الوجدان اليمني ..جريح ينشد السلام
د. أحمد صالح النهمي
يوما ما ستتوقف الحرب العدوانية على بلادنا، وتلقي أوزارها، ويوما ما ستعود الحياة إلى طبيعتها وتعود المنشآت والبنى التحتية المدمرة إلى ما كانت عليه، وربما أحسن مما كانت عليه، هذه سنة الحياة في الدمار والإعمار، بيد أن ثمة أشياء لا يمكن أن تجبرها أموال البنكنوت ودولارات التعويضات، مهما تصاعدت أرقامها، فما تركته الحرب العدوانية من شرخ في نفوس اليمنيين ووجدانهم تجاه دول العدوان وعلى رأسها السعودية ليس هينا، وستظل الأجيال تتوارثه جيلا بعد جيل، لأنه يحمل في طياته جراحات من الصعب التئامها وعودتها إلى سابق عهدها، يقول الشاعر المصري الكبير أمل دنقل:
أتُرَى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى.
حتما ستحاول قوى العدوان الإجرامية وعلى رأسها المملكة السعودية في المرحلة القادمة أن تنأى بنفسها عن الحرب المباشرة التي تقودها على الشعب اليمني منذ أكثر من عام وتسعة أشهر، تأمينا لحدودها الجنوبية التي تتلقى يوميا ضربات موجعة من الجيش اليمني واللجان الشعبية، ولكنها أيضا ستسعى إلى إدامة نيران الحرب الأهلية والاقتتال اليمني اليمني من خلال إمداد مرتزقتها بالمال والسلاح وتشجيعهم على مواصلة القتال في جبهات الوطن الداخلية، حرصا منها على توسيع جراحات الشعب اليمني لأسباب داخلية، وستعمل على تغطيتها إعلاميا بصورة كبيرة، وبذلك تحاول أن تقلل من حجم الجرائم التي ارتكبتها على مدار العام المنصرم ، وتركز أنظار العالم على اقتتال اليمنيين في ما بينهم .
إن مسؤولية تثبيت الأمن والاستقرار في اليمن يجب ألا تظل بيد أطراف الصراع وحدها ، وبيد الوسطاء الخارجيين ابتداء من هذه المؤسسة الأممية التي أثبتت الأيام أنها ليست منظمة للأمم المتحدة بقدر ما هي واحدة من الوسائل التي تستخدمها القوى الكبرى لتنفيذ أجندتها الاستعمارية تجاه شعوب العالم، ومرورا بدول الخليج العدوانية ، وغير ذلك من الوسطاء الخارجيين، ولكن مسؤولية تثبيت الأمن والاستقرار في اليمن يجب أن تنهض به كل القوى السياسية والثقافية والاجتماعية في اليمن، وأن يتحمل الجميع مسؤوليتهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن المعاصر، وأن يسعوا إلى وضع الأسس الصحيحة لبناء اليمن الجمهوري الديمقراطي المتحرر من كل أشكال الوصايات الخارجية في ظل دولة الحقوق المتساوية، وأن يكون الشعب اليمني هو مالك السلطة ومصدرها وهو صاحب الشرعية التي يمنحها لمن يريد في انتخابات حرة وعادلة ونزيهة .
شكرا يا صديقي :
في رحلته إلى الأردن مرافقا لوالده الشيخ علي القوباني (وكيل محافظة حجة) استطاع صديقي الدكتور عبد الكريم القوباني أن يكسر الحصار عن كتابي “مختارات شعر الحماسة خصائص الأساليب ومعايير الاختيار” لتصل إلي بعض نسخه بعد أن ظل عالقا ما يقرب من العام في دار غيداء بالمملكة الأردنية الهاشمية بسبب الحصار الجوي الذي فرضه العدوان .
شكرا لك يا صديقي، وشفى الله والدك.