طــــلاب اليمــــن فرســــــان السيــــــف والقــــــلم

*صعوبات جمة وتحديات عديدة يواجهها طلبة اليمن في ظل العدوان السعودي الذي دشن هو الآخر شهره الـ19
*العدوان عمل بصورة ممنهجة لإيقاف التعليم لكنه فشل

الأسرة/زهور السعيدي

تلك الصعوبات لاتقف فقط عند العدوان واستهدافه المباشر للمدارس والطلبة وللكادر التربوي في مختلف محافظات الوطن بل تمتد إلى الآثار والتداعيات الكارثية للعدوان والحصار على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وكلها ألقت بظلالها القاتمة على العملية التعليمية والتربوية:

لعل العدو اعتقد بان هذه الصعوبات التي عمل عليها بشكل ممنهج ومتعمد من شانها أن تجعل الجيل الصاعد من أبناء الشعب اليمني سيعزف عن التعليم لكن واقع الحال اثبت عكس ذلك فالإقبال الكبير من الطلبة على المدارس وإصرارهم المتصاعد على التحصيل العلمي اثبت للعدو مجددا بأنه في معركة خاسرة أمام شعب لايعرف الهزيمة والانكسار والخضوع وان طلبة اليمن فرسان للسيف والقلم وأنهم يسيرون على خطى آبائهم الذين يواجهون ببسالة منقطعة النظير همجية وغطرسة العدو بأحسن الطرق وامثل الوسائل في درب يقود في النهاية الى النصر المؤزر.
التحدي المستمر
عام جديد يتوجه فيه الطلاب إلى مدارسهم وبحوزتهم جملة من التحديات إلي تضاف إلى العديد من معاناتهم بسبب العدوان الجائر والذي لم يحرم الأطفال من حقوقهم وكفى بل قضى على حياتهم بكل تفاصيلها وكما هو صعب على الطلبة هو كذلك على أولياء أمور الطلبة والذين لم يجدوا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ما يوفرون به لأبنائهم أدنى متطلبات العام الجديد مما جعلهم يناشدون وزارة التربية والتعليم بتعميم قرار لجميع المدارس تسهيل بعض شروطها الخاصة بالزي المدرسي والدفاتر وغيرها من الشروط المطلوبة مراعاة لظروف الطلبة الذين يتوجهون إلى مدارسهم في ظل ظروف استثنائية خطيرة ..
ظروف صعبة
أولياء أمور الطلبة يؤكدون أن هذا العام اشد سوءا من الأعوام الماضية بالنسبة لأبنائهم وهو يتوجهون لمدارسهم التي تقصف منذ عامين تقريبا من قبل تحالف العدوان الذي يصر على تدمير مستقبل الطلبة ومسيرتهم التعليمية ويؤكد أولياء الأمور أن الظروف الاقتصادية الصعبة تقف إلى جانب العدوان باعتبارها ابرز المعوقات التي تقف أمام الطلبة الذين يبدأون عامهم الدراسي الجديد بأقل التكاليف
مناشدة
ويناشد أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بتعميم قرار على جميع المدارس باستيعاب الطلبة داخل المدارس وعدم إلزام من لا يستطيع بتوفير الزي المدرسي نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها الطلبة في ظل العدوان كما يناشدون المعلمين بتخفيف تكاليف الدفاتر وعدم إلزام الطالب بما لا يستطيع توفيره وتسهيل الدفاتر المطلوبة قدر الإمكان حتى يتاح للجميع إرسال أبنائهم الطلبة إلى المدارس وخاصة من هم في الصفوف الأولى من العام الجديد .
تطلعات وآمال
وعلى الرغم من الجوانب الايجابية التي عكست روح التحدي والصمود في مواجهة العدوان’ الذي أبداه الطلبة وهم يصرون على مواصلة مسيرة التعليم للعام الثالث على التوالي فان هناك تحديات وصعوبات كثيرة وقفت أمام مسيرة التعليم خلال العامين الماضيين وما زالت مستمرة هذا العام والتي تلقي بظلالها على مرحلة التعليم التي يخوضها الطلبة في بداية عام دراسي جديد تحت القصف والحصار .
ويقول الطلبة بأنهم عازمون على مواصلة التعليم وتحقيق التفوق واستكمال مسيرتهم التعليمية رغم كل الظروف والمصاعب وأنهم سيقفون يداً بيد مع زملائهم الطلبة في توفير ما يستطيعون من كتب قديمة والمذاكرة جميعا من كتاب واحد وسيقفون إلى جانب المعلمين لتسهيل العملية التعليمية للجميع .
وخلال العامين الدراسيين المنصرمين تخلف بعض من الأطفال عن المدراس منهم الذين اجبروا على النزوح من مناطقهم كصعدة وحجة وغيرها من المناطق التي تتعرض لقصف عنيف ودائم من قبل طائرات العدوان وحتى إن وجدت المنشآت التعليمية إلا أن الهاجس الأمني يدفع الأسر إلى عدم إرسال أبنائها إلى المدارس في تلك المناطق المحفوفة بالمخاطر.
فقر شديد
حتى إن وجدت منشاَت تعليمية في المناطق التي نزحت إليها بعض الأسر إلا أن فقرهم الشديد يجبرهم على عدم إلحاق أبنائهم بالمدارس وتجد الكثير من الأطفال يتوجهون للعمالة وممارسة الأعمال الشاقة لتوفير أدنى متطلبات العيش لدعم أسرهم فالأطفال بحاجة ماسة إلى تعاون المدرسة والأسرة جميعا لتوفير الدعم النفسي لهم فقد عاشوا الحرب رغم صغر سنهم وقد شوه العدوان داخلهم وأصبح الكثير منهم مصابين باضطرابات نفسية شديدة تؤثر على مستواهم الدراسي وتحصيلهم العلمي وسيطرة السلوك العدواني على حياتهم فوضع الأطفال إذا لم يتم معالجته قد تتخطى آثاره البعد الإنساني وسينتهي بعدم قدرتهم على الحصول على التعليم وعدم قدرة أسرهم على مساعدتهم .

قد يعجبك ايضا