رغم استهداف العدوان لراتب الموظف “المستأجر” في ظل غياب قانون تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر

 مؤجرو العقارات السكنية.. تسلط مستمر ورقابة غائبة

تحقيق / رجاء عاطف

رغم ما تمر به بلادنا من عدوان وحصار  اقتصادي طاحن وغلاء في الأسعار تؤثر على حياة المواطنين الصامدين في وجه العدوان  حيث وصل نسبة كبيرة منهم إلى خط الفقر أو الفقر ذاته ولم يجدوا ما يسددون به التزاماتهم تجاه المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، الأمر الذي جعل أصحاب العقارات السكنية يمارسون بعض أساليب الاضطهاد تجاههم دون مراعاة إنسانية لظروف ومعاناة هذه الأسر في ظل عدم وجود قانون يحمي المستأجر ويحدد ضوابط الإيجارات مما يستدعي البحث عن حلول وإصدار قرارات استثنائية من الجهات المعنية خلال الأزمة التي يمر بها أبناء هذا الوطن والحد من المعاناة التي أحدثتها العدوان والحصار .. وفي هذا الاستطلاع وجدنا معاناة على أرض الواقع .. فإلى الحصيلة :

هناك الكثير من المعاناة التي تفاقمت على نسبة كبيرة من أبناء  الشعب بسبب الحرب والعدوان على بلادنا والتي كشفت معدن الناس ونواياهم، كلا تجاه الآخر حيث عبر الكثير من المستأجرين عن استيائهم من عدم قدرتهم على تسديد ايجارات المساكن بسبب انقطاع المرتبات نتيجة نقل البنك المركزي من صنعاء ، حيث لجأ بعض المؤجرين إلى تهديد وطرد المستأجرين من منازلهم إلى الشارع رغم معرفة الجميع ما يمر به الموظف العادي الا أن ذلك ليس مبررا يجعلهم يصبرون على ايجارات عقاراتهم الى حين ميسرة ،الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين يخلون هذه المنازل ويبحثون عن أماكن بديلة لإيوائهم وأسرهم بدلاً من تلقي الإهانات صباحا ومساء من مالكي العقارات ..
تهديد ووعيد
هذا ما أشار إليه المواطن يحيى المروني – موظف يقطن في منطقة التحرير، حيث قال: التهديد بطردنا أصبح عملاً يوميا يقوم به صاحب البيت ليلاً ونهاراً ( إذا لم تلتزموا بتسليم الإيجار أخرجوا من البيت ) كانت هذه العبارة تتردد عندما يأتي إلينا أو يمر بجانبي رغم أني شرحت له ظروفي وتأخر الراتب وأنه في حال أستلمه سأسدد له دون تأخير .. لكن دون فائدة فلم يعد في قلوب الكثير الشفقة وكنت أتمنى أن يفكر أو يتخيل مرة أن يكون في موقفي هذا وأين سيذهب هو وأولاده في هذا الوضع ..
كذلك لقي أبو عاصم العشيي- أحد المستأجرين في منزل بمبلغ 45 الفا تهديداً ووعيداً بالطرد من قبل صاحب المنزل وذلك لأنه تأخر ثلاثة شهور عن دفع الإيجار حتى صار عليه مبلغ 135 ألف ريال مقابلها وفي حين لن يسددها عليه أن يخرج من البيت في أقرب وقت ..
تراكم الإيجار
فيما كانت أم عبدالملك الجرموزي، موظفة حكومي،  تقطن هي وزوجها بمنزل في الجراف إيجاره 30 ألف ريال في الشهر معتمدين في تسديده على رواتبهم إلا انه ورغم الظروف التي تمر بها البلاد والحرب وارتفاع الأسعار وتزايد الالتزامات وغيرها، لم يعفهم صاحب البيت من تأخير وتراكم الإيجار إلى أن تفرج الأزمة وتتحسن الظروف بل سعى بمطالبتهم مما جعلهم يتركون البيت والذهاب إلى بيت أهل زوجها والذين بدورهم تركوا لهم إحدى الغرف ليسكنوا فيها والتي كانت في نظرها صغيرة مقارنة ببيت مستقل كانت تعيش فيه ولكنها رضخت للأمر متمنية أن يكون هناك تراحم في أوساط الناس وتقدير الظروف للكثيرين إلى ان تهدأ وتتحسن أوضاع البلاد..
التوجه لأماكن بديلة
ومن جانبه قال المواطن يحيى مكرد : كثيرة هي المشاكل التي بدأ يعانيها المستأجرون بشدة من قبل المؤجرين في ظل الأزمة التي نمر بها حيث ترك البعض منازل الإيجار وتوجه إلى القرية بأسرته وبات يتكبد تكاليف المواصلات سفرا إلى العاصمة صنعاء حتى يتسنى له توفير لقمة العيش له ولأولاده وكل ذلك بسبب الظروف الخارجة عن الإرادة ..
ويحكي المواطن عماد اسماعيل  معاناته مع صاحب المنزل الميسور مادياً وربما يفضل أن يقفل منزله على أن يؤجره ببخس أو حتى دين وتأخير من المستأجرين وهنا قال : رغم أني أفي بالمبلغ المحدد بداية كل شهر دون تأخير إلا أن الجشع جعله يتمادى وجاء مطالباً إيجار الشهر التالي مقدما ولم ينتظر حتى يبدأ الشهر ونتسلم المرتبات التي كان عدم صرفها في نفس التوقيت كارثة لنا .. لذلك رأيت أنه من الأفضل البحث عن منزل آخر هرباً من جشع وظلم صاحب البيت ..
حلول منصفة
كما يشتكي ( أ.س ) أحد التربويين من عدم المراعاة في مبلغ الإيجار ويرى أنه يجب النظر في وضع المستأجرين إلى أن تحل الأزمة وتنتهي الحرب ، وكذا عمل حلول مع أصحاب البيوت أو تحدد على الأقل مبالغ الإيجار وأن لا يزيد عن العشرين ألف ريال ولا يتم التضييق على المستأجر لدفع الإيجارات في ظل ظرف مالي صعب وشبه إفلاس في الخزينة على أن يتقاضوا إيجاراتهم عند تسلم الموظف لمرتباته .
وأضاف: يجب أن  يشعر الناس بالأمن ويكون هناك جهات ضبط لمن يخالف أو يتعنت من ملاك البيوت فضلا عن حلول منصفه فيما يخص المواد الغذائية والحالات المعتمدة من الأمم المتحدة لغالبية سكان اليمن إن لم يكن الجميع فالجميع اليوم في الفقر سواء.. وإلا فالعدوان الداخلي برأيي من تجار وملاك بيوت ومسئولين طبعا أشد وانكى وسيكون له عواقب وخيمة في فترة وجيزة.. فالجوع والفاقة والسكن لا جدال ولا استهتار فيها وهذا ما يجب أن يدركه الجميع ..
عرضة للطرد دون أي تدخل
وقال الكاتب مصطفى المغربي أن السعودية وحلفاءها باسم شرعية هادي أشعلت حربا ضروس دمروا وخربوا وأهلكوا الحرث والنسل بذريعة كاذبة  للدفاع المزعوم عن الشعب اليمني تحت دواعي البحث عن رفاهية المواطن اليمني وفقا للأسباب المعلنة للعدوان ، ولكن الحقيقة هو الموت لا غير جاءت به عصابات ومرتزقة الحرب ليتجرع علقمهم كل بيت يمني على امتداد الأرض اليمنية ناهيك عن المعاناة التي أحدثها انقطاع مرتبات الموظفين بسبب العدوان وقرارات هادي المدمرة التي يشن بها حرباً شعواء على كافة اليمنيين دون استثناء، مضيفاً أن قرابة 90% من موظفي العاصمة صنعاء وبقية المحافظات يعتمدون اعتمادا كليا على مرتباتهم الشهرية لإعالة أسرهم مما مثل انقطاعها وتأخر صرفها ومماطلة  هادي وعصاباته مشكلة كبيرة بالنسبة لحياة هؤلاء اليومية وأيضاً يهدد باندلاع ثورة جياع وفوضى عارمة، كما ستتفشى أمراض نفسية في صفوف المواطنين إن استمر الحال كما هو عليه اليوم .
وأشار إلى أنه خلال الشهرين الماضيين لجأ البعض لبيع ما تملكه زوجاتهم من ذهب لتوفير العيش اليومي لهم ولأسرهم وكما يعيشون حالة اقتصادية صعبة تسببت في تراكم الديون على آلاف الموظفين وعجزهم عن سداد إيجارات سكنهم وأطفالهم مما جعلهم عرضة للطرد من قبل المؤجرين دون تدخل من الدولة بهذا الشأن،  ويرى أنه من المفترض التشديد على المؤجرين بعدم مضايقة الموظفين المستأجرين وأسرهم في ظل تأخر صرف المرتبات .. فحال الموظف اليوم قد يصبح بين عشية وضحاها مع اطفاله مرميا بالشارع بسبب عدم سداد الإيجارات وهي معاناة متفاقمة ومآس متواصلة علاوة على تعليم على فراش الموت فمن ينقذ اليمن من الموت القادم من الرياض .
نتوقع حالات طرد
شاركتنا الدكتورة بلقيس علوان الموضوع حيث كانت هي الأخرى تعاني من مشكلة تأخر دفع الإيجار وكذا المطالبة من قبل صاحب المنزل، وهنا تقول: أنا أستاذة جامعية  وزوجي مدير عام ليس لدينا مدخرات ولا ميراث ولا مصدر دخل آخر ولا ذهب ولكن لدينا التزامات عائلية عديدة لأسرتينا عجزنا تماما عن أدائها، فكيف هو حال الأسرة ذات العائل الوحيد براتب لا يتعدى الخمسين ألفاً أو أقل ..وترى أن الناس على حافة المجاعة ، كما قالت : إن الإيجار هو مرتب صاحب المنزل ومثلما أنا أطالب براتبي من الطبيعي أن يطالب بالإيجار، وأن الموضوع ليس مراعاته للظروف حتى لو تفهم فهذ ا ليس كل شيء فهناك دواء ومأكل ومشرب ومواصلات، ولكن الكارثة ألا تصرف الرواتب .. إن ما لم نتوقعه هو حالات طرد كثيرة مع عجز الكثيرين عن دفع ما عليهم..
تقدير الوضع العام
كان ذلك بعضاً من معاناة الواقع المعاش كما أننا لا نظلم البعض ممن رأيناهم والذين لا يزال في قلوبهم بعض الرحمة والتقدير للوضع العام فهناك من تساهل إزاء إيجارات نصف سكن بعض البيوت رأفة لحال المستأجر وهناك من تنازل حباً في الله عن متأخرات السكن وآخرون صبروا على المستأجرين إلى أن تتحسن أمورهم وإن تراكم المبلغ إلا أن ما كان يشكو منه الكثير هو عدم وجود قانون يضبط المؤجر والمستأجر …

قد يعجبك ايضا