الأسرة اليمنية.. سباق لتعزيز الصمود
الثورة / أحمد السعيدي
يستمر اليمنيون الاحرار في ضرب أروع الأمثلة للصمود الأسطوري والتصدي ومواجهة العدوان السعودي واساليبه القذرة والتي كان آخرها قرار نقل البنك المركزي الى عدن بهدف إطباق الحصار الاقتصادي الخانق على المواطن اليمني، لاركاعه لقوى الاستكبار والاحتلال وهذا القرار كغيره من الوسائل السابقة لم يجد نفعاً فقد قابله ابناء الوطن الاحرار بحملة شعبية واسعة لدعم البنك المركزي بصنعاء وسارع المواطنون في صورة حضارية مشرقة إلى المشاركة بكل فئاتهم المجتمعية وشرائحهم ومنها الأسرة اليمنية التي سبقت النخب السياسية نحو الوطنية والصمود وعكست صورة ناصعة البياض عن الوعي المجتمعي والوقوف الى جانب الوطن من قبل أبنائه الشرفاء وهذا إن دل فإنما يدل على روعة المبادئ والقيم التي غرستها الأسرة اليمنية في نفوس أرادها ” الثورة ” تلتقي عدداً من الأسَر المشاركة في هذه الحملة وتسرد قصصاً حقيقية اذهلت العالم.. إلى التفاصيل:
التقينا في البداية اسرة المواطن / زيد المشرقي التي تتكون من 6 أفراد حضروا جميعهم الى بريد منطقة حدة للمشاركة في الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي بصنعاء وقدموا 120 الف ريال شارك في جمعها كل أفراد الأسرة حتى أصغرهم سناً صاحب العشرة أعوام والذي تبرع بألف ريال في صورة مثالية ولافتة أعجبت الكثيرين, المواطن زيد ليس احد وزراء او من مسؤولي الدولة أو حتى صاحب ثروة طائلة وإنما عامل نجارة في، مادة احدى الورش بأمانة العاصمة وكان قد جمع هذا المبلغ للضرورات الطارئة لكنه شعوراً بالمسئولية الوطنية قدم هذا المبلغ رخيصا في سبيل هذا الوطن وعزته وكرامته وفي سبيل الخروج من هذا الحصار الاقتصادي الظالم وعندما علم أفراد الأسرة الواعية بما سيفعله رب الأسرة لم يقنطوا بل شاركوا بجمع مبلغ عشرين ألف ريال فوق المائة الألف التي بذلها الاخ زيد ليساهموا في نصرة الوطن.
عسب العيد
أما أسرة المواطن / مهدي الثور من أمانة العاصمة فكانت لهم قصة أخرى واكثر جمالاً في المساهمة الأسرية في هذه الحملة الشعبية لدعم الاقتصاد ومواجهة العدوان حيث قال مهدي :” حضرت اليوم إلى هذا المكان ” بريد التحرير ” أنا وأولادي الثلاثة للمساهمة في الحملة الوطنية لدعم البنك المركزي بصنعاء وذلك إستشعاراً مني للمسؤولية الوطنية للوقوف الى صف الوطن الذي يخوض حرباً شرسة من عدوان همجي لإذلال الشعب العظيم وأيضاً استجابة لدعوة السيد القائد الحكيم عبدالملك الحوثي للمشاركة في هذه الحملة وقد اودعنا خمسين الف ريال وقد ساهمت زوجتي وأولادي بهذا المبلغ حيث قدم كل واحد عشرة آلاف ريال وهو المبلغ الذي جمعوه من عسب عيد الاضحى المبارك دون أي مانع أو تردد من تقديمها لصالح البلاد التي احتضنتنا وأكلنا من خيراتها ولها علينا فضل ومنة وسوف نستمر في ذلك حرصاً على الخروج من هذا العدوان منتصرين.
تضحية الأسر الفقيرة
ولم يقتصر هذا العطاء الوطني الرائع. على الأسر الغنية والمقتدرة فقطبل شاركت الأسر الفقيرة التي تعاني من وضع مادي حرج في هذه الحملة ومن هذه الأسر أسرة المواطن / عبدالكريم النزيلي التي لم تكن تملك أي مال لدعم البنك المركزي بصنعاء لكنها قررت أن تشارك فكيف صنعت؟؟ تحدث لـ” الثورة ” رب الأسرة قائلاً :” لم نكن أنا وزوجتي نشك ولو واحد في المئة أن هذا العمل ليس عملا وطنيا يصب في مصلحة بيتنا الكبير اليمن لكننا كنا وما زلنا أسرة فقيرة لا مال لنا ولا حتى مصدر دخل مستمر عدا التدريس في مدارس خاصة وبعد مشاهدتنا لاندفاع المواطنين الكبير نحو المشاركة في هذه الحملة الوطنية الرائعة قررت أنا وزوجتي أن نضحي بأي شيء ثمين. نمتلكه فقمت ببيع جوالي بسعر خمسين الف ريال واشتريت جوالا بسعر عشرين الفا وتبرعت بالمبلغ المتبقي لصالح البنك المركزي بينما باعت زوجتي خاتم ذهب أيضاً للمشاركة وعلى نهج الابوين قام ابني وبنتي رعد ورنا ببيع ” سيكل ” و ” اي باد ” الخاص بهما للمساهمة في دعم هذه الحملة الوطنية فالوطن هو الباقي”.
مسؤولية وطنية
أما العمة المسنة / أم إيهاب، فقدمت نموذجاً مشرفاً للوعي المجتمعي والدور الأسري في غرس، مبادئ وقيم الوطنية وعشق تراب الوطن والتضحية عندما يتعرض، للأخطار والمؤامرات أم إيهاب تواصلت مع أبنائها الأربعة والذي كان ثلاثة منهم متزوجون ويسكنون بعيداً عنها تواصلت معهم وطلبت منهم الخروج معها في يوم محدد والزمتهم باحضار المال معهم لشراء لها من السوق بعض الأغراض ورحب الجميع بذلك لحبهم الكبير للعجوز ام إيهاب وعند اللقاء توجهت بهم الى البريد الرئيسي بمحافظة إب وألقت عليهم درساً في الوطنية وطلبت منهم المشاركة في دعم البنك المركزي بصنعاء بالمال الذي كانوا قد احظروه معهم وقالت لهم إن وطن لا نحميه لا نستحقه واليمن يمر بوعكة وحان الوقت لرد الجميل والتضحية والبذل لتنهض اليمن وتظل شامخة مدى الحياة وكثير هم أمثال العمة أم إيهاب فقد شاهدنا آباء وأمهات كثر يتدافعون على بوابات مرتكز الاستقبال حاملين معهم أبنائهم وصغارهم.
اطفال يتسابقون
ونحن نتنقل من مكان الى آخر لتوثيق ذلك الزخم الجماهيري أمام مراكز استقبال الدعم للمشاركة في الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي، وترك بصمة في الوقوف إلى جانب الوطن عند المحن استوقفنا شلة من الأطفال يتهامزون ويتغامزون للبحث عن حيلة تمكنهم من تجاوز ذلك الزحام للوصول للتبرع أولاً وعندما اقتربت منهم اكتشفت أن الأطفال السبعة هم من منزل واحد وأبناء عمومة وكل واحد منهم يحمل في يده مبلغا ماليا بسيطاً ويريد أن يسبق الآخر للوصول أولاً بينما أحدهم لديه أفلاس نقدية لا تتجاوز المائة ريال وعندما اقتربت منه وقلت له ممازحاً : ماذا ستستفيد اليمن من هذه الأفلاس التي تحملها رد سريعاً قائلاً ولي وطن عزيز القدر عندي بروحي إذا دعاني افتديه عندها ادركت معنى الوطنية الحقيقية التي لا بد ان نتعلمها ونعلمها في بيوتنا..