فتاوى.. مراهقة:

 

د/ صادق القاضي
عندما تنقلب منظومة القيم العقلية والدينية والأخلاقية.. رأسا على عقب، نكون أمام رجل دين يرى أن ترك صلاة الفجر أعظم من زنا المحارم وقتل النفس”، وأمام سلطان يستغل شبهة استهداف مكة، كما لو أن قتل ملايين المسلمين في اليمن والعراق وسوريا وليبيا.. أهون من هدم حجر واحد من الكعبة!.
ولك الآن أن تخيل أيّ فكرة، أيّ فكرة فنتازية مقلوبة سخيفة.. وستجد أن “علماء الإسلام” هؤلاء، قد سبقوك إلى تصورها والإفتاء فيها بفتاوى مؤسفة لا تخلو من الكوميديا!
– حرمة أكل لحم الأرنب، لأنها نوع من الحشرات.!
– عدم جواز الاستحمام، إلا لسبب شرعي.!
وكلما اقتربنا من الجنس، ارتفعت وتيرة المفارقة:
– تقديم فرج المرأة على وجهها، في العورة.!
– جسد الرجل كله عورة ما عدا الوجه والكفين.!.
– جواز مضاجعة الزوجة الميتة!
– وجوب رجم القردة الزانية.!
– تحريم نظر وملامسة المرأة للفواكه والخضروات المدببة.. لتلافي الإثارة الجنسية.!
والعجب العجاب حين يتجاوز شيوخ العلم هؤلاء، بفتاويهم النزقة هذه، العالم الذي نعيش فيه إلى عوالم غيبية، والبشر الذي جاء الدين من أجلهم إلى كائنات ميتافيزيقية، كالجن:
– أكل لحم الجن حرام، ربما لنجاسته.!
– حرّمة جلوس النساء على الكراسي والكنبات؛ تلافياً لتعرضهن لنكاح الجن.!
هذا فضلا عن خلافاتهم الفقهية حول زواج البشر من الجن، وتزويجهم، وفضلا عن تجاوزهم الواقع حتى الميتافيزيقي، إلى الواقع الخيالي الافتراضي، كما في فتوى أحدهم بقتل الشخصية الكرتونية العالمية الشهيرة، “ميكي ماوس”.!!
لكن الأمر يصبح أكثر كارثية عندما يتعلق بالسياسة والحرب:
– من لم ينتخب “فلانا” فهو كافر، ولو صلّى ولو صام!.
– فتاوى الجهاد في سوريا والعراق واليمن.!
– فتاوى جهاد المناكحة للترويح عن المجاهدين.!
– إعادة عصر النخاسة من خلال خطف الفتيات، وبيعهن كجواري!
أحدهم لاحظ مشكلة ارتفاع عدد الأرامل، ونقص الرجال، بسبب استشراء القتل في سوريا، وبدلاً من تأكيد حرمة القتل والإرهاب، بما يحل المشكلة من جذورها، أفتى شيخنا الجليل بجواز امتلاك الرجل لخمسين امرأة، ومضاجعتهن، وبهذا يكون قد حل الأزمة.!!
هل هناك من يمكن أن يسخر من إبداع الله “العقل”، وإبداع البشر “التفكير الحر”، ويسيء للدين، ويفسد السياسة.. من هذا المد الجارف من البلاهة الفكرية والجنون الديني، ومن هذه الفتاوى العقيمة المدمرة.!؟
مرضى يحاولون مداواة الأصحاء، وجهلة يعلمون الناس أمور دينهم ودنياهم، بهذا الفكر الهدام، ليتعمم الوباء، ويدمر كل شيء، كل شيء، الإنسان والمادة، ويدس المرض في جينات الأجيال القادمة.!
فتاوى.. مراهقة / وليد عرهب / ج10

قد يعجبك ايضا