تقرير/ وائل شرحة ـ سارة الجعماني
* منذُ عام ونصف ووزارة الكهرباء والطاقة ما تزال عاجزة عن إعادة توليد التيار الكهربائي عبر الطريقة التقليدية ” الإحفورية” التي لا تغطي 40 % من احتياجات اليمن للتيار, بحسب تقرير صادره عن وزارة الكهرباء.
استمرار انقطاع التيار الحكومي, أوجد سوقاً لشقي من أنواع الطاقة المتجددة “الشمسية, الرياح” وإقبال غير مسبوق من المجتمع اليمني منذ مارس 2015م, دون وجود أي مشروع تنظيمي أو رقابي للحكومة.
دول عربية عديدة توجهت نحو استخدام الطاقة المتجددة تدريجياً, كـ ” الأردن, ومصر والمغرب وغيرها”.. وفي هذا التقرير نستعرض تجربة الأردن في هذا الجانب بناء على نزول ميداني قاما به كاتبا التقرير الشهر الماضي.
تقع الأردن ضمن الحزام الشمسي في العالم مع متوسط إشعاع شمسي يتراوح بين 5 و 7 كيلو وات ساعة / m2، والذي ينطوي على إمكانات 1000GWh على الأقل سنويا.
ولا تزال الطاقة الشمسية، مثل أشكال أخرى من الطاقة المتجددة، غير مستخدمة بالقدرالكافي في الأردن. وتستخدم الوحدات الضوئية اللامركزية في القرى الريفية والنائية حاليا للإضاءة، وضخ المياه وغيرها من الخدمات الاجتماعية (1000KW من قدرة الذروة). وبالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز حوالي 15? من جميع الأسر التي لديها أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية.
مراد جلامدة مهندس ومدير برامج الطاقة المتجددة يقول :”سيتم تركيب أكثر من 250 منيعات من الطاقة الشمسية المركزة (PV) في منطقة معان التنموية في الأردن من خلال المشاريع المختلفة التي وضعها القطاع الخاص كأحد الاستثمارات المحتملة الواعدة في مجال الطاقة المتجددة عالمياً،”
واضاف” إن محطات الطاقة الشمسية CSP القادمة في معان الضوء على استراتيجية الأردن لتنويع مصادر الطاقة المستدامة “.
تتمتع منطقة معان التنموية بـ 320 يوماً مشمساً في السنة، مع مستوى عال من الإشعاع الذي يسمح لأكثر من 2500000000 كيلو وات ساعة من الطاقة الأولية إلى أن تحصد سنويا من كل كيلومتر مربع.
بكامل طاقتها، يمكن أن محطة الطاقة الشمسية المركزة الرئيسي المخطط تلبية نحو 4 ٪من احتياجاتها من الكهرباء في المملكة، والحد من الاعتماد على واردات الكهرباء من الدول المجاورة، وفقا لتقرير منظمة إيكومينا .
ويشير الخبير جلامدة إلى أن “الأردن في طريقها إلى جعل الممر الأخضر من فائض الطاقة الشمسية يمكن بدوره أن تباع إلى سوريا، تركيا، والسعودية التي ترتبط بشبكات الأردن.
“الأردن لديها خطط كبيرة لزيادة استخدام الطاقة الشمسية وفقا للخطة الرئيسية للطاقة، ومن المتوقع أن تكون مجهزة مع نظام الطاقة الشمسية لتسخين المياه بحلول عام 2020م
الحكومة الأردنية تأمل بناء الطاقة الشمسية المركزة كأول مشروع (CSP) في المدى القصير والمتوسط و 30 % من جميع مناطق العقبة والمنطقة الجنوبية الشرقية.
و تخطط الحكومة أيضا لتجهيز مصنع لتحلية المياه بالطاقة الشمسية. وفقا لإستراتيجية وطنية بقدرة تصل إلى 300MW – 600MW (CSP، الكهروضوئية والطاقة الهجينة النباتات) بحلول عام 2020م
وأوضح جلامدة أن “مشروع شمس معان هو محطة لتوليد التيار بقوة تصل إلى 52.5 ميجاوات عبر الخلايا الكهروضوئية الشمسية، لا سيما وأن المشروع ينتج مصادر الطاقة النظيفة من الشمس بحلول نهاية عام 2016م بناء على الاتفاقية الموقعة مع وزارة الطاقة و الثروة المعدنية.”
ويعتبر المشروع أيضا واحد من أكبر المحطات في المنطقة والأكبر في الأردن، ويبلغ حجم الاستثمارات منها ما يقرب 170 مليون دولار.
وفقا لمنطقة معان التنموية (MDA)، مساحة المشروع مليوني متر مربع ينتج من خلال أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال 160 ميجاوات / ساعة سنويا، أي ما يعادل 1? من إنتاج الطاقة الكهربائية الحالية في الأردن، كما سيمنع من خلال هذه التقنيات انبعاث 90 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.
اختتم جلامدة حديثه ، في جولة ميدانية ضمن برنامج ورشة تدريبية لمجموعة من الصحفيين اليمنيين والأردنيين في مجال التغيير المناخي والطاقة المتجددة التي أقامتها مؤسسة فريدريتش إيبرت في عمّان- الأردن بالشراكة المحلية مع مؤسسة وجوه.
مليحة الأسعدي ـ المدرير التنفيذي لمؤسسة وجوه للإعلام والتنميةـ إحدى المشاركات في الدورة, تقول ” الاطلاع على تجارب الدول التي استفادت من إمكانات الطاقة المتجددة يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي أقصت اليمن من إمكانات استخدام الطاقة النظيفة رغم التنوع المناخي الذي تتمتع به”.
وتضيف الأسعدي “الأردن أسندت مهمة بناء مشاريع الطاقة المتجددة في جلها للقطاع الخاص حيث تولد الألف الميجاوات من الطاقة الكهربائية من الطاقة المتجددة وتسعى إلى تغطية ?? ? من إجمالي احتياج الأردن للطاقة”..
وتؤكد الأسعدي ” امتلاك اليمن إمكانات مناخية وجغرافية تؤهلها أفضل من غيرها لتوليد التيار بالطاقة المتجددة, وكذا الطاقة الخضراء التي تنتج من تدوير النفايات وطاقة المد والجزر عبر استغلال اطلال اليمن على بحرين ووجود المساحة الشاسعة من الشواطئ “.
وتقترح الأسعدي ” منح القطاع الخاص الفرصة بقليل من التسهيلات الرسمية لإنجاز هذه المهمة في حال عجز الدولة لينعم المجتمع اليمني بالطاقة الخضراء”.
وتعتبر الأسعدي زيارة الأردن والاطلاع على تجربتها ” نافذة ضوء يمكن إن يدخل عبرها الفريق الإعلامي اليمني المشارك في الزيارة, للضغط باتجاه الطاقة الخضراء بوعي كامل لا باحتياج طارئ كما يحدث حالياً”.
الصحفية عهد عبد السلام العزعزي, إحدى المشاركات, تعتبر ” تجربة الأردن ناجحة ويمكن للكثير من الدول الاستفادة منها كونها من الدول الأولى التي استغلت الطاقة المتجددة ورفعت من اقتصادها واستفادت منها”.
وتشدد العزعزي على ضرورة (( استغلال الحكومة اليمنية للموارد الطبيعية في توليد الطاقة المتجددة خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها حالياً وانعدام الوقود الاحفوري” .
يمكن أن تعمل اليمن على الطاقة الشمسية كطاقة متجددة نظيفة تحافظ على نظافة البيئة وتساعد على حل مشكلة استمرار انقطاع التيار, حتى عبر وضع خطة رقابية وتنظيمية لمستخدمي الطاقة المتجددة.