الثورة نت/غمدان أبو علي
لا تزال هناك قيود وحواجز تفرض على المرأة التهامية في طريق حرمانها من حقها في التعليم والحصول على ما تصبو اليه ، في الوقت الذي أصبحت المرأة فيه لها مكانتها في المجتمع وحازت على مراكز متقدمة على مستوى العالم فهي اليوم تمثل ليس فقط نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله فهي المعلمة والمربية والقائدة والناشطة .
هناك بعض من قصص النجاح لعدد من فتيات الريف بمحافظة الحديدة واللواتي أستطعن أن يساهمن في كسر حاجز الصمت وفتح فصل دراسي للفتيات لإكمال دراستهن والتعاقد مع متطوعات لتدريس الفتيات بعد التنسيق مع الجهات الحكومية, كخطوة أولى لمواصلة تعليم الفتيات الذي حرمن منه خلال سنوات مضت في ظل فداحة العدوان السعودي الأمريكي الذي أستهدف المدارس والمنشآت التعليمية ..
زكية عايض, وإيمان فيل وفادية فرج” فتيات من ريف زبيد عملن ضمن متطوعات مشروع التواصل من أجل التنمية الذي نفذته مؤسسة طيبة للتنمية بمحافظة الحديدة في قرية “الشروخ” التي تبعد عن مركز مديرية “زبيد” حوالي (32) كيلومتراً شرقاً, استطعن أن يقنعن سكان القرية التي تتوسط عدة قرى نائية بافتتاح صف دراسي للفتيات “الصف السابع” وان يتم التعاقد مع متطوعات لتدريس الفتيات بعد التنسيق مع الجهات الحكومية, كخطوة أولى لمواصلة تعليم الفتيات الذي حرمن منه خلال سنوات مضت في سبيل الوصول إلى المقولة الشهيرة ” للفتاة حقها في التعليم مثل أخيها الرجل ” واحدة من “الرسائل السلوكية الأساسية ” التي كانت المتطوعات يقمن بدورهن في توعية مجتمعاتهن لينعكس ذلك على واقعهم كسلوك ملموس. ”
يتحدث الأستاذ “حسن مشعف” – ضابط مشروع التواصل من أجل التنمية بمؤسسة طيبة – عن فكرة المشرع حيث يقول : يعتبر المشروع واحد من أهم المشاريع التي تمولها منظمة اليونيسف وتنفذها مؤسسة طيبة للتنمية في مديريتي زبيد والمنصورية للعام الجاري 2016م, وقد تم تدريب حوالي (100) متطوع ومتطوعة و(80) شخصاً من قادة الرأي المجتمعي في القرى الريفية للمديريتين بينهم خطباء وأئمة مساجد, وذلك للقيام بدورهم في التوعية والتثقيف في المجتمع بالرسائل السلوكية الأساسية المتعلقة بـ”التعليم والصحة وحماية الطفل والمياه والإصحاح البيئي” عبر وسائل وانشطة مختلفة.
ويضيف ” هناك عدد من قصص النجاح المتمثلة في تصحيح سلوكيات مجتمعية وكذا توجيه المجتمع حتى يبحث عن حلول لمشاكله المتعددة, في اطار المشروع ومنها “افتتاح صف سابع” بقرية (الشروخ) حيث حصلت استجابة من المجتمع للأنشطة التوعوية وتم التنسيق مع قادة الرأي والسلطة المحلية وتم التعاقد مع متطوعات لتدريس الفتيات ونتمنى الاستمرارية لهذا النجاح الذي يعد تشجيعاً لتعليم الفتاة في الريف.
من جهتها تقول المتطوعة “زكية عايض” أنه وبعد الدورات التدريبية التي شاركت فيها ضمن المشروع, قامت بالتوعية والتثقيف مع زميلاتها في المجتمع وكان من ضمن الرسائل التوعوية “أهمية التعليم وتعليم الفتاة” وتمت الاستجابة المجتمعية, إلا أن لديهم مشكلة متعلقة بالتعليم حيث يقتصر التعليم عندهم حتى الصف السادس فقط, بسبب عدم وجود مدرسات فتم الاتفاق مع قادة الرأي في القرية والاعيان على ان يتم التنسيق مع متطوعات لتدريس الفتيات وتعطى لهم مكافآت مالية شهرية وتجمع من المقتدرين من أهالي القرية, وتتمنى ان يأتي العام القادم وقد فتحت فصول “ثامن وتاسع” ليتمكن فتيات المنطقة من مواصلة تعليمهن.
أما مدير مدرسة “محمد المطيب” بالمنطقة (أحمد سعد محب) فيؤكد بقوله أنه تم إقبال جيد من فتيات المنطقة منذ اعلان افتتاح الصف حيث بلغ عدد الطالبات المتقدمات (19) طالبة من الفتيات, و (15) طالباً, وبلغ عددهم الإجمالي (34) طالباً وطالبة, مشيراً إلى أن افتتاح الصف يأتي ثمرة لجهود المتطوعات وقادة الرأي بالمنطقة وتعاون مدير المديرية ومكتب التربية والتعليم بالمديرية.
وقال “محب” ان المدرسة ينقصها الكثير من الاحتياجات وهي بحاجة ماسة لوجودها في المدرسة لضمان وديمومة هذا النجاح, وتتمثل الاحتياجات في (إضافة ماسات دراسية أخرى و رفد المدرسة بكادر من المدرسين المتخصصين وتوفير مغاسل لليدين وحمامات إضافية بعيدة عن الفصول الدراسية وتزويد المدرسة بالطباشير والكتاب المدرسي والوسائل التعليمية وستائر للشبابيك) بالإضافة إلى وقوف المنظمات العاملة في المجال التعليمي إلى هذه المدرسة وتوفير النقص الذي تعانيه المدرسة من اجل استمرارية عجلة التعليم في المنطقة.
تتطلع فتيات المنطقة إلى افتتاح فصول دراسية أخرى ليتسنى لهم مواصلة تعليمهم في الصفوف “الثامن والتاسع” وكذا الصفوف الثانوية ليكملن تعليمهن ومن بعدهن الأجيال القادمة. خطوة جبارة من أجل تشجيع الفتاة في الريف, تتطلب هذه الخطوة وقوف السلطة المحلية ومكتب التربية والمنظمات المتخصصة في التعليم لدعمها ومساندتها لتكون نموذجاً لكل القرى الريفية التي لا تزال الفتيات فيها محرومات من التعليم, والتشجيع سيحقق نجاحاً ملموساً على فتيات الريف.