تحقيق/ نايف الكلدي –
التحكيم أصبح الشغل الشاغل للجميع لاعبين وإداريين ومدربين وجماهير وأصبحت العلاقة مقطوعة والثقة منزوعة بين حكام كرة القدم واللاعبين والمدربين والإداريين والجمهور وأصبح الحكام في نظر هؤلاء سبب الإخفاق الكروي وسبب إثارة الجماهير والشغب والاعتداءات والخروج عن الروح الرياضية.
قضاة الملاعب ولجنة الحكام العليا أكدت أنها التي تقال بمجرد الكلام لكنها أكدت أنها تتعامل مع الشكاوى بشكل رسمي واللجنة لم تتلق خلال ذهاب الدوري العام سوى واحدة رسمية وأوضحت اللجنة أنها تضع تلك الشكوى في الاعتبار.
كما أن اللجنة العليا للحكام تؤكد أنها تتابع سير وأداء الحكام في جميع المباريات ولديها مراقبون للحكام يرفعون تقارير عقب كل مباراة وأي أخطاء يرتكبها الحكام يتم التعامل معها بحزم ويتعرض الحكم الذي يخطئ للعقوبة لكن العقوبة ضد الحكام لا تعلن حفاظاٍ على عدم اهتزاز شخصية الحكم.
الحكام يردون بأن كل ما يقال عنهم هو مجرد هروب من المسؤولية من اللاعبين والمدربين والإداريين فعندما تتعرض فرقهم للخسار لا يجدون ما يبررون به إخفاقاتهم سوى الحكام.
الحكام لا حول لهم ولا قوة لا أحد يشعر بما يعانونه من ضغوطات عصبية ونفسية التي يقعون فيها فيما يتحملون أعباء كبيرة على عاتقهم ويذوقون الأمرين من أجل إدارة المباريات لم يتسلموا حقوقهم وتحديداٍ بدل السفر إلى المحافظات لإدارة المباريات ويضطرون للذهاب للتسول واستلاف بدل السفر حرصاٍ منهم على القيام بواجبهم في إدارة المباريات في المحافظات فكيف بحكم يذهب من محافظة ما ليدير مباراة في محافظة أخرى ثم في الأسبوع التالي يدير مباراة في محافظة ثالثة ثم رابعة وهكذا دون أن يتسلم بدل السفر وهذا يجعل الحكم مشتت الفكر ويظل يفكر في كيفية إيجاد بدل السفر للمباريات القادمة وبالتالي فذلك ينعكس بشكل سلبي على نفسية الحكم ومعنوياته وجاهزيته.
الحكام يعانون كل هذا الألم والعناء والتعب والشد النفسي والعصبي ولم يحس بهم أحد إضافةٍ إلى ذلك لم يسلموا من السب والشتم وأحياناٍ الاعتداء بالأيادي والقذف بالحجارة والقوارير الفارغة وغيرها.
ذلك إذاٍ ليس عدلاٍ ولا إنصافاٍ ولا تقبله الأخلاق ولا حتى القوانين بأن يكون الحكام سبب كل هذه المشاكل مع أن التحكيم ركن من أركان التطور لكن لا يمكن تناسي اللاعبين والمدربين والإداريين والأندية فهم شركاء في تدهور الرياضة وتحديداٍ كرة القدم ومما لا شك فيه أنهم مقصرون في جوانب عدة ولا يمتلكون في أبسط الأحوال الثقافة الرياضية.
على كل حال نشير إلى ذلك من باب التذكير بالعدل الذي يفترض أن يحصل عليه الحكام على اعتبار أنهم بشر معرضون للصواب والخطأ ويؤثرون ويتأثرون مثل بقية حلقات التطور ويجب علينا أن نقف إلى جانبهم وندعمهم كون النجاح يهم الجميع والخطأ منهم لا يكون بنية مبيتة وعن قصد وإنما هو خطأ غير مقصود .
رياضة الثورة نانقشت المشكلة وجمعت كل الأطراف وكلَ تحدث عن رأيه وخرجت بالحصيلة التالية:
المستوى أفضل.. والتأهيل مطلوب
الكابتن خالد بن بريك مدرب شعب حضرموت قال: التحكيم هذا الموسم أفضل من المواسم السابقة.. وهناك حكام جدد على الساحة.. والتحكيم هذا الموسم يشكل حالة أفضل.. منوهاٍ إلى أن هناك أخطاء ولكنها أخطاء بسيطة ولم تكن مؤثرة وترى أن المستوى أفضل من المواسم السابقة.
وأضاف الدور الأول حتى الآن يعتبر جيداٍ وتوجد هناك بعض الهفوات البسيطة من رجال الخطوط لكن حكام الساحة جيدون.
وطالب الكابتن/خالد بن بريك رجال الخطوط التدقيق في ضبط التسلل لأن هذه مشكلة وهفوات وقعوا فيها كثيراٍ.. وقال الدور القادم الإياب سيكون قوياٍ وحاسماٍ ويتطلب عقد دورات مكثفة للحكام حتى يدخلوا الدور القادم بجاهزية عالية ويتجنبوا أن يتسببوا بأي أخطاء قد تظلم أي فريق وبالتالي يؤثر على وضعه في قائمة ترتيب المنافسة سواءٍ من ناحية البطولة أو الهبوط.
المشاكل كثيرة..
الكابتن محمد سالم الزريقي مدرب وحدة صنعاء أكد أن التحكيم فيه كثير من المشاكل وأنها نفس المشاكل التي تحدث في المواسم السابقة.
وقال الزريقي: ما لفت نظري أن الحكام الرئيسي عندما يغادرون من محافظة إلى أخرى لإدارة مباراة يحضرون إلى المحافظة في بنفس يوم المباراة أو يصلون قبل المباراة بساعات فقط مما يؤثر على تركيزهم الذهني والبدني فعندما يسافرون لست ساعات أو أكثر ويقودون المباراة وهم مرهقون ومتعبون وبالتالي ينعكس ذلك على مستواهم ذهنياٍ وبدنياٍ.
وأضاف: خلال فترة الذهاب لم نتعرض لأخطاء الحكام سوى في مباراة واحدة كان فيها قرار الحكم مؤثراٍ على فريقنا وحقيقة فإنني أنصح بأن يتم رفع أجور الحكام وصرفها مقدماٍ من قبل الاتحاد في دور الإياب.. وطالب الحكام الذين يديرون مباريات في محافظة أخرى التواجد فيها قبل يوم من المباراة على الأقل والتهيئة للمباراة بشكل جيد.
وقال في ختام حديثه نحن لا نشك في نزاهة الحكام ولكن نتمنى منهم الحرص خلال مرحلة الإياب لأنها ستكون أكثر حساسية وأهمية.
سبب في إثارة الشغب والفوضى
ويقول علي هزاع أمين عام نادي الصقر تعز.. أن التحكيم ليس بالمستوى المطلوب الذي يطمح إليه اللاعب والإداري والمشجع مما يثير الفوضى والشغب في الملاعب..
وأضاف قائلاٍ: في الدور الثاني لابد على لجنة الحكام العليا بالاتحاد العام الاستعانة بخبير دولي في التحكيم طالما وأن معظم المباريات تنقل على الهواء لتلافي الأخطاء وهذا يعود بالفائدة على الجميع حكاماٍ وأندية واتحاد.
ونوه بأن أن الدور الثاني هو الأهم والحاسم وتتوقف عليه مسألة حسم البطولة والهبوط ولهذا يجب أن يكون الحكام على أتم الجاهزية والاستعداد.
الرياضة إلى الوراء
لاعب المنتخبات الوطنية واهلي صنعاء الكابتن علي النون: قال الرياضة بصورة عامة في اليمن تسير إلى الأسوأ ففي كل بلدان العالم الرياضة تتقدم نحو الأفضل وتتطور من عام إلى آخر باستثناء بلادنا فهي تسير إلى الورى ولدينا مشاكل في الرياضة في كل جانب.
وأضاف : الحكام بشر والبشر أكيد يخطئون ويصيبون ولكن المشكلة لا تكمن في الحكام لنقول إنهم سبب تدهور الرياضة أو بالأصح كرة القدم وبالتأكيد أن التحكيم ركيزة من ركائز تطور اللعبة لكن هناك أموراٍ أخرى هامة تعمل على تدهور الرياضة منها عدم إثبات مواعيد انطلاق وانتهاء الدوري حتى تعد الأندية فرقها قبل الدوري بشكل جيد يجعلها تدخل المنافسة بجاهيزة عالية ومستوى قوي وتلخبط مواعيد الدوري يجعل الأندية تدخل المنافسة بدون إعداد ولهذا تظهر المنافسة ضعيفة جداٍ.
وقال في ختام حديثه : أقول لا توجد رياضة بدون تخطيط ونحن لا نلوم الحكام إذا كان المستوى بهذا الشكل لأن الحكام أكيد لهم ظروفهم مثلهم مثل الأندية التي لا تستطيع الاستعداد للدوري لعدم تثبيت مواعيد الدوري.
مستوى التحكيم لم يتغير
لاعب المنتخبات الوطنية سابقاٍ وعدد من الأندية عبده علي الإدريسي قال : لم يتغير مستوى التحكيم هذا الموسم عن المواسم السابقة ولا تزال المشكلة قائمة فالحكام الذين يديرون المباريات في المواسم السابقة هم نفس الحكام ولم نشاهد حكاماٍ جدد في الساحة لذا تظل الأخطاء هي نفس الأخطاء والمشكلة هي نفسها التي ترافق كل موسم.
وأوضح أن عدم توفير كافة الاحتياجات للحكام من مرتبات وبدل سفر وحوافز وغيرها بالشكل الكافي وكذا عدم توفر الدورات التأهلية المتواصلة للرفع من مستوى الحكام يؤثر على مستوياتهم.
وأشار إلى أنه إذا تم توفير كل هذا وتم تحسين مستوى معيشة الحكام وتأصيلهم فبالتأكيد سيتطور التحكيم منوهاٍ بأن هناك حكاماٍ جيدين توفقوا ويسعون دائماٍ إلى تطوير مستوياتهم ويستحقون كل الاحترام والتقدير.
عوامل مؤثرة
الحكم الدولي أحمد قائد قال الدوري العام لكرة القدم يقام بشكل مضغوط واللاعبون غير متعودين على ضغط المباريات ودخول الفرق المنافسات بدون اعداد إضافة كل مدرب يبحث عن الفوز وعندما يخسر الفريق مباراة أو ثنتين يكون الضحية المدرب وبالتالي فمن الطبيعي انهم يبحثون على شماعة يعلقون عليها أخطاءهم وإخفاقاتهم وهو الحكم.
وأضاف هناك اخطأ تحكيمية غير مقصودة والحكم بشر معرض للخطأ ويعاني من ضغط المباريات هو الآخر مثله مثل اللاعب والمدرب والنادي عامة.
ونوه أن هناك أمر آخر وهام يؤثر على حكام المباريات وهي المخصصات المالية فمثلاٍ من صنعاء يذهب ليدير مباراة في المكلا وفي الأسبوع التالي يحكم في عدن أو الحديدة وطبعاٍ لم يتسلم بدل السفر الخاصة به من الاتحاد ويقترض مبالغ المواصلات والسكن والتغذية فهذا ينعكس سلباٍ على جاهزية الحكم وأدائه ونفسيته.
وأشار قائد إلى أن المستوى الفني متوسطاٍ للاعبين والمدربين والحكام.. وإذا لم يكن هناك برنامج يساعد الحكام يتم من خلاله تهيئهم التهيئة المناسبة لتقديم أفضل ما عندهم وبالدرجة الأولى المال وصرف مخصصاتهم في الوقت المحدد حتى يْبعد الحكام عن الضغط النفسي والعصبي ويكون مركزاٍ على تطوير أدائه نحو الأفضل وتقديم مستوى طيب في المباريات وإذا لم يتم ذلك فالمشكلة ستظل قائمة.
التقصير من الاتحاد والوزارة
رئيس لجنة الحكام العليا بالاتحاد العام لكرة القدم
الكابتن جمال الخوربي قال: لم تصلنا في اللجنة شكاوى رسمية من الأندية حتى الآن باستثناء شكوى رسمية واحدة فقط من نادي الصقر على حكم معين أكدوا أنهم تعرضوا للظلم منه ونحن ننتظر في هذه الشكوى ونضعها بعين الاعتبار أما لمجرد كلام أن التحكيم سيء فنحن لا نأخذ بها فلا يعني أن أي فريق يعترض أو يحتج أنه على حق.. وكل شيء وارد حيث يمكن أن انفعالاٍ وغضباٍ أو حتى من قبل حكم ما ولكن هو غير مقصود.
وأضاف: انتهيت من الدور الأول دوري الدرجة الأولى ولم تحدث أي مشاكل وقد تكون الأخطاء حدثت في مباراة أو اثنتين بسبب الاحتكاك أو المشادة واعتراضات على بعض الأشياء.. ولكن مجمل الدور الأول مر بسلام وإجمالي مستوى الحكام يعتبر جيداٍ.. باستثناء احتجاج نادي الصقر.
وأشار الخوربي إلى أن من أسباب ما يواجه الحكام من شائعات أنه على سبيل المثال فريق متقدم طوال المباراة في الوقت بدل الضائع الذي يحتسبه الحكم يسجل الفريق الآخر التعادل ويحتج الفريق الذي كان متقدماٍ على الوقت بدل الضائع.. ويحمل الحكم المسؤولية في الخسارة ولماذا حسب الوقت بدل الضائع معتبراٍ أن ذلك أمر ليس من شأن تلك الفرق بل هو من شأن الحكم.
ونوه الخوربي بأن لجنة الحكام لديها حكام دوليون ولديها ثمانية حكام شباب في الدرجة الأولى ولأول مرة يحكمون كحكام ساحة.. ولديها أيضاٍ مراقبون للحكام وللمباريات.
موضحاٍ أن أي خطأ يرفع للجنة وأي حكم يخطئ يتم معاقبته دون تهاون ولكن العقوبة غير معلنة مراعاة لسمعة الحكم وحالته النفسية.
وواصل حديثه قائلا: المباريات الهامة والحساسة نعطيها اهتماماٍ أكبر ونعين لإدارتها حكاماٍ جيدين وأحياناٍ نعين طاقماٍ تحكيمياٍ من الحكام الدوليين نظراٍ لأهمية وحساسية تلك المباريات وحقيقة فنحن نعمل بكل ما توفرت لدينا من إمكانيات للخروج بصورة أفضل.. والحكم في الأول والأخير بشر يخطىء ويصيب ولكن الأهم من ذلك أنه لا وجود للنية أو التعمد للخطأ لأي فريق بذاته وإن حدث الخطأ يكون غير متعمد وعفوي.
وأشار في ختام حديثه إلى أن الثقافة الرياضية مهمة جداٍ للاعبين والمدربين والإداريين والجمهور لأن هذا يساعد على تطوير الرياضة موضحاٍ أنه وبالنسبة لمستحقات الحكام فقد تم صرف مخصصات أربعة أسابيع حتى الآن معتبراٍ أن ذلك تقصير من الاتحاد العام ووزارة الشباب.
منوهاٍ أنه وبإذن الله تعالى سيتم خلال الأيام القليلة القادمة صرف مخصصات بقية الأسابيع من دور الذهاب.
