المخرج ناصر العبسي.. سنوات الامتياز

خالد البحري –
غريب ومفرح أمر هذا الرجل فأينما ما يحط رحاله وإبداعه تحوم فوق رأسه سحب التميز ويمطرنا بالنجاح والتألق رجل يعشق التحدي يكفر بالمستحيل ويؤمن بما حباه الله من موهبة وعلم وخبرة رجل لو قدر لنا استنساخه وتوزيع شخصيته على كل مرافقنا الحكومية والخاصة لأصبنا أنبل الغايات وحققنا أجمل الأهداف ولأنه رجل يترجم الأحاسيس والرسائل والمشاعر عبر خياله الإبداعي وعبر صوره التلفزيونية الدرامية كانت أو البرامجية فلا عجب أن يقترن اسمه بالجوائز والشهادات والتكريم وما دامت الأبجدية تبدأ بالألف فلابد أن نعرف حكاية رجلنا المتميز من البداية .. بالتثقيف والإعلام الصحي .. يرتبط اسم مبدعنا المهندس والمخرج ناصر العبسي بالنقلة النوعية كما وكيفا في إدارة الإنتاج والإخراج في مجال التوعية الصحية فبعد عودته من اليابان والكل يعرف ما مدى تأثير أي إنسان بنظام اليابان عاد ليزيل الرتابة والتقليدية عن كيفية نقل الرسالة الصحية عبر وسائل الإعلام المختلفة للمواطن والتي كان معظمها مباشرا وثقيلا وغير مستحب فكان أول من أدخل التشويق وسهولة وسلاسة طرح المعلومة الصحية للمواطن بأسلوب محبب وظريف واعتبر بذلك رائد التجديد في مجاله ….
ومن خلاله أيضا استطاعت بلادنا أن تنافس إقليميا وأصبحت بشهادة الكثير من خبراء الإعلام الصحي في منظمات الأمم المتحدة والصحة العالمية من الدول التي يحتذى بها في مجال التوعية الصحية وتوج هذه النجاحات حصول بلادنا وخلال دورات مختلفة على جوائز أهم المهرجانات الخليجية والعربية والإقليمية في مجال الأغنية الصحية والفلاش الصحي والبوستر الدعائي الصحي حتى عندما تبوأ منصب الرجل الأول في إدارة الإعلام الصحي والسكاني في بلادنا لم تسرقه الإدارة عن تجديد أفكاره وإبداعه بل ظل مشرفا إشرافا مباشرا على كل صغيرة وكبيرة كتابه وإخراجا وإنتاجا حتى كسب ثقة وزارته وثقه الداعمين الدوليين في تولي إنتاج أهم أعمالهم في اليمن من خلال إنتاجها فنيا وإعلاميا ولم يتوقف عطاؤه عند هذا الحد بل نقل عدوى إبداعه وأسلوب عمله إلى فريق التثقيف الصحي ومن عمل تحت إدارته حتى كونوا أوكسترا من النشاط والتميز عزفت لنا أجمل وأقوى البرامج الصحية والسكانية وأفضل الفلاشات التوعوية متوجا نجاحاته الفنية بإخراج المسلسل الرائع (حياتنا الذي كان يبث على الفضائية اليمنية وعدد من القنوات الأخرى الفضاء والذي تبنت فكرته وحلقاته معظم المنظمات الداعمة في بلادنا فكان أنموذجا ومدرسة جديدة في مجال الدراما والكوميديا والتوعية الحديثة غير المباشرة .. وتمر الأعوام سريعا وقطار العبسي لا يتوقف إلا مجبرا لإجازة قاهرة وهو الذي يعمل في معظم الإجازات أو توقف اضطراري في محطات تكريمه أو سفره لتزويد إدارته بكل جديد في مجال الإنتاج الإعلامي مرئيا ومسموعا مطبوعا سواء على مستوى تدريب وتأهيل كوادره أو تحديث الأجهزة بكل حديث ولأن السياسة هي العدو الأول للإبداع وخصوصا في بلادنا العزيزة فبدأ أعداء النجاح والتميز وتجمعوا وأجمعوا كل فشلهم وجمعوا عراقيلهم مستغلين أزمة تمر على سائر الوطن محاولين مساومة أو إيقاف قطار العبسي السريع لكن حبه لإنجازاته ولوطنه ولزملائه ولفريقه جعله يوقف قطاره في محطة مؤقتة رافضا لأي مساومة تعرقل إبداعه أو توقف نشاطه وقرر تطليق الإدارة التي كادت أن تقتل إبداعه وقرر أخذ استراحة المحارب .. لكن فارسنا العبسي لا يعرف الكلل والملل فكانت استراحته قصيرة جدا حيث علم من يخبره ويفهم إبداعه فجاءته الطلبات من كل حدب وصوب ومن جها إبداعية محلية ودولية ليقود قطاراتهم لكنه وبنظرة الخبير الإعلامي اختار قطار السعيدة كقناة وطنية مستقلة مبدعة في التجديد والتميز .

قد يعجبك ايضا