الثورة نت/
في حين أن الحرب الأهلية، والتفجيرات الإرهابية الدامية، والضربات الجوية المستمرة، تدب الرعب في جميع أنحاء البلاد، تحاول قوى خارجية، جذب اليمن إلى مستوى سوريا والعراق، حيث نرى الطائفية والإرهاب يدمران أي أمل للدبلوماسية.
في حديثها مع قناة (RT) الناطقة بالانجليزية، قالت المحللة السياسية والباحثة بشكل خاص في الحركات الراديكالية واليمن، كاثرين شاكدام، إن قوى خارجية، تحاول جذب اليمن إلى المستوى الذي تعيشه كل من سوريا والعراق، حيث نرى الطائفية والإرهاب يدمران أي أمل سياسي أو دبلومسي. وفجر انتحاري نفسه أمام بوابة معسكر شرطة النجدة بالمكلا، قتل وجرح فيه العشرات من الجنود العسكريين، وأعلن “داعش” مسئوليته عن العملية الانتحارية، وتعد هذه العملية الانتحارية الثانية خلال أسبوع، حيث فجر انتحاري (الخميس 12 مايو/ أيار 2016) بسيارة ملغومة استهدف معسكر الدفاع الساحلي، وخلف نحو 16 شهيداً ومصاباً من العسكريين، وأعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته.
وتعليقاً على الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا المكلا في أقل من أسبوع، قالت شاكدام، إن المكلا محافظة يمنية مهمة جداً، حيث النفط والموارد الطبيعية الأخرى، وتمثل المكلا نقطة “جيواستراتيجية” لاعتبارها مدخل البحر على القرن الأفريقي، وبالطبع آسيا.
وقد حاول القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى، لسنوات عدة، الحصول على موطئ قدم في جنوب اليمن، إما عن طريق عدن أو من خلال المكلا. وبطبيعة الحال، هذه العودة… كما تشير – شاكدام – هي في الواقع مهمة جداً، فعند الأخذ في الاعتبار أن التحالف الذي تقوده السعودية هو المسيطر الفعلي على جنوب اليمن، نجد أنه من المثير جداً أن جميع الأنشطة المرتبطة بالقاعدة تتواجد فعلياً في جنوب اليمن، في حين شمال اليمن، الذي يسيطر عليه الحوثيون، ليس له وجود.
وتقول شاكدام: علينا أن نفهم أولاً ماذا يريد السعوديون في المنطقة حتى نفهم لماذا كل هذه الأمور تحدث في اليمن! وأشارت، أن السعودية تلعب لعبة خطيرة جدًا في جنوب اليمن.
فكون المكلا تعد انفتاحاً على البحر، لكن السعودية، أيضاً، تخطط لأبعد من ذلك.. الحلم الذي لطالما انتظرته طويلاً.. حلم بناء خط أنابيب النفط، الذي من شأنه، بالطبع، يصد الدور والموقف الذي تلعبه إيران في المنطقة.
تعيد وتؤكد الباحثة والمحللة السياسية شاكدام، أن حرب السعودية في اليمن وتقويتها لداعش والقاعدة هو من أجل أنابيب النفط، حيث تخطط السعودية منذ زمن طويل، بناء خط أنابيب من حضرموت، متجاوزة بذلك الخليج العربي ومضيق هرمز.
متسائلة: لماذا، إذاً، تنشط الجماعات الإرهابية التي هي بالفعل ولدت من رحم الوهابية السعودية، في جنوب اليمن؟ فعدن تحت الاحتلال السعودي، بحكم الواقع، فلماذا يعود التنظيم الإرهابي إلى هناك؟ واعتبرت المحللة السياسية أن القاعدة ليس سوى رهينة لدى السعودية.
فالسعودية هزمت عسكرياً بحكم الواقع، لأنها لم تحقق شيئاً سياسياً أوعسكرياً في اليمن.
مشيرة أن المملكة عادت لمحاولة استخدام الإرهاب كسلاح مرة أخرى، باستخدام داعش والقاعدة، وهو سلاح غير متكافئ يزعزع الاستقرار الشامل.
وتحاول جلب اليمن إلى مستوى سوريا والعراق حيث نرى الطائفية والإرهاب يعانقان الخطوط الأمامية مزعزعة استقرار أي أمل سياسي دبلوماسي. وهذه مشكلة. فهناك نمط يتم تكراره في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والآن اليمن.
اليمن مكان خطير للغاية، كونها تقف جغرافياً عند نقطة حاسمة جداً في جنوب الجزيرة العربية، وكنت أتمنى أن لا تسقط اليمن؛ لأن هناك خطر حيث يمكن أن ينتشر داعش ليس فقط في أفريقيا وبعدها نحو مصر عن طريق قناة السويس، لكن أوروبا وآسيا، أيضاً.
ما يحدث في اليمن، سوف يكون له تداعيات في جميع أنحاء العالم. ويتعين على العالم أن يولي اهتماماً أكبر لما يحدث في اليمن الآن.
وكالة خبر