إفرازات العدوان السعودي في تعز..
مشايخ ووجاهات تعز ترفض أعمال الإرهاب وتقويض التعايش
سقوط عشرات الشهداء منذ بدء العدوان والحصارع لى قرية الصراري
لجنة الوساطة: تم توقيع وثيقة “صلح” وما يسمى بالمقاومة منعتنا من تنفيذ بنودها
تعز / إدارة التحقيقات الصحفية
يعترف الكل في تعز مشايخ ووجاهات وشخصيات اجتماعية وسكانا بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية أن ما يحدث في منطقة الصراري بمديرية صبر الموادم بمحافظة تعز مؤشر خطير وشرارة تعكس تغول الإرهاب الذي تدعمه السعودية وتكرسه من خلال مرتزقتها المحليين عبر ممارسات عرقية ومذهبية ومناطقية حرص الجميع على الابتعاد عنها ..
وبما أن الكل يعترف بخطورة الوضع هناك، فإنهم يجمعون على ضرورة انتهاء العدوان بأي طريقة كانت وقد شكلت أكثر من لجنة وساطة ضمت وجاهات في مديريات صبر الثلاث وهي الموادم والمسراخ ومشرعة وحدنان، لكن هناك من المرتزقة من لا يريد للفتنة أن تخمد وللحرب أن تنتهي فيعملون جاهدين على صب الزيت على النار وبالتالي إفشال جهود لجان الوساطة الأولى والثانية الأمر الذي أدى إلى استمرار الإرهاب والحرب في تعز..
تفاصيل ما يحدث في منطقة الصراري بصبر تجدونها في التحقيق التالي ..نتابع:
تقع قرية الصراري في شرق مديرية جبل صبر الموادم بمحافظة تعز وموقعها لا يبعد كثيرا عن موقع العروس الاستراتيجي.. وينتسب أغلب سكان هذه القرية إلى الجنيد وهو الجد الأكبر لآل الجنيد والذين يعتبرون مشرعة وإحدى الأسر اليمنية العريقة في المنطقة..
ومنذ أن طال العدوان تعز بما في ذلك مديريات جبل صبر الثلاث حرص آل الجنيد على أن يبتعدوا عن كل الأسباب التي يمكن أن تجر الحرب إلى مسقط رأسهم وهو ذات الهدف الذي حرص عليه أبناء العزل المجاورة لقرية الصراري، فالكل يهرب من أي مواجهات عرقية أو مناطقية علاوة على أن بيت الجنيد والعزل المجاورة لهم تربطهم أواصر قرابة متداخلة وعميقة .
المبررات..!
يحاول البعض تصوير ما يحدث في الصراري على أنه امتداد للمواجهات الدائرة بين الجيش واللجان الشعبية وما يسمى بمقاومة تعز من مرتزقة العدوان! لكن الحقيقة أن إفرازات العدوان من الإرهاب والتطرف وتمزيق النسيج الاجتماعي كانت الحامل لهذا الصلف واستعداء الآخر، فحسب شهود عيان من أبناء المنطقة فإن المرتزقة كانوا يتحينون سببا للانقضاض على قرية الصراري تحت مبررات واهية وكان السبب هذه المرة الزج بأحدهم للاعتداء على أشجار قات في قرية الصراري.. ومن هنا بدأت ممارسات المرتزقة من الإرهابيين تتواصل ضد قرية الصراري حتى وصلت إلى مستوى خطير، حيث تدخلت ما تسمى بالمقاومة وقامت بمحاولات اقتحام القرية الأمر الذي قابله أهل القرية بمقاومة شرسة مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء.. ثم حصار القرية.
حصار القرية
من خلال شهادات مطلعين فإنه وبعد محاولات عدة لاقتحام القرية باءت جميعها بالفشل لجأ الإرهابيون إلى فرض حصار على القرية من جميع الاتجاهات الأمر الذي خلق مأساة إنسانية عميقة تسببت في اشتداد رحى المعارك وبالتالي سقوط شهداء من أبناء قرية الصراري وقتلى من المليشيات المحاصرة للقرية كما تسببت في نزوح لبعض الأسر طلبا للنجاة .
لجان الوساطة
مصدر مسؤول بلجنة الوساطة -فضل عدم الكشف عن اسمه- تحدث عن ما يحدث هناك وكيف استقبلت لجنة الوساطة من قبل الطرفين يقول “لقد حدث ما كنا نخشاه فالحرب التي تجري الآن في منطقة الصراري أمر كنا نتمنى ألا نصل إليه فهي -إن استمرت- ستكون كارثة حقيقية بالنسبة لأبناء صبر برمتها إذ ستكون حربا عرقية ومناطقية ولن تتوقف تبعاتها على منطقة معينة أو خلال فترة محددة فهي ستمتد إلى كل العزل المجاورة للصراري وستمتد ثاراتها لأكثر من جيل أي أنها قد تستمر لعشرات السنوات ..
وتابع: ومن منطلق مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية قام عدد من مشايخ صبر الموادم ومشرعة وحدنان والمسراخ بالبحث عن حلول تنهي المشكلة وتوصلنا إلى حل يقوم أساسه على تشكيل لجنة وساطة ضمت أبرز شخصيات ووجاهات صبر وقامت اللجنة بالتواصل مع طرفي الصراع وانتهى الأمر بوضع وثيقة صلح بين الطرفين ضمت عدة بنود تضمن إنهاء الحصار المفروض على القرية والتعدي عليها..
وأكد المصدر في لجنة الوساطة أن تفاعلا إيجابيا كان في البداية من قبل ما تسمي نفسها المقاومة وأبناء الصراري لكن عند نزولنا لتنفيذ أول بنود الاتفاق لم نجدذلك التفاعل إذ مُنعت اللجنة من الوصول إلى منطقة الحدث من قبل ما تسمى بالمقاومة وتعرضت اللجنة لإطلاق نار من قبل أفراد المقاومة هناك.. وعند سؤالنا عن السبب تحججت العناصر المعتدية على القرية بأن أبناء الصراري خرقوا الهدنة التي كانت قد أبرمت من سابق حتى يتم تنفيذ جميع بنود اتفاق الصلح.. رغم ذلك لازلنا نبحث عن تهدئة تفضي إلى حل النزاع الذي يضمن رفع الحصار عن أبناء الصراري ووقف نزيف الدم هناك” .
وأشار المصدر إلى أن وثيقة الصلح الموقعة بين الأطراف كان قد سبقتها وثيقة صلح أخرى وأن هذه الأخيرة ما جاءت إلا لتدعم وتؤكد الوثيقة السابقة .
وبحسب ما ورد في الوثيقة الموقعة فإن بنودها تقضي بفتح الطريق المؤدية إلى قرية الصراري التي سبق وإن أغلقت أمام حركة السير في شرق صبر وهذا هو البند الأول من الوثيقة.. أما البند الثاني فيقضي بتشكيل لجنة تقوم بسحب السلاح الثقيل إن وجد من قرية الصراري على أن يتسلمه مشايخ العزل المجاورة.. كما تنص الوثيقة على أن يتم خروج المقاتلين من غير أبناء المقاتلين المتواجدين في المنطقة وينص البند الثالث على تشكيل لجنة للنظر في قضايا الدم التي سفكت.. وتشدد الوثيقة في بندها الرابع على ضرورة الالتزام بما ورد فيها وسرعة تنفيذه وتهيئة الأجواء لذلك..
يذكر أن عددا من أبرز وجاهات ومشايخ تعز قد وقعوا على الوثيقة ومعهم ممثلون عن ما يسمى بالمقاومة وممثلون لأبناء الصراري .
مناشدات
مشايخ وأعيان ووجاهات صبر ناشدوا بوقف هذه الأعمال العدائية ودعوا في ذات الوقت إلى رفع الحصار وكف الأذى من أي طرف كان..
من جهة أخرى يقف سكان صبر مع ما توصلت إليه لجنة الصلح وطالبوا بتنفيذ بنوده بأسرع وقت ممكن قبل أن تتطور الأمور ويحدث ما لم يحمد عقباه.
كما طالبوا باصطفاف واسع تجاه الإرهاب والممارسات التي تقوض السلم الأهلي والتعايش في محافظة تعز.