التغذية المدرسية .. تشجيع لتعليم الفتاة

صادق هزبر –
وحدها سحابة الصيف العابرة من تشفق على الطالبة أماني عبده ذات الربيع الـ8 التي تتلقى تعليمها الأساسي في ساحة مدرسة عومر بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء من أشعة الشمس المسلطة على رأسها مع زميلاتها من جهة وقساوة من بأيديهم فتح بقية الفصول الدراسية الجديدة الجاهزة من جهة أخرى .
ومع تزاحم ظروف المعاناة وبيئة القبيلة إلا أن الطالبات في هذه المدرسة لم يعرن تلك الظروف اهتمام ويتوجهن نحو التعليم بشغف كبير , يشاركهن في تلك المعاناة مدرس الرياضيات الأستاذ علي محسن في شرح الدروس على جدار المدرسة لعدم وجود السبورة .. وبوصول مواد التغذية المدرسية المكونة من القمح والزيت والمقدمة من برنامج الأغذية العالمي ارتسمت الفرحة على وجوه تلك الطالبات في مدرسة عومر وهن يستلمن حصتهن الغذائية الجافة يدا بيد عبر كوبونات الصرف .. وبدت علامة الفرحة تظهر على محيا الطالبات سندس فهد ولين الحوري والهنوف وشعرن بأن هناك من يخفف من وطأة معاناتهن .
حيث تقول الطالبة سندس فهد صف خامس ابتدائي أنها مع زميلاتها منذ بداية العام الدراسي وهن يدرسن في ساحة المدرسة وان هناك فصولا◌ٍ جاهزة لم يتم فتحها ولا ندري ما هي الأسباب ونرجو أن توصلوا هذه المعاناة للجهات المعنية¡ وواصلت سندس حديثها بالقول: يبدو أن البعيد يحس بأهمية تعليمنا أفضل من القريب وما هذه المواد من التغذية المدرسية التي تأتينا إلا خير دليل, كون هذه المواد تشكل عاملا محفزا لأولياء أمورنا كي نذهب للمدرسة وأسرتي تكون سعيدة عندما تأتي هذه المواد .. وسأواصل تعليمي حتى وان لم تكن هناك تغذية, أما الطالبة نسيم الزارعي من مدرسة عومر أيضا فتقول: إن مواد التغذية المدرسية التي تتسلمها تسهم في توفير جزء من الغذاء لأسرتها وشجعت والديها على أن تواصل تعليمها وكذلك أهل المنطقة للدفع بفتياتهم للالتحاق بالمدارس.
بيئة محفزة على التعليم
وحين انتقلنا إلى مدرسة علي ابن أبي طالب في منطقة بيت بادي بالمحويت تجلت للجميع أهمية البيئة المحفزة على التعليم واهتمام الأهالي والمدرسين والمجلس المحلي والأسرة بالتعليم وخصوصا تعليم الفتيات اللواتي عبرن عن أهمية تعليم الفتاة في أن تسلك طريق المستقبل وتنمي قدراتها وتخدم الأسرة والمجتمع وما أسهمت به هذه التغذية المدرسية منذ فترة في توفير جزء من احتياجات الأسر الفقيرة .
حيث تقول الطالبة إشراق فراص الصف التاسع في مدرسة علي ابن أبي طالب بمنطقة بيت بادي بالمحويت أنها تدرس إلى جانب أربع من أخواتها في هذه المدرسة وهن شروق وهند صف أول ثانوي وهنادي صف ثاني وأشواق صف سابع¡ ونحن نستلم ثمانية أكياس قمح وأربع علب زيت وهذه المواد الغذائية خففت كثيرا◌ٍ من معاناة أسرتي.
وتشاطرها أخواتها بالقول: إن مواد التغذية المدرسية شجعت أسرتهن على مواصلة تعليمهن وأن السعادة تغمرهن حينما يستلمن هذه المواد.

قد يعجبك ايضا