الاحتفال بالمولد النبوي.. وعلماء السوء

العلامة / محمد بن محمد المطاع
بعد الحمدلله الذي أنعم على الأمة الإسلامية بهذا النبي العظيم الذي نحتفل بمولده ونقول اللهم صلِ وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبعد فإن هذا الاحتفال بأفضل مولود على وجه الأرض وأفضل من اختاره الله ليكون خاتماً لرسالته وأفضل أنبيائه ورسله وأفضل من نطق بالضاد ومن أخرج الناس من الظلام والضلال إلى النور مولانا وإمامنا و قائدنا ومعلمنا وهادينا إلى الصراط المستقيم ومصدر شرفنا وفخرنا وهو النعمة الكبرى علينا محمد النبي القرشي الهاشمي اللهم صلِ وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الراشدين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين , كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ,
وإذا كان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها الأكثر حباً لهذا الرسول العظيم يحتفلون بمولده فإنما يعظمون شعيرةً من شعائر الله وأي شعيرة تضارعُ مولوداً حوَّلَ البشرية المتحجرة من عبادة الأحجار إلى عبادة رب البشر ورب الأحجار, ومن عقلية جامدة إلى عقلية بشرية متحركة , ومن تفاهة التملق إلى تلكم الأحجار إلى آفاق التألق , وما أشبه تفاهة أولئك الذين عبدوا الأحجار الجامدة بهاؤلاء الذين يرضخون للأصنام المتحركة وينبطحون للأموال القاتلة و يتركون الشرف النبوي العظيم الذي حمل نعيم الدنيا و الأخرى وراء ظهورهم , وها نحن ولله الحمد نتذوق حلاوة هذا الشرف ونعيش في آفاق رحابه ونسكن في مساكن الذين تمسكوا بهديه وبطاعة خالقه , وأين هم الآن وأين يسكنون ؟ إنهم يسكنون في مساكن طافحة بالإثم و العدوان , ونسكنُ حيث يريد الله لنا أن نسكن , وكما قال الشاعر (إن الذي سمًك السماء بنى لنا … بيتاً دعائمه أعز وأطول) فله الحمد وله المنة , وهل هنالك أعز وأشرف من رحاب الإسلام وهدي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم , إننا نحتفل بمولد نبي عظيم نتذكر كيف عاش هذا المولود وكيف تحمل من المشاق والجور والظلم وصَبر وجاهد في سبيل دعوته التي أمرهُ ربهُ بتبليغها ويسبح لله ويعظمه ويحمده ويقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ,نتذكر بمولده صلى الله عليه وآله وسلم كيف كانت صلاته فنصليها كما صلاها ونقول كما قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ,إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له بذلك أُمرت وأنا أول المسلمين, نتذكر بمولده كيف كانت سيرته التي هي المثل الأعلى وكانت هي النهج الذي أنقذ البشرية من الضلال ,احتفالنا بمولد هذا النبي العظيم يذكرنا بهديه ,إن مدرسة هذا النبي العظيم المدرسة المحمدية هي المدرسة التي يجب على المسلمين جميعاً أن يدرسوا فيها ويتعلموا آدابها ,إذ أن هذه المدرسة مفاتيحها بيد الله وإن كانت المدارس قد تعددت إلا أن المتمسكة تلتقي بمدرسة محمد إلا المدرسة اليزيدة والشجرة الملعونة في القرآن والمدرسة الوهابية ,فإن هذه المدرسة قد جانبت الصواب وانضم إليها مال ضخم من مال المسلمين للإفساد ففسدت وأفسدت وأول دروسها سلخ حصانة المسلمين الموحدين المؤمنين الدارسين في المدرسة المحمدية ,وبدأ السلخ من مدرسة الراكب والسائق على أفضل حاكم على وجه الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الإمام علي كرم الله وجهه وقَتله وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر ,وقتل ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام بطريقة يَندى لها جبين التاريخ , واستمر الحال على ذلك المنوال الجهنمي المخزي ممن كان مستعلياً ومتكبراً يهدد من حوله ويقول: من قال لي اتق الله ضربت عنقه وقال آخر: من حكام هذه المدرسة اليزيدية لو نازعني صاحب هذا القبر لضربت عنقه بسيفي هذا ,ونحن ولله الحمد والمنة متمسكين بمناهج المدرسة المحمدية ولا أقول كل اليمنيين فقد وجد من أبناء هذا الشعب من تأثر بالمدرسة اليزيدية والوهابية حتى أباح قتل اليمنيين ومنهم أباؤه وأمهاته وإخوانه وأخواته وأفتى بأن العدوان القاتل الجهنمي الذي اشترك فيه المنافقون من العرب بقيادة السعودية وبدعم أمريكا وإسرائيل قال: إن التحالف شرعي ويجب استمراره وقال آخر: إن هذا التحالف نعمة من الله , يا سبحان الله كيف سيكون موقفكم بين يدي الله ودماء الأطفال تصرخ في وجوهكم ؟!
قد يقول قائل أن الرسول عليه وآله الصلاة والتسليم وهو لا ينطق عن الهوى قد شهد لليمن بالإيمان والحكمة والفقه نقول نعم وهذا هو الوسام الذي وضعه على صدورنا والذي نعتز به ونجل الرسول ونعظمه , وما هذا الاحتفال إلا من ذاك ولكن الحديث لم يأت بصيغة عمومة ولم يقل كل اليمنيين ,وما تناول إلا المناخ الايماني الذي لا يزال نبضه حتى يومنا هذا في الإمان والحكمة وما دفاع المؤمنين اليوم على الدين والعرض والإسلام و الوقوف ضد اليهود والنصارى والمنافقين والمرتزقة إلا خير شاهد الإيمان , ولا يتناول المناخ النفاقي الذي هو موجود حتى يومنا هذا ويقف في صف العدوان وفي صف السنغال وفي صف أمريكا وصف إسرائيل وصف بلاك ووتر , ياللفضيحة وياللعار فالذي خرج عن المدرسة المحمدية وتأثر بالمدرسة اليزيدية والوهابية قد حُرم من هذا الوسام واغراهُ المال المدنس واختار هذا الموقع المخزي والمخجل , واختيارنا لهذه المدرسة المحمدية ولم نخرج عنها قيد شبر لأننا تذوقنا حلاوتها , ولو فهم المسلمون وتفقهوا واحتكوا بتلاميذ هذه المدرسة المحمدية في اليمن لتوجهوا إلى صنعاء ليتعلموا كيف أخرجت هذه المدرسة من فطاحلة الرجال والنساء , وكيف تمسكوا بنهجها وأخلاقها وبمادئها , وتوكلوا على الله إلى صنعاء وقالوا كما قال الإمام الشافعي يرحمه الله (لا بد من صنعاء وإن طال السفر *** ونقصدُ القاضي إلى هجرة دبر) ولا شك ولا ريب أن الخروج عن المدرسة المحمدية سببهُ أربعة أشياء في العالم الإسلامي ككل
1 – علماء السوء 2 – الحكام الظلمة الطغاة 3 – المال المدنس الذي أعمى البصر والبصيرة 4 – الجهل ?… إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ? , أما علماء السوء فقد تحولوا من ورثة للأنبياء إلى عبيد لحكام الطغاة و جلبوا لهم الأحاديث التي حذر منها الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم إذ قال : (سَيكُذب عليَّ فمن كذب عليَّ متعمداً فليبتبوأ مقعده في النار) وأما الحكام الطغاة فهاهم أمامكم المتحالفون على قتل اليمنيين وهاهم رأي العين , وهل هناك أشد ظلماً وطغياناً من قتل النفس المحرمة ظلماً و عدواناً ؟؟ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سوء التوفيق وسوء الخاتمة , وأما المال فقد أفسد العقول التي لا تؤمن بالأخلاق ولا بحرمة الإنسان وكرامته , وما الصمت الذي تشهادونه على ظلم اليمن إلا من هذه الأموال أما نحن فسيضل نهجه عليه وعلى آله الصلاة والسلام طعامنا و شرابنا و نقول لمن هوايتهم تبديع الناس وتكفيرهم موتوا بغيضكم فنحن ولله الحمد لسنا مبتدعين ولا مكفرين لمن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وما قيل عنا هو كذب و افتراء وهو ممن يصدق عليه قوله تعالى ? إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ? كيف نكفر ونحن ضد المكفرين وقد خرجنا من مساجدهم والتكفير يسيل من أبوباها ولو يعلم الله ونقولها في مناسبة مولد الرسول العظيم لو خرجت أو تخرج من أفواهنا أو من أقلامنا كلمة تكفير لموحد مؤمن لسحبناها وتُبنا إلى الله وإن كان النفاق و المنافقون قد تجاوزت عقوبتهم عقوبة الكفار إذ هم في أسفل النار أما أن نقول لمن يقتل المسلمين الموحدين المؤمنين ويرضى بالقتل العمد فهو من أهل جهنم وقد قلناها وسوف نقولها وها هو القرآن الذي لا يستطيع أحد رده يصرخ ويقول « وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» وفي الأخير أخاطب علماء الإسلام في هذه المناسبة العظيمة وأقول لهم هل يجوز صمتكم على هذه الجرائم التي ارتكبها التحالف بقيادة أمراء آل سعود وبدعم من أمريكا وإسرائيل وغيرهما بدون مبرر ولا سبب ؟؟! وهل غاب عنكم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصرة المظلوم ؟! وكيف سيكون وقوفكم بين يدي الله وأنتم تشاهدون الدماء في اليمن تسيل كالمجرات ؟ رحم الله شهداءنا , وأخذ الله بأيدي المجاهدين و وفقهم وسدد رميهم وأسأل الله الشفاء العاجل للجرحى « رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ».

قد يعجبك ايضا