الثورة نت /
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم مسيرة جماهيرة حاشدة بمناسبة يوم القدس العالمي .
وردد المشاركون في المسيرة الهتافات المعبرة عن تضامن أبناء الشعب اليمني مع القضية الفلسطينية والقدس الشريف ووقوفهم إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني .
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والوطنية، كما رسم عدد من المشاركين لوحات تشكيلية فنية للعلم الفلسطيني في ساحة المسيرة الجماهيرية تعبيرا عن حب أبناء الشعب اليمني للشعب الفلسطيني واستعدادهم التضحية من أجل القضية الفلسطينية.
وفي المسيرة ألقى رئيس المجلس السياسي لأنصار صالح الصماد كلمة أشار إلى أن قضية فلسطين هي القضية الأساسية التي يجب أن تتجه نحوها بوصلة الأمة للوقوف مع الشعب الفلسطيني .. لافتا إلى أنه كان المفترض على الأنظمة العربية التي تجثم على أعظم ثروات الأرض وتسيطر على رقعة جغرافية إستراتيجية أن تتجه لمواجهة الكيان الصهيوني وتحرير أرض فلسطين.
وقال” إن خروج أبناء الشعب اليمني المشرف والمهيب للعام الثاني تحت وطأة العدوان والحصار يدل على عظمة هذا الشعب رغم حجم المآسي والمعاناة التي طالت كل أبناءه جراء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي استهدف كل شيء في هذا البلد إلا أن هذا الشعب لم يتخلى عن أهم وأقدس قضية، هي قضية الأمة الكبرى ومظلومية الشعب الفلسطيني “.
ولفت إلى أن إحياء ذكرى يوم القدس العالمي يأتي إمتدادا للموقف الأصيل والمبدئي للشعب اليمني تجاه قضية الأمة المحورية والكبرى وهي القضية الفلسطينية .. مبينا أن رمزية القدس ليست رمزية مكانية أو روحية مصدرها التعلق الروحي للمسلمين بالقدس.
وذكر أن رمزية القدس والقضية الفلسطينية رمزية أعم وأشمل من دلالتها المكانية وتعبيراتها الروحية، رمزية الجغرافيا الفلسطينية والتعلق الروحي إلى فضاءات أوسع تشمل كل الجغرافيا العربية والإسلامية، رمزية ترتبط بالوضع الشامل للعرب والمسلمين وتمتد لكل المجالات السياسية والإقتصادية والمعرفية والثقافية والإجتماعية والعسكرية.
واعتبر رئيس المجلس السياسي لأنصار الله أن القدس والقضية الفلسطينية معيار تقيس من خلالهما مستوى تقدم العرب والمسلمين وتراجعهم ومستوى تخلفهم أو نهضتهم واستقلالهم أو تبعيتهم وتطورهم أو ترديهم .
وأضاف ” لقد استطاعت الشعوب العربية والإسلامية أن تواجه أقوى إمبراطوريات في العصر الحديث بريطانيا وفرنسا وأن تطردهما من كل الأراضي العربية والإسلامية وبعد أن نالت استقلالها عجزت البلدان العربية مجتمعة أن تفعل شيئا للقدس وفلسطين ووقفت عاجزة أمام حفنة من الصهاينة، عاجزة أمام كيان مصطنع لا يتجاوز عمره السياسي ستين عاما “.
وتابع “إن قضية فلسطين والقدس هي مؤشر يشخص حالة العجز العربي والإسلامي، وتشخص حالة الإستقلال المنقوص وحالة الهوان والإذلال التي يمارسها هذا الكيان على العرب والمسلمين “.
وقال ” إرتباط مصيري بين وضع القدس وفلسطين ووضع العرب والمسلمين، فكلما كان القدس في خطر كانت الأمة في خطر وكلمات تراجعت مكانة القدس والقضية الفلسطينية في الخطاب السياسي والإعلامي العربي والإسلامي كان شاهدا على تراجع خطير في جميع المستويات “.
وبين أن التحول الجذري في خريطة الصراعات في المنطقة بدلا من مركزية الصراع العربي مع إسرائيل، هدف استراتيجي لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وصرف أنظار العرب عن إسرائيل وإثارة الفتنة بين السنة والشيعة وتأجيج الصراع بين العرب والفرس وإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط على أساس ديني وطائفي، الهدف من هذه الخطة تسويغ إسرائيل دولة دينية قومية لليهود وفرض هيمنتها على تلك الدويلات الهشة والضعيفة والمتنازعة.
وأكد الصماد أن إرتهان أغلب أنظمة العمالة للكيان الصهيوني وحاميته أمريكا ساهم في تمكين الكيان الصهيوني من إحكام سيطرته على أرض فلسطين من خلال دعم بعض الأنظمة العربية لإسرائيل بشكل مباشر أو من خلال التواطؤ في تمكينها وإغراق الأمة في مشاكل داخلية ألهتها عن مواجهة الخطر الحقيقي خطر إسرائيل التي تهدد الأمة أرضا وإنسانا .
وأضاف ” لقد اتجهت كثير من الأنظمة وفي مقدمتها النظام السعودي بعد أن مكنت الكيان الصهيوني من السيطرة على أرض فلسطين، لإزالة أي حجر عثرة قد تشكل تهديدا للكيان الصهيوني، بل وصل الحال للتآمر على حركات المقاومة التي بدأت تهدد الكيان الصهيوني وتشكل نواة لتحرير فلسطين وساهمت تلك الأنظمة في قمعها وحصارها “.
كما أكد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله أن ما يتعرض له الشعب اليمني اليوم من عدوان سافر هو امتداد لمشروع العمالة والإرتهان الذي يمثل كبره النظام السعودي في استهداف كل صوت حر شريف يتحرك لاستنهاض الأمة لاستعادة بريقها وتحمل مسؤوليتها .
وتابع قائلا ” إن النظام السعودي الذي نصب نفسه درعا حصينا وحاميا للكيان الصهيوني عمل كل ما بوسعه للوقوف في وجه الشعب اليمني لإثنائه عن تبني أي مشروع حضاري تنويري لمواجهة الخطر الامريكي- الإسرائيلي ” .. مشيرا إلى أن النظام السعودي عمد إلى تغذية الفكر التكفيري لاستهداف أي تحرك ضد الكيان الصهيوني إلا أن عنفوان الشعب اليمني وقيمه وأصالته تجاوزت كل تلك المؤامرات لتجعل من قضية فلسطين القضية الأولى في اهتمامات الشعب اليمني .
وذكر أن النظام السعودي مارس أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني منذ ما يقارب العام ونصف ومن وراءه دول الإستكبار والهيمنة وبدعم وتغطية المجتمع الدولي الذي تعامل بنفس الأسلوب مع القضية الفلسطينية على إمتداد عقود من الزمن.
وتساءل بالقول ” إين الوعاظ من علماء البلاط السعودي وغيرهم التي تمتلئ كروشهم بالسحت وتبح أصواتهم بالتحريض ضد المسلمين وضد كل من يواجه الكيان الصهيوني لماذا لا نسمعهم يتحدثون عن الصهاينة ويحرضون شعوبهم للتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني “.
كما تساءل ” أين وسائل الإعلام التي تمتلكها هذه الأنظمة وتوجه خطابها لإثارة الفتنة بين أبناء الأمة لماذا ألجمت عن الحديث عن الصهاينة والقدس ” .. مؤكدا أهمية أن تتجه وسائل الإعلام في المسار الذي يتحرك فيه الشعب اليمني .
وأشاد الصماد بالدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الوطنية رغم الإستهداف الممنهج لمحو الوعي الشعبي حول فلسطين .. لافتا إلى ضرورة تخصيص مساحة من برامجها للقضية الفلسطينية والعمل على إعادة إذاعة صوت فلسطين لتبقى فلسطين هي القضية الأبرز لوعي الشعب العربي.
وأكد على أبناء الشعب اليمني أن يدركون أنهم في الطريق الصحيح الذي سيصل بهم إلى العزة والكرامة وتحرير الأمة من هيمنة الصهاينة وأدواتهم وأن الضريبة الباهظة والتضحيات الجسيمة التي يدفعها الشعب اليمني هي فاتورة موقفه المسئول تجاه قضايا الأمة .
من جانبه أشار رئيس تكتل الأحزاب والتنظيمات السياسية المناهضة للعدوان أمين عام حزب الكرامة اليمني عبدالملك الحجري إلى أن الإحتفال بيوم القدس العالمي هذا العام له طابعه الخاص من حيث أن الشعب اليمني وكل الشعوب التواقة للحرية تواجه المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي وأذرعته المتأسلمة في المنطقة.
وقال” إن الشعب اليمني سينتصر على العدو السعودي والمشروع الامريكي والصهيوني الغربي وسيكون هذا الإنتصار خطوة على تحقيق حلم جماهير الأمة على امتداد العالم في تحرير القدس الشريف الذي نحيي ذكراه اليوم الخالدة في وجدان كل أحرار وشعوب العالم “.
وجدد الحجري التأكيد بأن الشعب اليمني وكل القوى السياسية الوطنية ستظل متمسكة بالقضية الفلسطينية الأساسية والسعي لتحرير القدس الشريف مهما كانت التحديات والصعاب .. مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية الأولى والمحورية للأمة العربية والإسلامية .
وحيا صمود الشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وغطرسته .. لافتا إلى ضرورة مواصلة الصمود واستمرار رفد الجبهات بالمال والرجال للإنتصار على دول الإستكبار وتحالف الشر والعدوان .
بدوره أشارت كلمة العلماء التي ألقاها العلامة محسن الحمزي إلى أهمية إحياء ذكرى يوم القدس العالمي باعتبار أن القدس والقضية الفلسطينية هي القضية المحورية للشعوب العربية الإسلامية .. مبينا أن الشعب اليمني يحيي هذه الذكرى رغم ما يتعرض له من عدوان همجي غاشم منذ عام وخمسة أشهر .
وحث كافة أبناء الشعب اليمني على مواصلة الصمود في وجه العدوان .. داعيا الجميع إلى تحمل المسؤولية خلال المرحلة الراهنة كل من موقعه وفي مجال عمله واختصاصه.
تخلل الإحتفال قصيدتان شعريتان ألقاهما علي النعمي ومعين عبدالله مرعي، وكذا رسالة أطفال اليمن ألقتها إحدى الزهرات ولوحة إنشادية واستعراضية لفرقة الشهيد القائد من كلمات الشاعر حسن المرتضى صاحبها استعراض لعدد من الأشبال والزهرات .
وأكد بيان صادر عن المشاركون في المسيرة، استمرار جماهير الشعب اليمني في القيام بدورها الشعبي المسئول تجاه القضية الرئيسية الكبرى والمحورية للأمة الإسلامية وكذا التمسك بمحورية ومعيارية هذه القضية.
كما أكد البيان تمسك أبناء اليمن المبدئي بالعداء لإسرائيل والنصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته .. لافتا إلى أن بوصلة العداء ستبقى موجهة نحو الكيان الغاصب ولن تنحرف إلى أي جهة أخرى رغم المحاولات والتضليل الإعلامي والثقافي والفكري الذي يستهدف الأمة من قبل أعدائها الأمريكيين والإسرائيليين .
ودعا البيان إلى دعم ومساندة المقاومة والشعب الفلسطيني بالمال والسلاح .. مؤكدا أن الخطر الحقيقي والشامل على الأمة هو الخطر الإسرائيلي والأمريكي وما أنتجوه من أنظمة فكر تكفيري عاثوا به في الأرض فسادا .
وأشار المشاركون في المسيرة إلى توجه الشعب اليمني الساعي لحرية واستقلال البلاد وتحرير الأراضي اليمنية والتضحية في سبيل ذلك مهما كان حجم العدوان والإستعداد للدفاع عن القضايا المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وحيا البيان صمود أحرار وأبطال اليمن من أبناء الجيش واللجان الشعبية والقبائل الثابتين في الميدان في مواجهة قوى الإستكبار العالمي وأذنابها المتآمرين على الأمة الإسلامية وعلى قضية فلسطين المركزية.
وأكد البيان الإستجابة الفورية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لدعم جبهات القتال للتصدي لأي محاولة لقوى العدوان للإعتداء على التراب اليمني وكذا جهوزية أبناء الشعب اليمني للذود عن حياض الوطن في كل الظروف والأحوال.
ولفت إلى أن خروج أبناء الشعب اليمني في هذا اليوم تأكيد على مكانة القضية الفلسطينية في قلب ووجدان أبناء اليمن .. معتبرا إحياء يوم القدس العالمي مصدر فخر وعز لأبناء الشعب اليمني وتأكيدا على أن اليمنيين لن ينسوا القضية الكبرى والمركزية للأمة رغم العدوان الغاشم الذي يشن على اليمن من قبل أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي.
سبأ