أين حقوق اليمنيين في ظل العدوان؟

بعد احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان
أكاديميو جامعة صنعاء:

د. الصغير:
لابد من إعادة صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليستقيم مع الواقع
د. الشاحذي:
جرائم الحرب التي تطال اليمنيين من قبل العدوان السعودي وصمة عار في جبين الإنسانية
تيسير:
آليات الأمم المتحدة بحاجة إلى مراجعة لأنها أصبحت مسيرة ممن يدفع أكثر
د. الأكوع:
رغم العدوان لا وجود للجان دولية في الميدان تنقل للرأي العالمي حقيقة ما يجري في اليمن
الشميري:
على المجتمع الدولي والأمم المتحدة مغادرة حالة الصمت المطبق تجاه ما يجري في اليمن
استطلاع / رجاء عاطف
في كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف الـ10 من ديسمبر وتحرص بلادنا منذ سنوات طويلة على الاحتفال بهذا اليوم ..وفي الذكرى الـ 68 لهذه المناسبة يكون قد مر عامان على العدوان الذي يستهدف اليمن..
وبلادنا مصادقة على إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان في وقت نتعرض فيه لانتهاك خطير وغير مسبوق لحقوق الإنسان من خلال جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان السعودي بحق الشعب اليمني أرضاً وإنساناً بالمخالفة لكل القوانين والاتفاقيات الدولية المصادق عليها وهو ما يدعو للتحقيق في هذه الانتهاكات وتقديم منتهكيها للعدالة بدلاً من الصمت المطبق الذي تمارسه الأمم المتحدة والدول الكبرى..
وفي هذا الاستطلاع أكاديميون من جامعة صنعاء يحتفون بالمناسبة و يتحدثون في الذكرى الـ68 لليوم العالمي لحقوق الإنسان عن الانتهاكات التي تتعرض لها اليمن من قبل العدوان والتي تتنافى كلية مع هذا الإعلان الذي يحمل قيما إنسانية خالصة.. فماذا قالوا:
في البداية يقول الدكتور محسن الشاحذي – مدير مركز حقوق الإنسان وقياس الرأي العام بجامعة صنعاء : في كل عام نحتفل وبلدان العالم بالذكرى الـ?? لإحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان وإصدار الإعلان بموجب قرار الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر 1948م ، وأضاف : جاء هذا الإعلان معبراً عن كل حق لكل إنسان في هذه الحياة وفي الأمان الشخصي وفي الحصول على العدل والتعليم والحقوق الأخرى وكان السبب وراء احتفال العالم بهذا اليوم هي الجرائم المرتكبة في الحرب العالمية الثانية ولبشاعة تلك الجرائم وفظائعها وويلاتها أعلن العالم الميثاق لحقوق الإنسان وكان القرار بعدم السماح بانتهاك آدمية البشر وحقوقهم و العبث بكرامتهم وعدم تعرضهم للعنف والعدوان لهذا قرر زعماء العالم إعلان ميثاق الأمم المتحدة وتضمينه حقوق كل فرد في كل مكان .
وتابع: تنتهك حقوق الإنسان وترتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية من قبل دول العدوان في اليمن وهذا انتهاك صارخ للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي سبق أن وقعت اليمن على هذا الاتفاق .
وأشار إلى أنه في حين يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان يرفض مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بتاريخ 29 /6/ 2016م فتح تحقيق مستقل بشأن الجرائم المرتكبة في الجمهورية اليمنية وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بهذا اليوم من كل عام نذكر العالم بأن ما يحدث في اليمن من انتهاكات لحقوق الإنسان وضد الإنسانية ترتكبها قوات تحالف العدوان الغاشم بقيادة مملكة آل سعود فأننا نحمل المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان المسؤولية الإنسانية والقانونية والتاريخية عما يحدث لأبناء اليمن من قتل وإبادة جماعية على يد هذا النظام ودول التحالف ونناشدها القيام بواجبها الإنساني والدولي إزاء هذه الجرائم البشعة التي ترتكب ضد كل اليمنيين في هذه البقعة من أرض الوطن العربي .
ضرورة التغيير
ويوافقه الرأي علي صالح تيسير – وكيل وزارة حقوق الإنسان الذي يقول : تحرص اليمن منذ سنوات طويلة على أن تحتفل سنويا باليوم العالمي لحقوق الإنسان وذلك تأكيداً على أن الإنسان اليمني يحظى باحترام وبالحقوق التي ينبغي أن يتمثلها في حياته اليومية ،وأن اليمن هي من أكثر دول العالم العربي مصادقة على الاتفاقيات الدولية في مجال حقوق الإنسان وقد صادقت على ما يزيد عن ?? اتفاقية دولية.
ويضيف : لولا الكثير من الإشكاليات التي حدثت لبلادنا لكنا قد خطونا خطوات كثيرة وأصبحت اليمن متقدمة في مجال حقوق الإنسان، ولكن منذ وجدت أسرة آل سعود في المنطقة كانت شوكة وعقبة في طريق اليمن، اليوم نرى العدوان الذي تكالبت فيه ما يزيد عن ?? دولة يعني ?? جيشاً عالمياً ونعتبره عدواناً شبه دولي وعدواناً متعدد الجنسيات سخر كل ما يملك من إمكانيات وأسلحة متقدمة ومحرمة دولياً إضافة إلى الأموال التي اشتروا بها منظمات دولية كنا نعتقد في فترة سابقة انها جاءت لتدافع عن حقوق الإنسان وتمثل مؤسسات وآليات عريقة لكن للأسف اليوم نكتشف أن آليات الأمم المتحدة كلها بحاجة إلى تغيير وأنها آليات أصبحت مسيرة من قبل من يدفع أكثر وأصبح المال بديلاً عن القيم وعن الاتفاقيات والحقوق المتفق عليها .
واستطرد تيسير: أنه في هذا اليوم العالمي كنا نتوقع أن نأتي لنعدد الإنجازات التي حققناها للإنسان اليمني في كل مجالات الحياة ولكن فوجئنا منذ عامين بأن اليمن تتعرض لأجبن عدوان في التاريخ الإنساني أجهز على كل حقوق الإنسان التي شملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مبادئه ولا يوجد حق اليوم من حقوق الإنسان التي تتشدق به الأمم المتحدة إلا وتم الإجهاز عليه من قبل دول تحالف العدوان التي تكالبت على اليمن لتجهز على كل القيم، ولم نسمع صوتاً واحداً ولم نر الأمم المتحدة أدانت هذا العدوان بل يتشدقون بالقرار2216.
إعادة صياغة الإعلان
ومن جانبه يقول الدكتور فوزي الصغير – رئيس جامعة صنعاء : إن ما نسمعه اليوم من ضجيج حول حقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليس إلا سيفاً مسلطاً تستخدمه الدول الكبرى والمنظمات الدولية للتدخل في شؤون الدول وخصوصا الدول العربية والإسلامية وكذلك دول العالم الثالث كما يسمونهم لفرض سياستهم وعولمتهم وثقافتهم وإلا متى كانت هذه الإعلانات تنتصر لحق أي شعب مظلوم أو مستضعف في البلاد العربية والإسلامية سواء في فلسطين أو العراق أو اليمن أو حتى في بعض الدول الإسلامية كما حدث في أفغانستان .
وأوضح أن أغلبية دول العالم الموقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم تتح لها المشاركة في صياغة هذا الإعلان ولا في إعداده، كما أن الدول التي قامت بوضع هذا الإعلان كانت في ذلك الوقت تستعبد معظم الدول في آسيا وأفريقيا وغيرهما فكان هذا الإعلان بمثابة صلح بين الدول الكبرى بحق الانتماء لبنودها فقط ولكنه لم يراع حرمة معظم شعوب العالم..
وقال رئيس الجامعة : اليوم الحقيقة واضحة في القرن الواحد والعشرين من خلال ما تتعرض له الأمة العربية والإسلامية وما تتعرض له اليمن من حرب ظالمة وإبادة جماعية عبر كثير من الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب اليمني لذلك نحن نطالب بإعادة صياغة لإعلان حقوق الإنسان من جديد وتتحمل منظمات الأمم المتحدة مسئوليتها في توثيق هذه الجرائم التي تعرضت لها اليمن وكذلك لابد أن يكون من كل الحقوقيين في اليمن دور هام في توثيق هذه الجرائم التي ارتكبت خلال الفترة السابقة ورفعها للمنظمات الدولية وكذلك محاكمة من شارك في العدوان على الشعب اليمني ومطالبتهم في التعويض اللازم للشعب اليمني للأفراد والإنسان وفي كل الجوانب لما سببه العدوان ..
أين اللجان الدولية؟
فيما قال الدكتور إبراهيم الأكوع – أستاذ بجامعة العلوم الحديثة : إننا نواجه عدواناً سافراً من قبل دول تحالف العدوان في ظل صمت عالمي ودولي مخز والذي نستغرب ونستعجب منه انه رغم العدوان وقتل الأبرياء والأطفال لا نجد حتى لجان دولية تنزل إلى الميدان لنقل صورة واضحة للمجتمع والرأي العام العالمي والدولي بمن فعلا يرتكب الجرائم على أرض الواقع وهذا الذي لابد أن يركز عليه المجتمع الدولي حتى يتبين فعلا من هو منفذ الجرائم ومن يرتكب الجرائم في حق الأطفال والنساء والبنية التحتية في اليمن كاملة بدون ذلك فإن المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة مشاركة تماما في الجرائم وهذا يعتبر انتهاكا دولياً ..
حقوق الإنسان تنتهك
ومن جهته يرى المهندس عائض الشميري – وكيل أمانة العاصمة ، والمتحدث باسم منظمات المجتمع المدني انه في اليوم العالمي لحقوق الإنسان يفترض أن نحتفل بما حققته المجتمعات ومنظمات حقوق الإنسان من تقدم لحماية الإنسان ولكن للأسف في هذا اليوم نعاني من حقوق الإنسان أكثر مما نعانيه من العدوان والصمت المطبق من منظمات حقوق الإنسان في ظل العدوان على اليمن ليظل وصمة عار في جبينهم وجبين العالم ، لهذا يجب أن يعاد ترتيب هذه المكونات والاتفاقيات الدولية وإعادة صياغة أدبياتها بحيث تتلاءم لتحقيق حقوق الإنسان، أما الآن فهي ضد الإنسانية ..
وأضاف الشميري: ونحن نشارك في هذه الفعالية الهامة ونرثي جميعاً نحن اليمنيين شهداءنا وضحايانا من المدنيين والأبرياء والأطفال والنساء الذين سقطوا جراء هذا العدوان السافر في ظل هذا الصمت المخزي والمطبق الذي يغضب الخالق والمخلوقات ويعد وثيقة عار في جبين المجتمع الدولي الذي يحتفل بهذه المناسبة، فهذه الأعمال الإرهابية البشعة التي يرتكبها العدوان الغاشم ضد اليمن أرضاً وإنساناً لا تنتمي لدين أو ملة بل هي كفر بكل القيم والمبادئ الإنسانية وخارج الإرادة الدولية وكل الشرائع السماوية .
وعبر عن إدانة منظمات المجتمع المدني للاقتتال والتمنطق بقوة السلاح والارتهان للخارج ، ودعا كل الأطراف لإلقاء السلاح وإيقاف المواجهات المسلحة في كل الجبهات والمدن والمحافظات والشروع الفوري في دعم الجهود الدولية الرامية لإحلال السلام في اليمن من خلال المحادثات البناءة التي ترتكز على المبادئ الوطنية وعلى الثوابت والمصالح العليا لليمن في إطار مشروع مصالحة شاملة لا تستثني أبدا أي دور من الأدوار شريطة ان يسبقها وقف كامل للعدوان.
وزاد بالقول :ما ذهابنا للمحادثات الأخيرة في الكويت أو عمان إلا دليلاً على أننا ننشد السلام لشعبنا اليمني الصابر الذي يتحمل هذا الظلم، مؤكدين أننا سنقف مع كل عمل إنساني ومخلص يسعى بسمو أهدافه ونشاطاته التي ترسخ المنهج الحقوقي العام والارتقاء بالأداء الطوعي غير الرسمي والذي تتحمل مسئوليته منظمات المجتمع المدني كمكون من مكونات المجتمع وفقا للعهود الدولية والإعلانات العالمية والاتفاقيات الإنسانية .
وختم عائض الشميري بمناشدة كل الخيرين ومحبي السلام من مثقفين وأكاديميين وشخصيات اجتماعية ووجاهات مغادرة حالة الصمت والسكون والمشاركة في كل الجهود الوطنية الخيرة على طريق الحل السياسي والمصالحة الوطنية وتحقيق السلام ومطالبة كل المنظمات الحقوقية والإنسانية ببدء تحقيقات دولية ترفض جميع الانتهاكات والجرائم التي ترتكب ضد الشعب اليمني الأبي الصابر ..

قد يعجبك ايضا