مظلوم!!
نايف الكلدي –
الإنسان اليمني أصل العروبة ومنذ آلاف السنين الإنسان اليمني ذو شأن.. لديه تاريخ حافل بالمهارة والإنجازات والانتصارات والأمجاد.. صنعوا الحضارة والتاريخ والأصالة.. وتعتبر الحضارة اليمنية من أعرق الحضارات في العالم.
> والإنسان اليمني الذي صنع هذه الأصالة والحضارة وسطر التاريخ الذي يمتد لآلاف السنين ينظر إليه بأنه إنسان ذو قوة وحكمة وفكر حتى صنع كل هذا التاريخ العريق.. وناهيك عن رموز الفكر والعلم الذين كانت لهم فضائل على العالم أمثال ابن سينا وعباس بن فرناس وابن الرازي وغيرهم من الأسماء التي لا تحضرني الذاكرة لذكر اسمائهم والذين آثروا حياتهم في العلم والمعرفة في مجالات عدة.
> الإنسان اليمني منذ القدم وله وزنه وثقله ومكانته.. ونحن الذي استنقصنا من أنفسنا ولم نعد نعتز بأنفسنا ونحافظ على المكانة التي وضعونا بها أجدادنا وأبناؤنا ووضعنا أنفسنا في المكانة التي لا تحترم لأننا لم نحترم أنفسنا¡ فكيف لغيرنا أن يتحرمونا.
> في المجال الرياضي لدينا مدربون وطنيون في مختلف المجالات وتحديدا◌ٍ كرة القدم.. اكفاء رغم تأصيلهم المتواضع إلا أنهم أثبتوا أنفسهم وأكدوا تواجدهم.. وأثبتوا نجاحاتهم مع الأندية أو المنتخبات الوطنية.. والدليل الكابتن أمين السنيني الذي أوصل منتخب الناشئين إلى كأس العالم.. وغيره من المدربين أمثال الكابتن عبدالله فضيل وسامي نعاش وغيرهما الذين أوصلوا منتخبات الشباب والناشئين إلى نهائيات آسيا.
> المدرب الوطني مظلوم مهما كانت كفاءته.. ورغم تأكيد أفضليته عن المدرب الأجنبي.. والشواهد كثيرة.. مدربون أجانب فشلوا مع فرق وتم الاستغناء عنهم وأوكلت مهام التدريب لمدربين وطنيين وأثبتوا نجاحهم وحققوا نتائج أكثر من رائعة.. ولكنهم ينظر إليهم بنظرة ناقصة بأنهم مدربون وطنيون مهما علا شأنهم.. ويتعرضون للظلم والإهمال والتجاهل والنكران وغير ذلك.
> المدرب الأجنبي يعامل بخصوصية.. والراتب بالعملة الصعبة وبرقم خيالي¡ بالإضافة إلى بدل سكن وحوافز ومكافآت وبدل غذاء وسيارة خاصة وجوال مفتوح للاتصالات الدولية والفواتير تسدد أولا◌ٍ بأول.. وتذاكر سفر له ولأسرته وإجازة سنوية وامتيازات أخرى مغرية سواء◌ٍ كان مع الأندية أو المنتخبات الوطنية.. وكل رواتبه تسلم له بانتظام قبل أن ينتهي الشهر إلى جانب ذلك كل طلباته من لاعبين محترفين أو معدات أو غير ذلك تلبى له على الفور.
> المدرب الوطني الذي أحيانا◌ٍ يكون مساعدا◌ٍ لمدرب أجنبي يتسلم المدرب الأجنبي كل مستحقاته شهريا◌ٍ.. والمدرب الوطني الذي يتسلم مرتبات بالريال اليمني ومبالغ تافهة لم يتسلم مرتباته وتجد حقوقه ترحل من شهر لآخر وأحيانا◌ٍ يمر عليه ما يقارب الستة الأشهر ولم يتسلم مرتباته.. وأحيانا◌ٍ يرحل من النادي وهو يطالبه بكذا شهر من مرتباته لم يتسلمها ويظل يشارع ويتحول إلى شحات لحقوقه.
> وكذا الحال للمنتخبات الوطنية تجد المنتخب الأول أو غيره من منتخبات الفئات الأخرى عندما يقودها مدرب أجنبي يتسلم مرتبات بالعملة الصعبة وامتيازات أخرى لتصبح مستحقاته بنهاية الشهر تساوي الشيء الفلاني وتسلم له في وقتها.. بينما المدرب الوطني عندما يدرب منتخبا◌ٍ تعطى له مرتبات فتات بالعملة المحلية وبدون امتيازات أخرى وتجده يدوخ السبع الدوخات لتصرف له مرتباته.. وفي مدربون وطنيون دربوا المنتخبات قبل فترة طويلة وحتى الآن لم يتسلموا مرتباتهم.. هذا ما يحصل مع المدرب الوطني.. فمتى ننظر إليه باحترام ونعتز به ونحترمه حتى يحترمنا الآخرون!.