عبر لوحات تشكيلية ومجسمات تعبيرية في معرض “الصمود.. ذاكرة العدوان”
الوكيل الحمزي:
العدوان ترك آثاراً نفسية لكنه جعل الجميع يعرف عدوه
المحويت/علي الأهجري
ليست كاميرات التلفزيون والصحف وحدها من وثقت وتوثق جرائم العدوان السعودي المتواصل على اليمن أرضا وإنسانا ومقدرات، العيون والأذهان والوجدان هي الأخرى تفعل وتوثق هذه الجرائم وتعريها بأشكال متنوعة ومنها ريشات وألوان الفنانين اليمنيين وما تشكله من لوحات وأعمال فنية ومتواصلة منذ بدء العدوان وحتى الآن.
ومن هذه الأعمال الفنية التوثيقية لجرائم العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ 20 شهراً ما انتجه فنانو ونحاتو وخطاطو محافظة المحويت من لوحات تشكيلية وخطوطية ومجسمات تعبيرية عن جرائم العدوان والمأسي التي الحقها بمحافظة المحويت خصوصاً واليمن عموماً بقصفه الهمجي للنازل والبنية التحتية والخدمية والصحية والتعليمية والزراعية… إلخ مقومات الحياة.
هذه الأعمال الفنية حواها معرض نظمة بيت الفن في المحافظة باسم “معرض الصمود” ذاكرة العدوانا فتتحه مشرف عام محافظة المحويت فاضل الشرقي ومعه وكلاء المحافظة ومدراء المكاتب التنفيذية في المحافظة.. واحتوى المعرض لوحات فنية رائعة وتشكيلية مميزة عبرت في مجملها عن الصمود الشعبي في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وعن إنجازات الجيش واللجان الشعبية في ما وراء الحدود باتجاه السعودية وفي جبهات الداخل وما سطره المقاتل اليمني من ملاحم استبسال وبطولة جعلت العدو يجر أذيال الخيبة والهزيمة.
كما تضمنت اللوحات صورا وإيحاءات بارزة وثقت تدمير المواقع الأثرية والتاريخية والطرق والجسور وغيرها من البنية التحتية في محافظة المحويت التي استهدفها العدوان السعودي الأمريكي الغاشم ومنها حصن كوكبان الأثري الذي يعود تاريخه إلى ما يزيد عن مئات السنوات والجسور والطرق التي استهدفها العدوان ومنها جسر “لاحمة”، وما يعانيه أبناء المحافظة من صعوبات كبيرة جراء استهداف العدوان .
المعرض احتوى أيضا على منحوتات يدوية ومجسمات لمباني ومنشآت خدمية استهدفها العدوان.
وقد استمع زائرو المعرض إلى شرح مفصل عن محتويات المعرض من المنظمين والفنانين في مجال الرسم والنحت الذين شاركوا في المعرض ووزعت عليهم شهادات تقديرية.
آثار نفسية
“الثورة” واكبت معرض الصمود وأجرت عدداً من اللقاءات.. البداية كانت مع الدكتور عبدالله عباس الحمزي وكيل أول محافظة المحويت حول الأضراراً خلفها العدوان لدى أبناء المجتمع قائلا: العدوان ترك آثاراً سلبية على الجانب النفسي لكنه جعل جميع أبناء الشعب يستشعر العدو الحقيقي لليمن واليمنيين ولقد استطاع الأمريكيون والإسرائيليون أن يعقدوا الأوضاع في المجتمعات العربية وينشروا العنف والخنوع لدى الشعوب العربية من خلال الأنظمة العميلة .
وأضاف الوكيل الحمزي قائلا :أبناء الشعب اليمني لن ينسوا الجرائم السعودية بحقهم وقد توحد الجميع لمواجهة العدوان ولعلنا باحتفالنا بالمولد النبوي الشريف نتذكر صبر النبي وجهاده للباطل وتحمله لشتى أنواع المعاناة في سبيل الله حتى تحقق للمسلمين بناء الدولة الإسلامية وأسسها الأولى .
معرض للذاكرة
عن المعرض قال الحمزي: من خلال زيارتنا للمعرض برز لنا إبداع فنون التشكيل برسمهم صورة واضحة عن بشاعة العدوان على بلادنا وما احتواه المعرض من صور عبرت عن مجازر العدوان واستهدافه للبنية التحتية في محافظة المحويت كذلك تضمن المعرض صورا وإيحاءات عكست المقاتل اليمني في جبهات القتال الداخلية وفي الحدود وهو يثبت رغم سلاحه التقليدي، إنه مقاتل شجاع بطل استطاع أن يحقق الانتصارات الكبرى أمام ولاعات المقاتلين الأشداء من أبناء الشعب اليمني العظيم .
صمود وطن
من جهته، رئيس اللجنة التنظيمية للمعرض إبراهيم عبدالحميد شرف الدين تحدث قائلا: لقد عبرت اللوحات الفنية في معرض الصمود عن وطن صامد عزيز لا يخضع رغم الجراح رغم الدمار وكذلك من خلال الصور واللوحات التي قدمها المبدعون.
وأضاف شرف الدين: جرائم العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي حاضرة في رسومات ومخيلة الفنانين المشاركين في المعرض بل قد تكون هي الغالبة عليه.. فقد خلف العدوان السعودي الأمريكي آثاراً نفسية واجتماعية وثقافية لدى المجتمع اليمني بأكمله وأصبح الناس أكثر تماسكا وعطاء رغم الآلام والجراح والحصار، إلا أن المجتمع اليمني صامد وثابت بكل إخلاص والنصر قادم بإذن الله ولا نامت أعين الجبناء .
جرائم لا تنسى
* أما الشيخ حسين الشظبي، فقد تحدث حول المعرض قائلا: خلف العدوان انطباعات لا تمحى ولا تنسى وقد صنعت جرائم العدوان السعودي الأمريكي في نفوس الشعب اليمني آثاراً سلبية لن تمحى بمرور الزمن والشعب لازال يحتفظ بذكريات المجازر التي ارتكبها بني سعود في “تنومة” قبل عشرات السنين والتي راح ضحيتها 2900 حاج فكيف للشعب اليمني أن ينسى عشرات الآلاف ممن استشهدوا وجرحوا على يد هذا العدوان الهمجي الغاشم.
وحي الصمود
* الفنان التشكيلي ناصر مرحب، بدوره قال: وأنا أقوم برسم وتشكيل اللوحات المعبرة عن العدوان السعودي الأمريكي وأنا أشعر بالمعاناة الكبيرة التي أعيشها ويعيشها أبناء الشعب اليمني العظيم جراء الحصار والعدوان وكم أشعر بالفخر والاعتزاز ونشوة النصر وأنا أرسم صورة المقاتل اليمني في جبهات الحدود وهي انتصارات رفعت رأس كل اليمنيين.