رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بأمانة العاصمة الدكتور نصر القدسي لـ “الثورة”:

 لدينا مركز لعلاج الحروق ينافس أحدث المراكز الإقليمية والعالمية..  وكادر متخصص في الجراحة التجميلية
¶قريبا.. توقيع اتفاقية مع منظمة دولية لإكمال باقي الترميمات وافتتاح مركز الأمومة والطفولة
لقاء/ جمال الظاهري
من السهل إيجاد الأعذار والمبررات للتواري ومن السهل أيضاً تبرير الفشل أو الاعتذار عن القيام بما يجب القيام به في ظل الظروف الاستثنائية، إلا أنه لكل قاعدة استثناء ولكل صعب وسيلة أو أسلوب تمكن من تجاوزه، أولها الانتصار على هواجس الخيبة والفشل التي تنهش الإرادة، ويليه الإيمان بالعمل الجماعي الذي يؤدي إلى النجاح.
فيما هناك نماذج كثيرة استطاعت في ظل ظروف استثنائية صعبة ودقيقة أن تسجل أسماءها في قائمة النجاح،وابتدعت فلسفتها الخاصة بالمقاومة والنضال في مجال عملها فطوعت الصعب وأخضعت المستحيل لإرادة البقاء وديمومة العطاء رغم التحديات.
والمستشفى الجمهوري بصنعاء واحد من هذه النماذج اليوم  من ناحية تقديم الخدمات وتميزها، بينما كان بالأمس عدد زواره قليلين ويندر أن تجد فيهم باحثاً عن خدمة متميزة أو تخصصاً هاماً..
في هذا الإطار التقينا الدكتور نصر القدسي – رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بأمانة العاصمة-  وطرحنا على طاولته جملة من الأسئلة تتعلق بنشاط المستشفى الملحوظ..والخدمات التي تنوعت وتحسنت كثيرا ..وصمود المستشفى خلال العدوان رغم صعوبة الظروف ..نتابع:
هناك تغير واضح في تقديم الخدمة وإقبال الناس على المستشفى
وهنا يعلق الدكتور نصر القدسي على ذلك بالقول :
– المستشفى الجمهوري من المستشفيات الكبيرة وهو ثاني أكبر مستشفى على مستوى الجمهورية، موقعه المتميز في وسط العاصمة جعله قبلة لأعداد كبيرة من المرضى سواء من أبناء الأمانة أو ممن يأتون من جميع محافظات الجمهورية طلبا للعلاج.
وينفرد المستشفى الجمهوري بامتلاكه لعدد من المراكز المتخصصة لا تتوفر في بقية المحافظات كمركز الحروق والتجميل الوحيد على مستوى الوطن، حيث يقدم هذا المركز الخدمة الطبية والعلاجية ليس فقط لمرضى الحروق ومضاعفاتها، فإلى جانب علاج حالات الحروق وما ينتج عنها من تشوهات للمصابين، يقدم خدمات اخرى منها الجراحة التجميلية التي تتطلب كادراً متخصصاً على مستوى عالٍ من المهارة.

كوادر متخصصة
وعن ما يميز هذا المركز يقول الدكتور القدسي: الأهمية الكبيرة لمركز الحروق في المستشفى لمن لا يعرف تتضاعف نتيجة لأنه يمتلك الكادر المتخصص والمؤهل لتقديم أفضل الخدمات على المستوى الداخلي وينافس  الخدمات التي تقدمها أحدث مراكز علاج الحروق الإقليمية والعالمية وبالمجان رغم الكلفة العالية التي تستلزم تشغيله، كون كلفة علاج مرضى الحروق ومضاعفاتها -كما هو معروف عالميا – تقدر من 300 إلى 400 دولار يوميا، ولك أن تتخيل العبء الكبير الذي يتحمله المركز وهيئة المستشفى.

سرطان الجلد والتشوهات
ويستطرد قائلاً:  وفي ظل هذه الظروف تحديداً التي كانت كفيلة بإغلاق هذا المركز وحرمان المريض اليمني من الخدمة وتحميله أعباء إضافية حين يضطر إلى السفر إلى خارج الوطن لطلب العلاج, ولكننا والحمد لله وعبر التواصل مع الجهات المختصة والمؤسسات الخيرية وعلى رأسهم صندوق المعاقين استطعنا تقديم الخدمة المجانية لجميع مرضى الحروق ولجميع شرائح المجتمع اليمني دون تمييز ابتداء بالفحوصات وإجراء العمليات وانتهاءً بالرعاية والأدوية, إضافة إلى خدمات أخرى يقدمها هذا المركز متمثلة في علاج سرطانات الجلد والحوادث والتشوهات الخلقية.

مركز العيون
ويواصل رئيس هيئة المستشفى الجمهوري حديثه عن الخدمات التي يقدمونها والمراكز التخصصية الحديثة التي يوفرها المستشفى قائلاً:
– بالإضافة إلى مركز الحروق والتجميل استطعنا ومنذ وقت قريب إضافة خدمات جديدة تضاهي ما تقدمه مراكز الدول الصديقة والشقيقة الأخرى عبر مركز العيون الذي دخل الخدمة مؤخراً ليشكل إضافة نوعية لما يقدمه المستشفى.
ويضيف: هذا المركز زود بأجهزة  لا توجد في مستشفيات أخرى سواء كان في الأمانة أو محافظة صنعاء أو غيرها من المحافظات، ويقدم خدمات كبيرة وجديدة عبر استخدام أحدث التقنيات من أجهزة ووسائل علاجية وتشخيصية ضخمة جدا.

مركز الحميات والإيدز
مركز متخصص آخر تم إنشاؤه حديثاً يشرح أهميته الدكتور ناصر القدسي قائلاً: أما بالنسبة لمركز الحميات والإيدز فهو أكبر مركز في الجمهورية .. حيث توجد هناك أربعة مراكز أخرى تقريبا، في عدن والحديدة وتعز، ولكن هذا المركز أكبرها من حيث عدد من يستقبلهم إذ يصل العدد إلى حوالي أربعة آلاف حالة، بينما بقية المراكز تستقبل حوالي ألف حالة، وبالتالي فلا مقارنة بين ما يقدمه وما تقدمه بقية المراكز الأخرى من حيث الرعاية والخدمة التي تقدم لمرتادي هذا المركز والذين يأتون من كافة محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى احتوائه على أجهزة ضخمة ووسائل تشخيصية متقدمة مثل جهاز PCR وCD4 وغيرها.

مركز الغسيل الكلوي
مركز جديد آخر شكل إضافة نوعية لهذا الصرح الطبي –المستشفى الجمهوري-عبر جهود هيئة المستشفى وبفضل تفاني كادره الطبي والفني والإداري، يقدم خدمة ممتازة ..وهنا يقول الدكتور نصر القدسي   قائلاً:
يعمل مركز الغسيل الكلوي بكفاءة عالية وبطاقته القصوى، ويقدم خدمات جليلة لمرضى الكلى، وهو من المراكز الجديدة والحديثة من حيث التجهيزات، ومع ذلك وللأسف الشديد فحتى يومنا هذا لم تعتمد له موازنة حيث أنه افتتح في عام 2015م ويعمل يومياً 52 جلسة لمرضى الفشل الكلوي من جميع محافظات الجمهورية، ولك أن تتخيل تقديم هذه الخدمة وبعدد 52 جلسة غسيل كلوي يومياً بدون ميزانية تشغيل وصيانة وأجور الخ؟!
ويتابع قائلاً: ولكن بفضل الجهود الخيرة للعاملين بالهيئة وعبر التواصل مع المسؤولين في الجهات المختصة سواء في أمانة العاصمة أو وزارة الصحة أو مكتب الصحة أو غيرها من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية -مثل منظمة أطباء بلا حدود الاسبانية منذ حوالي سنة تدعم هذا المركز والآن منظمة أطباء بلا حدود ولكن الهولندية منذ ستة أشهر تدعم المركز.

مساهمة الحكومة
وعن مساهمة الحكومة قال الدكتور/ نصر القدسي: تواصلنا مع وزارة المالية وتم الاتفاق على أن يرصد لنا نصف الموازنة، وحال حصولنا على ذلك سيكون واضعنا أفضل لأنها ستساهم بشكل كبير في دعم النفقات التشغيلية والمستلزمات والأدوية المطلوبة لهذا المركز، وبالمجمل ورغم كل الظروف نستطيع القول أننا بفضل الله ورعايته استطعنا تقديم خدمات كبيرة وجليلة لمرضى الغسيل الكلوي إلى جانب بقية مراكز الغسيل في المستشفيات والهيئات الأخرى.
وللتوضيح أكثر فما هو معروف عالمياً أن لكل جهاز غسيل كلوي أربعة مرضى فيما عندنا -في اليمن-لكل جهاز غسيل كلوي 200 مريض.

مركز الطوارئ
تخصص آخر ادخل عليه إضافات من حيث الخدمة التي يقدمها وفق أحدث الرؤى التي توصل إليها المشتغلون في الحقل الطبي ويوضح ذلك رئيس الهيئة الدكتور ناصر القدسي قائلاً: أصبح لدينا الآن مركز طوارئ حديث معزز بعناية مركزة من عشرة أسرة مدعومة من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية،إضافة إلى غرفة عمليات متكاملة، كما رفدنا هذا المركز بأجهزة ووسائل تشخيصية جديدة بحيث أصبح مركز الطوارئ الآن من المراكز الحديثة التي تحتوي على أجهزة علاجية وإسعافية وتشخيصية حديثة مكنتنا من تقديم خدمات جديدة على مدار الـ 24 ساعة يوميا, وهنا انتهز الفرصة لتسجيل شكري وتقديري لكل من دعم.

مركز مغاسل التعقيم
وينتقل الدكتور القدسي إلى الحديث عن مركز جديد آخر هو مركز مغاسل التعقيم “هو من المراكز الجديدة التي بدأنا العمل بها وتبقى لنا أجهزة التعقيم وإن شاء الله خلال هذا الشهر أو الشهر التالي نتمكن من العمل داخل قسم التعقيم الذي يحتوي على أجهزة حديثة ومتميزة وإن شاء الله ستشكل إضافة ممتازة حيث أن هذه الأجهزة مواكبة لكل ما هو جديد في هذا المجال.

تصوير /محمد حويس

قد يعجبك ايضا