى عدوان غاشم ضد بلد الإيمان والحكمة، تلقت أشُدَّهُ “صعدة” رافعةً علم الأعلام، مضحية بنفسها وأبنائها فداءً لليمن، اليمن الذي لن يكون إلا وفياً لصعدة، وأبنائها مقدراً لتضحياتها.. مواصلاً لمسيرها الجهادي النضالي في سبيل الله والوطن والكرامة.