أكاديميون يقرأون مشهد ما بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى أكدوا لـــ “ٹ”:
■ ميدان السبعين تعبير حي عن عظمة اليمنيين وصمودهم وتوحدهم في مواجهة العدوان■ حشود السبعين استفتاء شعبي على شرعية المجلس السياسي
■ العالم مطالب بأن يقول كلمته ويؤيد حق اليمنيين في مواجهة العدوان الغاشم الذي يستهدفهم
■ سقطت ذرائع العدوان وأدواته.. بعودة البرلمان وحشود السبعين المليونية
استطلاع/ أحمد السعيدي
يعيش اليمنيون هذه الأيام أجواء فرائحية احتفالاً بالانتصارات السياسية والعسكرية التي يحققها الشرفاء والأحرار من أبناء الوطن على العدوان الغاشم الذي دمر اليمن وقتل اليمنيين لأكثر من 500 يوم بآلة حقده الأعمى..
والى جانب الانتصارات الميدانية والتقدم الكبير الذي يصنعه أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وخصوصا الحدودية في نجران وجيزان، هاهو العدوان يتلقى ضربتين موجعتين على المستوى السياسي، الأولى عندما قام شرفاء الوطن بإعلان تشكيل المجلس السياسي الأعلى الذي وحد اليمنيين في مواجهة العدوان والذي سيحمل على عاتقه إدارة شؤون البلاد ومعالجة الاختلالات التي كانت أدوات العدوان تتخذها ثغرة لنشر الشائعات وتمزيق الصف اليمني وعندما حاول العدوان أن يتعافى من تلك الضربة باغته السياسيون العقلاء بانعقاد مجلس النواب واكتمال نصابه ليكون شرعية الشعب الحقيقية أمام العالم اجمع وكان هذا الانجاز السياسي الكبير كفيل بأن يربك قوى العدوان ويصيبهم بالجنون ليكثفوا الغارات الهستيرية على الطرق والجسور في مداخل العاصمة لمنع نواب الشعب من الوصول إلى العاصمة لحضور جلسة الافتتاح لكن كل ذلك تحطم عند صخرة صمود اليمنيين وحكمتهم وانتصرت الإرادة والعزيمة اليمنية على ترهيب العدوان وبطشه ..
وتتويجا لتلك الانتصارات عمد اليمنيون تلك الخطوات بحضور كثيف في ميدان السبعين تعبيرا عن الإرادة الشعبية الغالبة..وتحصينا لتلك المساعي الحميدة التي ستوقف آلة العدوان القذرة..وتحافظ على ماتبقى من مؤسسات الدولة.
” الثورة ” في هذا السياق التقت أكاديميين من جامعة صنعاء حرصوا على توصيل رسالتهم وتأييدهم لهذا الإنجاز التاريخي وأهميته .. ودور دول العالم تجاه هذه الشرعية الشعبية الدستورية.
أكاديميو جامعة صنعاء كغيرهم من اليمنيين الأحرار عبروا عن فرحتهم وتأييدهم لانعقاد جلسات مجلس النواب ومنحه الثقة للمجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد بل عبروا في حديثهم لـ ” الثورة ” عن أهمية هذه الشرعية الدستورية التي اخرست قوى العدوان ودول العالم التي صارت مطالبة اليوم بالاعتراف بهذه الشرعية الشعبية والإرادة السياسية.
والبداية كانت مع رئاسة الهرم الجامعي ومع رئيس جامعة صنعاء الدكتور / فوزي الصغير الذي تحدث قائلاً: إن عودة البرلمان للعمل في ظل هذه الظروف يعني عودة أهم سلطة تشريعية في البلد بعد أن انتهت شرعية من يدعون الشرعية وبذلك تنتقل السلطة للبرلمان ليمارس مهامه وبما أن الهدف من عودة البرلمان هو إعطاء السلطة للمجلس السياسي الذي بدوره يتسلم مهام رئاسة الجمهورية وبذلك فان على دول العالم ومنظمة الأمم المتحدة أن تعترف بسيادة اليمن وان لا تتدخل دول العالم بالشأن اليمني وتصبح السعودية دولة معتدية يجب مقاضاتها أمام المحاكم الدولية على الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية ومطالبتها بالتعويضات اللازمة والاعتذار للشعب اليمني بإعلانها الحرب من طرف واحد بمسوغات غير قانونية بعد أن كان اليمنيون على وشك الاتفاق على بناء الدولة ”
رسائل
من جانبه قال الدكتور فتحي احمد السقاف – رئيس المركز الوطني للرقابة وتعزيز الشفافية والنزاهة – أستاذ العلوم الإنسانية جامعة صنعاء: ينعقد مجلس النواب وسط دعم شعبي كبير بتمثيل من كل المحافظات اليمنية مباركا ومؤيدا للمجلس السياسي الاعلى باعثين عدة رسائل:
الأولى إلى هادي وزمرته ومن معه من الخونة والعملاء والمرتزقة حيث نقول الشعب اليمني مازال مالك السلطة ومصدرها قانونيا ودستوريا وشرعيا.
وثاني الرسائل إلى دول الامبريالية العالمية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وكل دول التحالف العربان وبالذات إلى بني سعود وحلفائهم من الخليجيين ممن تكالبوا على قتل الشعب اليمني، فقد قتلتم الأطفال والنساء وكبار السن ودمرتم البنية التحتية وقتلتم البشر والحيوانات والشجر والحجر نقول لهم هاهو الشعب اليمني مع برلمانه الشرعي الوحيد يقول بصوت واحد رغما عنكم جميعا الشعب اليمني صامد رغم الحصار وكل أنواع الحروب المستخدمة ورغم القنابل المحرمة فاليمنيون يستحقون الحياة.
أما الرسالة الثالثة إلى أكبر منظمة دولية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات العالمية والإسلامية إلى جامعة الدول العربية كفاكم تخاذلا كفاكم خنوعاً كفاكم سكوتاً كفاكم بيع ضمير مقابل الريال السعودي المدنس فأنتم مساهمون في قتل اليمنيين.
والرابعة إلى المتعجرفين والمتكبرين على الشعب اليمني.. يا من خرقتم الدستور وسيادة القانون واستقلال اليمن ان الشعب اليمني شعب حضارة ومن المؤكد النصر حليفه.
والرسالة الخامسة نقول بصوت واحد لكل من ساهم في العدوان من الداخل أو الخارج على اليمن أرضا وإنسانا هاهو الشعب اليمني بصوت واحد بكلمة واحدة وبإجراءات دستورية سليمة وقانونية أصبح يقول ونقول لهم جميعا لقد منحنا المجلس السياسي الاعلى الثقة وأصبح الأستاذ صالح الصماد رئيسا للمجلس السياسي الاعلى وأصبح المجلس وأعضاءه في مكانة رئاسة الجمهورية اليمنية يمارس صلاحياته ويمثل اليمن وهو المخول الوحيد عن الشعب اليمني، وأخيرا الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والخزي والعار للمرتزقة والعملاء حفظ الله اليمن وشعبه العظيم.
إرادة الشعب
فيما قال الدكتور / محمد مناع أستاذ إعلام: البرلمان هو أعلى سلطة في جميع بلدان العالم وهو الممثل الشرعي الحقيقي لإرادة الشعب.هو الذي يقر التشريعات والقوانين ويمنح الثقة للحكومات أو يسحبها ويقر المعاهدات والاتفاقات الداخلية والخارجية وكذلك يعلن حالة السلم أو الحرب مع الدول وهو الذي يحاسب السلطة التنفيذية لأنه منتخب ديمقراطيا من قبل الشعب.
وتأتي عودة انعقاد جلسات البرلمان اليمني مع العمل بالدستور لتعود الأمور إلى وضعها الصحيح.بعد أن دخلت البلاد في نفق مظلم بغياب البرلمان وعانت من التشتت والانقسام والاعتداءات الخارجية وانتهاك السيادة.
وعودة البرلمان تعني عودة الشرعية وإنهاء أي شرعية مزعومة وإسقاط الأعذار الواهية التي يتذرع بها أعداء اليمن لمواصلة حصاره وتدمير مقدراته. وفي هذا الإطار فإن أي شرعية مزعومة خارج البرلمان لا قيمة لها ولا وزن في الأعراف والمواثيق الدولية وأي جهة أو شخصية سياسية أو عسكرية أو مدنية لم تنل ثقة البرلمان أو فقدت ثقة البرلمان فلا شرعية لها ولا اعتبار لأي تصرف أو قرار أو عقد اتفاق مع جهات خارجية أو داخلية تصدر عنها لأنها لا تستند إلى إرادة الشعب التي يعبر عنها ممثلوه في البرلمان.
وفي هذا الجانب يصبح من الواجب على جميع دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية احترام إرادة الشعب اليمني الذي يمثله نوابه في البرلمان اليمني المنتخب بطريقة ديمقراطية والحكومة المنبثقة عنه كونه الممثل الشرعي للشعب اليمني بكل أطيافه السياسية ومناطقه الجغرافية وهذا ما تؤكد عليه المواثيق والأعراف والقوانين الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول وأي تعامل مع جهة أو شخصيية سياسية أو عسكرية أو مدنية تعمل خارج البرلمان فإن هذا التعامل يعد خرقا لتلك القوانين والمواثيق والاتفاقات المعمول بها بين الدول وسابقة خطيرة تؤدي إلى الإخلال بالمعاهدات والاتفاقات والعلاقات الدولية.
ولا نشك أن المنظمات الدولية والإقليمية تدرك هذا وتدرك ما يترتب عليه من آثار مستقبلية.
نأمل أن يسود صوت العقل والمنطق في الأيام القادمة وأن تلتزم المنظمات الدولية بمواثيقها ومبادئها المعلن عنها وأن تحترم إرادة الشعب اليمني وحقه في حريته وسيادته على أرضه ”
مرحلة سياسية جديدة
يقول الدكتور أمين الغيش- أستاذ النظم السياسية المساعد جامعة صنعاء – كلية الشريعة والقانون: أهمية أن يؤدي المجلس السياسي الأعلى برئاسة رئيس الدولة الأستاذ صالح الصماد اليمين الدستورية أمام مجلس النواب أنه يؤكد بداية مرحلة سياسية جديدة في استكمال تشكيل مؤسسات الدولة وترجمة سياسية لانتصارات جيشنا ولجاننا الشعبية ويقظة الأجهزة الأمنية وصمود شعبنا وتضحيات قبائلنا وتدعيما للوحدة الوطنية.
كما تأتي هذه الخطوة الرسمية من قبل مجلس النواب لتعزيز التأييد الشعبي والجماهيري للمجلس السياسي الذي تم في ميدان السبعين يتقدمهم رئيس اللجنة الثورية ولازال التأييد مستمرا في جميع المحافظات.
ونتوقع من دول العالم أن تحترم إرادة الشعب اليمني المعبر عنها شعبيا ورسميا بشكل غير مسبوق من أن تعيد النظر في مواقفها من دول العدوان.
وإضافة إلى ذلك، فإن الحفل الذي تم في القصر الجمهوري بحضور رسمي كبير يتقدمهم أعضاء مجلسي النواب والشورى ومجلس القضاء الأعلى ، لتسليم وتسلم السلطة من الرئيس السلف إلى الرئيس الخلف ، قد ترجم مبدأ تداول السلطة سلميا في خطوة نادرة وغير مسبوقة على مستوى المنطقة وسيكون لها ما بعدها على مستوى بناء الدولة.
الشرعية الحقيقية
فيما يرى الدكتور / محمد يحيى الماخذي – أستاذ الفقه والسياسة الشرعية كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة صنعاء: إن لاتفاق أنصار الله والمؤتمر الشعبي وحلفائهما أثره البالغ فقد خلط أوراق أعداء اليمن وجعلهم يتصرفون بجنون وتخبط كما ان عقد جلسات مجلس النواب أيضا سحب من هادي ومرتزقة الرياض ما كانوا يدعونه من شرعية مكذوبة ثم جاءت المسيرة في السبعين كآخر مسمار في نعش المرتزقة ومشغليهم من بني سعوصهيون وأمريكا اللعينة مصاصة دماء الشعوب.
ونحن على ثقة من نصر الله الكامل وهذا الاتفاق اليمني – اليمني اتفاق ستكون نتائجه باهرة ومهمة وهذا يدل على حكمة القيادة للسيد القائد وللزعيم فتنازلنا لبعصنا البعض اشرف من قبول الإملاءات المجحفة في حق الشعب اليمني العظيم والمجاهد.
نأمل سرعة تشكيل حكومة أزمة وطنية من الكفاءات والخبرات حتى تؤدي دورها في هذا الظرف الذي يمر به الوطن.
* الدكتور /عبدالكريم البكري – كلية التربية جامعة صنعاء قال:المال السعودي المدنس والمصالح السياسية القذرة هي من منعت كثير من دول العالم الاعتراف بهذا البرلمان وشرعيته ومنحه الثقة للمجلس السياسي الأعلى فلو كانت اليمن دولة عميلة للغرب ولأمريكا واسرائيل على وجه الخصوص لسارع العالم في المباركة والاعتراف بهذا البرلمان والمجلس السياسي كشرعية صريحة ولو كانت السعودية دولة فقيرة لا تربطها أي عمالة للغرب مثل اليمن لأعلن العالم رفضه لهذا العدوان الذي قتل النساء والأطفال.
وخلاصة القول إن السعودية اشترت سكوت العالم عما يحدث لأبناء اليمن لذلك علينا ألا نثق بهم مطلقاً وان نصنع لأنفسنا طريقاً للنصر وكسر العدوان.