دقت أجراس الامتحانات
معلمون: أكملنا مقرراتنا الدراسية ونتمنى أن نعطي الطالب حصص مراجعة
تربويون: توقعنا تقديم الموعد قبل تاريخ التعميم الأول.. فتجاوزنا المشكلة
طلاب:فوجئنا بخبر تقديم الامتحانات.. لكن الاستعداد لها جيد
أخصائيون اجتماعيون: خوف الطلبة أمر عادي سواء تم تقديمها أو تأخيرها
تحقيق / وائل الشيباني
يستقبل طلاب وطالبات اليمن الامتحانات النهائية بنفسيات مضطربة في ظل استمرار العدوان..
كما أن ضيق الوقت قد أثر على سير الخطة الدراسية وحرمهم من مراجعة بعض المواد الكثيفة والمهمة كالرياضيات والعلوم، ليس هذا فقط فتقديم تاريخ الامتحانات إلى ما قبل شهر رمضان كان عاملا إضافيا قد يؤثر على الطلبة خاصة وأن المخطط له إجراء الامتحانات بعد انتهاء الشهر الفضيل بحسب تعميم الجهات المختصة سابقا.
في التحقيق التالي نتتبع قضية تقديم فترة الامتحانات.. وتقليص عدد الحصص الدراسية وتأثير ذلك على الطلاب والمعلمين.. وكيف سيتجاوزونها بصمودهم الكبير خلال عام ونيف من العدوان الغاشم..
يبذل الكثير من الطلاب جهودا مضاعفه للاستعداد لخوض غمار الامتحانات النهائية بنفسيات مختلفة ولكنها مليئة بالإصرار على تجاوز كل العقبات التي مروا بها خلال فترة الدراسة في الفصل الثاني رافعين راية التحدي ومستعدين لكل طارئ..حسب تعبير الطلبة الذين التقاهم معد التحقيق.
توقعت أن أختبر في شهر شوال ولكني فوجئت بخبر تقديم الامتحانات قبل رمضان وهذا ما جعلني أستاء نوعاً ما خاصة وأن بعض المعلمين أسرعوا في تدريسهم المنهج وأهملوا جانب المراجعة حتى يتمكنوا من إنهاء المقرر الدراسي قبل الامتحانات، هذا ما أكد عليه الطالب مبخوت العزي “طالب في الصف الثاني” واتفق معه زميله في نفس الصف إبراهيم جار الله الذي أضاف قائلاً : أتمنى أن نتعلم بصورة أكثر هدوءاً وبدون عجلة فلو فهمنا ثلثي المنهج بصورة جيدة أفضل من أن نكمل المقرر الدراسي دون أن نفهمه بصورة جيده.
لذا يتمنى إبراهيم من المعلمين أن يهتموا بالمراجعة والأنشطة أكثر وأن تعطيهم الجهات الخاصة فترة أطول قبل الامتحانات ليتخلصوا من الضغط الزائد.
عزيمة وإصرار
تعودنا على أن نتجاوز الصعاب فنحن أهل لذلك.. هكذا استهلت الطالبة نرمين الشميري حديثها عن مدى استعدادها لخوض غمار الامتحانات النهائية برغم الصعاب التي تعرضوا لها كطلاب.
وأضافت: تقديم الامتحانات أو تأخيرها لا يخيفني ولا يخيف الطلاب المجتهدين الذين يقومون بتحضير دروسهم أو مراجعتها أولاً بأول.
لم يختلف معها كثيراً أحمد القباطي طالب في الصف السادس حيث قال لم أكن أعرف متى كان موعد الاختبار النهائي ولا أخاف منه لأني ببساطة مستعد أن أدخل قاعة الامتحان الآن لأني أقوم باستذكار دروسي بصورة يومية مع إخواني الكبار.
ضيق الوقت
كنت أتمنى أن يكون الوقت المحدد لنا كمعلمين لإتمام المقررات الدراسة أكثر، هذا ماقاله ابتداء فؤاد الحداد معلم مادة الرياضيات الذي أكد فيه على أهميه تقدير الوقت بصورة جيدة من قبل الجهات المختصة بتحديد موعد بدء الدراسة وانطلاق الامتحانات النصفية والنهائية بعد التشاور مع المدرسين.
وتابع :أنا بالكاد أتممت المقرر الدراسي للطلاب ولم أشعر براحة ضمير حيث إني لم أقم بمراجعة ما أخذناه مع الطلاب بصورة كاملة حتى يستوعب الطلاب الدروس التي أخذوها مما يسهل عليهم فهم الدروس في الصف الذي يليه.
واتفق معه في الرأي أيضا محمد النجار معلم مادة اللغة العربية وقال: المنهج طويل جداً وهناك مواد أخرى تحتاج لوقت أطول كالرياضيات والعلوم وضيق الوقت في هذا الترم لم يسعفنا لتقديم أفضل ما لدينا بسبب كثافة المنهج وقصر الوقت مما قد يؤثر على الطالب في أدائه للامتحانات النهائية وهذا ما لا نريده.
أما معلم مادة الاجتماعيات والعلوم منير الحمادي فقد أكد على أن الطلاب لاقوا صعوبة في التعليم أثناء هذا الترم خاصة مع ازدياد الضغوط النفسية عليهم وصعوبة الحياة ونقص الإمكانيات سواء في المدارس أو في البيت وهذا ما يجعل الكثير من الطلاب شاردي الذهن كثيراً وغير قادرين على استيعاب الشرح أثناء الحصص الدراسية بعكس الأعوام السابقة.
ويستطرد: كما أن هناك طلاباً انخفض مستواهم التعليمي كثيراً بسبب ذلك، لذا نحن كمعلمين كنا بحاجة لوقت أطول حتى نتدارك كل تلك المشاكل ونسعى لحلها.
مواجهة العقبات
لا اختلف مع أحد أن هذا الفصل تخلله العديد من العقبات الصعبة المتمثلة بضيق الوقت وتقديم الامتحانات وغيرها كتردي نفسيات الطلاب بسبب الظروف الراهنة لكننا استطعنا وبعون من الله أن نتجاوزها، هكذا توضح مديرة مدرسة التوحيد رويدا العريقي في حديثها عن استعدادات المدارس للامتحانات وظروف التعليم في الفصل الثاني وأضافت : كان من المفترض أن تتوقف الدراسة في الرابع 24 من شهر رمضان وأن تنطلق الامتحانات النهائية في شهر شوال لا أن نجري الامتحانات النهائية قبل الشهر الفضيل هذا بحسب التعميم الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم سابقا.
لكن العريقي تشير إلى أن كل ذلك لم يؤثر على سير التعليم بشكل كبير لأنها توقعت هي والكثير من مدراء المدارس تقديم الامتحانات مما دفعها لعمل خطة دراسية تقضي بإتمام المقررات التعليمية قبل رمضان وكذلك مراجعتها إن أمكن، وهذا ما حدث بالفعل لذا فالطلاب بمدرسة التوحيد مستعدون للاختبارات على أكمل وجه لأننا كإدارة وبالتعاون مع المعلمين والمربين عملنا ما بوسعنا لإنجاح ذلك .
ضغوط نفسية
عبد الباري القرواني أخصائي اجتماعي أفاد من ناحيته أن نفسيات الطلاب لاستقبال امتحانات نصف الترم جيدة نوعا ما وتتفاوت في مدى استعداد الطالب لها من خلال استذكار الدروس وتهيئة الأسرة الجو المناسب له ومساعدته في الدراسة، كما أكد على أن الطلاب في هذا العام كانت نفسياتهم غير باقي الأعوام فقد باتوا أكثر ميلاً للعنف والشرود الذهني في الحصص الدراسية بسبب الضغط الدراسي عليهم كما أن بعض الأسر يقحمون الأطفال في أمور أكبر من قدرتهم على التحمل وهذا ما ينعكس بالسلب على تحصيلهم الدراسي واستعدادهم للامتحانات.
وينصح بالعمل على التخفيف من هذه الضغوطات من خلال المرور للقاعات الدراسية وتهدئتهم ودفع الطالب الذي يعاني من الضغوط النفسية للمشاركة في الأنشطة بصورة أكثر حتى تخف عليه الأعباء وكذا التواصل مع أولياء أمورهم لمساعدتهم .
توقعات مسبقة
منذ صدور التعميم بموعد إجراء الامتحانات النهائية في شوال وانتهاء الدراسة في أواخر رمضان توقعنا أن هذا لن يحدث وأن الامتحانات ربما يتم تقديمها هكذا استهل محمد العيفري، مسئول التوجيه بمنطقة آزال حديثه، وأضاف: بعد توقعنا أن الامتحانات النهائية ربما تقدم قررنا أن نتخذ التدابير الاحترازية التي ستحمي أبناءنا الطلاب في حال حدوث ذلك وأخبرنا المعلمين بذلك لذا لم يفاجئنا قرار التقديم كثيراً ولم يؤثر بالسلب على الطلاب لأن الكثير من المدارس أكملت مقرراتها ومن جانبنا سعينا جاهدين لتخفيف الضغط على الطلبة من ناحية الالتزام بأخذ المقررات الدراسية والاختبارات.
رسالة للمعنيين
تقديم الامتحانات على موعدها المحدد وعدم مراجعة ودراسة بعض المواد الكثيفة بصورة جدية بحسب ما قاله الطلاب وأكد عليه بعض المعلمين لم يؤثر بصورة كبيرة على الاستعدادات لخوض الامتحانات النهائية.. وما نتمناه من الجهات المسؤولية ممثلة بوزارة التربية والتعليم اخذ هذه المواضيع بعين الاعتبار والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لها مبكراً العام المقبل كجانب تعويضي.